بائع الذرة

يتصبب عرقا وهو يحمل كيزان الذرة المشوية ويقف بين السيارات التى تنتظر انفراج الاشارة !
قرص الشمس اللاهبة يقع فوق رأسه بالضبط لتتصاعد ألسنة اللهب فى رأسه ومن حوله!!
ويضع فى جيبه الأيسر ليسانس الآداب منذ سنوات دون استعمال حتى يكاد تاريخ الصلاحية أن ينتهى فى عقله من أى شهادة!!
رفض أن يحمل المناديل الورقية فقد استولى عليها المتسولون يشحذون بها وهو ليس كذلك ففضل أن يختبيء فى الذرة يشتريه ويبيعه مشويا!!
تعود أن يضع فى كف يده اليسرى كيزان الذرة المشوية ويستعمل اليمنى فى تحصيل قروش البيع الزهيدة مطمئنا الى طزاجة الذرة لوجوده فى أغلفته من ورق الذرة محتفظا بليونته على الاسنان!
ولم يمنعه كل ذلك من رفع صوته بغناء حزين قائلا «ما تقوليش يارايق لأننى متضايق»
د . محمود أبو النصر جاد الله
مستشفى دسوق