بدأت مصر فى استعادة دورها الإقليمى عربيا وإفريقيا، وقد برهن على ذلك الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، والمبادرة المصرية لدعم الحكومة الليبية، وحل الأزمة فى هذا البلد المهم. كما شهدت العلاقات المصرية الإفريقية، خاصة مع إثيوبيا، تطورات إيجابية خاصة فيما يتعلق بملف نهر النيل وسد النهضة. واستطلعت «الأهرام» آراء رموز الأحزاب والقوى السياسية حيال هذه التطورات، الذين أكدوا جميعا أن تحقيق مصر لاستقرارها الداخلى وللتنمية الاقتصادية، يمكنها من الانطلاق فى محيطها الإقليمى والدولي، ويرى عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الجمهورية المصرية بعد ثورة 30 يونيو أصبحت قادرة على استعادة دورها الإقليمى والإفريقي، خاصة أن مصر تمتلك من الخبرات والكفاءات والتاريخ والموقع الجغرافي، ما يؤهلها لاستعادة هذا الدور والتوسع فيه. وشدد على أن ضعف مصر الداخلى عقب ثورة 25 يناير، كان سببا فى زيادة دور دول مثل قطروتركيا وإسرائيل، على حساب مصر، وأنه عقب 30 يونيو حيث استعادت مصر قدرتها على الحركة، تمكنت باقتدار من لعب دور إقليمى مهما لوقف الحرب الشرسة ضد غزة، والسعى لحل أزمة ملف نهر النيل مع إثيوبيا، كذلك الأزمة فى ليبيا. وأكد شيحة أن لدى مصر إمكانات قوية للانطلاق فى استراتيجية استعادة هذا الدور، لأن النظام الحالى يتمتع بغطاء شعبى كبير، كما تتمتع مصر بسمعة دولية طيبة كدولة تحترم تعهداتها الدولية ولا تتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة أخري. ومن جانبه، أشار أحمد بهاء شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكى المصري، لوجود مؤشرات كثيرة لبدء تعافى مصر واستعادة دورها المحورى فى المنطقة، خاصة أن رصيد مصر التاريخى فى المنطقة والعالم يؤكد أن قرار السلام والحرب فى المنطقة يعتمدان على الدور المصري، وأن محاولات بعض الدول إضعاف هذا الدور لمصلحة قطر أو تركيا أو إسرائيل، هى محاولات فاشلة ولن تؤثر على قدرة مصر ومحوريتها فى المنطقة، وأكدت سياسة مصر الخارجية أخيرا تجاه أحداث غزة والأوضاع فى ليبيا ومنطقة البحيرات العظمى القوة الحقيقية. وشدد شعبان، على ضرورة استكمال مصر لعناصر بنائها الداخلي، خاصة عوامل استقرارها بالقضاء على الإرهاب، وأعمال العنف والتخريب واستعادة قدراتها الاقتصادية، واطلاق المزيد من المشروعات الكبرى واستكمال البناء المؤسسى للجمهورية الجديدة، حتى يتسنى لها لعب دور إقليمى فاعل استنادا الى قاعدة داخلية صلبة. ومن جانبه، أكد عبدالغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، أهمية تنوع علاقات مصر الخارجية، خاصة مع دول إفريقيا وآسيا مع تعزيز علاقات مصر العربية بالبناء على ما تحقق خلال المرحلة الأخيرة، مطالبا بضرورة لعب مصر لدور أكثر فاعلية فى الأزمة الليبية لإنقاذ الدولة الليبية من أزمتها الطاحنة. وأكد الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، أنه لا يمكن لتركيا أو قطر أو أن إسرائيل، أن تحل محل مصر إقليميا وعربيا وشرق أوسطيا وإفريقيا لاعتبارات تتعلق بقدرات مصر على التأثير وتداخل مصر مع جميع أطراف الصراعات والمشكلات فى المنطقة، خاصة أن لتلك الأطراف مصالح مع مصر لايمكن المجازفة بها، وهذا ينطبق على الوضع الفلسطينى والأزمة الليبية أو فى إفريقيا. وأشار حرب الى أن الدور الخارجى لمصر ليس ترفا ولكن ضرورة، تمليها الجغرافيا والتاريخ، وقوة مصر مرتبطة بقوة هذا الدور.