بعد أن عطلته موجات التخريب (فى ثلاث سنوات ونصف من الكآبة الوطنية والتاريخية) عن مواصلة جهده من اجل نشر الثقافة الفرعونية فى كل بقاع الارض، وخلق تيارات من الوعى بها، واستغلال ظواهر الولع بمصر فى دعم صناعة السياحة والترحال الى مصر، رجع د.زاهى حواس الاثرى المصرى العالمى الى عادته القديمة وسافر الى الولاياتالمتحدة بعد أن تعاقدت معه جامعة نيفادا لمدة ثمانية شهور (بدأت من يناير الفائت)، والقى خلال سفرته ست محاضرات عامة، ومحاضرة اسبوعية للطلاب. نعم عاد زاهى.. لا بل والف خلال المدة اربعة كتب احدهما عن الاشعة المقطعية للمومياوات الملكية، والثانى للاطفال والثالث عن اهرامات الجيزة.. اما الكتاب الرابع فهو عن غموض توت عنخ امون (وتم طبع تسعمائة نسخة مرقمة من ذلك الكتاب الذى سيباع بمائتى دولار للواحد، وحجز مشاهير العالم 70% من نسخه). زاهى قال لى انه كان دائما فى كل محاضرة له يتكلم عن استقرار مصر وامنها، ويؤكد للأمريكيين ضرورة وفودهم اليها لأنهم اذا لم يزوروا مصر فلن نستطيع ترميم الاثار التى تتكلف مبالغ باهظة وسوف تنهار، وهى تخصكم كما تخصنا لانها تراث انسانى عالمى. واكد د. زاهى حواس انه وجد اهتماما من الامريكيين لزيارة مصر بدءا من مارس المقبل، وطالب وزير السياحة هشام زعزوع بالتركيز على السوق الامريكى، لان كل فوج امريكى يصل الى بلادنا سيسحب وراءه عدة افواج اوروبية. وقد طالعت اخبار زيارة زاهى فى كبريات الصحف الامريكية بالمدن التى زارها فى فيلادلفيا واوكلاهوما وكانساس سيتى وسان فرانسيسكو، بما يثبت ان شعبية زاهى فى الشارع الامريكى لم تأت من منصبه السابق كامين للمجلس الاعلى للاثار كما ردد امامى بعض الخرقاء من جهاز وزارة الثقافة. على اية حال.. فقد كان اجمل مشهد فى زيارة زاهى الامريكية اجراءه مكالمات على (سكايب) مع اطفال فصلين فى مدرسة امريكية ارتدى كل منهم قناعا لشخصية تقمصها سواء احمس او خوفو او توت او سخمت او نفرتيتى وبدأ كل منهم يستعرض معلوماته مع زاهى عن الشخصية التى تقمصها. هكذا عاد زاهى ليواصل تعليم العالم حب مصر، وبقى ان تحبه مصر كما ينبغى ان يكون الحب. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع