لم يكن اكثر المتفائلين أو حتي المتشائمين داخل اتحاد الجبلاية يتوقع أن تتصاعد وتتسارع الأمور بهذا الشكل عقب أحداث كارثة بورسعيد, بل قل مذبحة بورسعيد! رئيس مجلس الوزراء يعلن إقالة اتحاد الكرة في مجلس الشعب, واتحاد الكرة يرفض الإقالة ويلجأ للفيفا, ثم نفاجأ بسمير زاهر يعلن الاستقالة بشكل منفرد من خلال بيان, وبعض الأعضاء يعلنون أنهم لم يتقدموا بالاستقالة. الجمعية العمومية من المعارضين تتحرك وتدعو إلي عقد اجتماع طارئ لسحب الثقة من المجلس لتفويت الفرصة علي الفيفا في معاقبة مصر, ويفطن الأعضاء للفخ الذي وقعوا فيه أمام المجتمع المصري كله, ويسارع كل الأعضاء بتقديم استقالة جماعية لحفظ ماء الوجه حتي يفوتون الفرصة علي قرار سحب الثقة الذي كان بالتأكيد سيحرمهم من الترشح في الدورة الجديدة! إذن الاستقالة كانت تهدف إلي الاحتفاظ بفرصهم في الترشح وليس إحساسا وشعورا بالمسئولية وحجم المصيبة!! والآن إذا ما كنا جادين في إصلاح الشأن الكروي في مصر, مطلوب تطهير اتحاد الكرة من بقايا النظام السابق, كما يطالب الثوار في التحرير, وما أقصده هنا ليس نظام مبارك, بل مجلس إدارة الاتحاد بجميع أعضائه ولجانه ومناطقه التي كان يسيطر عليها المحاسيب ومن يدينون بالولاء لزاهر وشركاه!! لا يعنيني من هو اسم الشخص الذي يدير الاتحاد حاليا, فمازال مجلس زاهر هو من يدير الاتحاد ويحكم ويتحكم في كل الأمور من خلف الستار!! لقد أسقطنا مجلس زاهر ولكن بقايا المجلس السابق المنتشرين في كل مكان هم المهيمنون علي إدارة شئون الاتحاد ويأتمرون باتصال تليفوني, أو إشارة من زاهر وشركاه, وأقولها من الآن: لن تكون هناك أي بارقة أ مل, ولا تنتظروا جديدا في إصلاح الكرة المصرية قبل تطهير الاتحاد بحل جميع اللجان, وأسقاط كل المناطق التي كان وراء تعيينها زاهر ورجاله من خلال الجمعية المصرية صاحبة الحق الأصيل في إدارة اللعبة, لانتخاب لجنة لتسيير الاتحاد لحين انتخاب مجلس إدارة جديد عقب الدورة الأوليمبية. فالتطهير يجب أن يبدأ من إبعاد رؤساء المناطق الذين يتحكمون في إدارات المناطق, وهذا دور المجلس القومي للرياضة حتي يمكن القول إن نظام زاهر قد سقط, فما كان يفعله اتحاد زاهر لا يقل ولا يختلف عما كان يفعله نظام مبارك, مع الفارق في الإمكانات والصلاحيات.. يسقط يسقط اتحاد الكرة!! [email protected] المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد