تدخل الجيش الباكستانى فى الأزمة السياسية الحادة التى تعصف بالبلاد منذ أسبوعين حيث التقى الجنرال راحيل شريف قائد الجيش مع نواز شريف رئيس الوزراء لبحث مخرج للأزمة، فى ظل إصرار المعارضة على الإطاحة بشريف. وفى وقت سابق، أكد الجيش فى بيان التزامه بالديمقراطية فى البلاد، معتبرا أن خيار «الانقلاب العسكرى»و فرض الأحكام العرفية غير محتمل. لكنه لم يعارض استقالة شريف وتشكيل حكومة وحدة وطنية، مشددا على الالتزام بدوره فى الحفاظ على الأمن فى البلاد. جاء ذلك فى الوقت الذى اقتحم فيه مئات المتظاهرين المناهضين للحكومة برئاسة نواز شريف أمس مبنى التليفزيون الوطنى للدولة «بى .تى .فى «، مرددين هتافات مناهضة للحكومة، على نحو أجبر الحكومة لوقف البث لحين تدخل قوات الأمن فى وقت لاحق وإجلاء المبنى. وذكرت مصادر من داخل المبنى ، رفضت ذكر اسمها، أن المحتجين قاموا باحتلال حجرة التحكم الرئيسى وغرفة الأخبار المركزية وحطموا بعض المعدات لحين تدخل رجال الأمن. لكن عملية إجلاء المبنى لم تتم بشكل عنيف بل خرج المحتجون بهدوء وأثنوا على أداء رجال الأمن. وجاءت عملية احتلال مبنى التليفزيون التى دامت لنصف ساعة عقب اشتباكات عنيفة دارت بين قوات مكافحة الشغب وأتباع قادة الاحتجاجات عمران خان لاعب الكريكيت السابق ورجل الدين طاهر القادرى حيث قام المتظاهرون برشق رجال الشرطة بالحجارة وتحطيم عدد من الدراجات البخارية بالهراوات، فيما ردت الشرطة بقنابل الغاز المسيلة للدموع التى بدت عديمة الفائدة وسط الأمطار الغزيرة التى شهدتها العاصمة إسلام آباد. تزامن ذلك مع محاولة آخرين اقتحام عدد من المبانى الحكومية الموجودة فى المنطقة الحمراء ،حيث مقر اعتصام المتظاهرين، لكن قوات الأمن تمكنت من ردهم وهم على أعتاب منزل رئيس الوزراء نواز شريف. ودعا كل من قادرى وخان آلاف المتظاهرين إلى الالتزام بالسلمية وعدم التحول للعنف.وشددت تصريحاتهم لوسائل الإعلام على عدم تورط نشطائهم فى أحداث الشغب بالرغم من ارتداء عديدين منهم لملابس تحمل شعارات حزب حركة الإنصاف الذى يقوده خان.