من خلال تخصص مسرح الغد في الأعمال التراثية التي هي بعكس اسمه!! لكن قد يكون ذلك المسرح هو الوحيد بين المسارح الذي اهتم بأن تكون كل أعماله من التراث القديم الذي تزخر به مصر وهو بالفعل منجم يمكن للمؤلفين أن ينهلوا منه. العرض الجديد الذي يقدمه مسرح الغد باسم زمن الألف ليلة وهو من خلال الاسم مأخوذ من أسطورة ألف ليلة وليلة ولكن بصورة مختلفة تماما وهي التي تحسب حقيقة للمؤلف أيمن فتيحة. أيمن حول الحكايات.. حكايات شهر زاد إلي شهريار حتي تفلت من العقاب وهو القتل من خلال السياف الذي يبدو كل صباح مستعدا لمهمته في قتل المرأة التي يريد شهرزاد أن يقتلها. هنا الحكاية أو الحدوتة التي ترويها شهرزاد إلي شهريار هي حدوتة واقعية وليست من خيالها الخصب البديع الذي أفلتها من العقاب.. حكاية حقيقية أو حدوتة من الزمن الذي نعيشه. من الحياة التي نحياها وليست من الخيال فتأخذ بيد شهرزاد لينزل من صولجانه وعرشه الكبير إلي الشارع يشاهد شعبه وكيف يعيش وكيف يتألم وما هي مشاكله الحقيقية ما بين فقر مدقع وإجرام وبلطجة ونصب وخلافه. الفكرة بالتأكيد جيدة وخاصة مقدمة المسرحية وهي بديعة عندما يتصادف وجود شخص بالمسرح بينما البطل لم يصل فيقوم طاقم المسرحية باستدعائه ليقوم بالدور وهو دور شهريار. أهم ما ميز هذا العرض هو تلك الكوميديا الحقيقية وخفة الظل الفني الغير مفتعلة وبالذات من البطل شهريار الذي يقوم به الفنان الكبير سامي العدل الذي نراه كثيرا علي شاشة السينما بينما هو من وجهة نظري خلق للمسرح يتمتع بكل مقومات الممثل المسرحي من خلال حضور ملموس قوي وصوت جهوري وأيضا أداء مقنع مع منتهي البساطة. ان هذا الفنان شاهدته منذ سنوات عديدة في عرض الثقافة الجماهيرية بمسرح السامر باسم ردوا السلام ثم شاهدته علي نفس هذا المسرح.. مسرح الغد في مسرحية طبول فاوست وعنها فاز بالجائزة الأولي للتمثيلس في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. أمامه هنا فنانة مخلصة في عملها وهي وفاء الحكيم في دور شهرزاد وكانت بدور فنانة متألقة في شخصية الشحاتة استشعر أن لها مستقبلا بالذات في عالم الكوميديا. المخرج محمد دياب لم أشاهد له عملا من قبل ويبدو أن مدير الغد حمدي أبوالعلا يسير في اتجاه تقديم الفرص للمخرجين الشبان الجدد. استعان المخرج بديكور متميز تماما لمحمد جابر مع إضاءة واعية.. كل ما آخذه علي المؤلف أنه لم يهتم بباقي شخصيات المسرحية.