أتعجب من طرح أسماء معينة للجنة هيكلة ماسبيرو والتى دعت لحالة من السخط والإستياء الشديد فى أوساط الرأى العام المختلفة بالإضافة إلى الإعلاميين والعاملين بماسبيرو، فعلى بالرغم من أن أبناء ماسبيرو كانوا قد تقبلوا بالفعل فكرة الهيكلة بعد التأكيد ممن لديهم ثقة بهم على أنه لن يضار عامل، فقد انقلب الحال الآن إلى دعوات للتظاهر بعد أن تداول العاملون داخل المبنى مستندات تتضمن توقيع أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق برهن أسهم مدينة الإنتاج الإعلامى لبنك الاستثمار. ومن بين ما يثير الإستياء حاليا أيضا طرح أسماء ساهمت فى حالة التردى الذى وصل له ماسبيرو قبل ثورة يناير وتركته مثقلا بديون وصلت إلى المليارات بفضل استقدام فنانين ومخرجين من خارج ماسبيرو من بينهم إيناس الدغيدى وغادة عادل وهنا شيحه لتقديم برامج على القنوات المتخصصة ودفع الملايين لهم كأجور فى برامج لم تدر أى ربح إعلانى فى الوقت الذى كان يتقاضى فيه العاملون فى ماسبيرو الملاليم بالإضافة لطرح فكرة العرض الحصرى للمسلسلات على شاشة التليفزيون المصرى والتى لم تجلب عائدا إعلانيا مما ساهم فى تراكم ديون الإتحاد للمنتجين وهو ما أساء لسمعة إتحاد الإذاعة والتليفزيون حتى وقتنا الحالى وجعل المنتجين يتخوفون من التعامل معه لفترة حتى استطاع عصام الأمير رئيس الاتحاد حاليا أن يغير من هذه النظرة ويعيد الثقة للإتحاد مرة أخرى، وهنا يحضرنى سؤال.. هل افتقدنا الخبراء الإعلاميين والاقتصاديين ذوى الثقة والسير الذاتية ليتم التوافق عليهم فى مثل هذا المشروع المصيرى؟ خاصة بعد أن كانت قد بدأت الهيكلة فعليا بنجاح بدمج قناة «النيل للأخبار» و«النايل تى في» و«راديو مصر» لقطاع الأخبار كخدمات إخبارية، كما تم إلغاء العديد من المسميات فى إطار الهيكلة ومنها مذيعو الربط والبروديوسر وغيرها.. إذن فالمشروع كان قد بدأ تطبيقه فعليا ولكن من جانب ذوى الخبرة والثقة وليس من جانب من عانى منهم العاملون كثيرا حتى أسهمت الثورة فى عودة حقوقهم وشعورهم بالطمأنينة وبدأوا بالفعل فى تغيير مسارهم ليعود ماسبيرو كيانا قويا يمكن أن يكون هو حائط الصد الإعلامى للدولة ومشروعاتها التنموية التى بدأ فعليا بالعمل عليها وإبرازها بعيدا عن أى مصالح فهو الكيان القومى الوطنى للإعلام المصري، ولعل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم هذا الكيان أبلغ دليل على ذلك. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى