أحيا الليبيون أمس الذكري الأولي لثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي بعد حكم للبلاد استمر لأكثر من40 عاما. إلا أن الاحتفالات الرسمية لم تعلن في البلاد احتراما لأرواح الشهداء الذين سقطوا قبل عام فداء لحرية بلادهم. وتأتي الاحتفالات وسط مخاوف من عدم الاستقرار, حيث لا تزال مئات الميليشيات المسلحة تتجول في البلاد بدون رقابة. ففي العاصمة طرابلس أقيمت الحواجز من أجل تفتيش الداخلين والخارجين للحيلولة دون وقوع ما يؤدي إلي زعزعة الأمن. وفي كلمة له بهذه المناسبة, تعهد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الجمعة بالرد بقوة علي كل من يحاول زعزعة أمن البلاد وقال عبد الجليل- في كلمة بثها التليفزيون الليبي عشية ذكري الثورة- إن المجلس فتح ذراعيه لكل الليبيين, سواء دعموا الثورة أم لا, ولكن هذا التسامح لا يعني أننا غير قادرين علي الحفاظ علي استقرار البلاد. وشدد علي أنه ستتم مواجهة أي شخص يهدد الاستقرار بقسوة, كما أن الثوار مستعدون للرد علي أي هجوم يستهدف زعزعة استقرار البلاد. من جانبه, أعلن مصطفي أبو شاكور نائب رئيس الوزراء الليبي عن خطة لنزع سلاح عناصر المليشيات وتأهيلهم واستيعابهم في الحياة المدنية, موضحا أن البرنامج يبدأ الشهر المقبل و أن تسجيل الأسماء بدأ بالفعل. و في سياق متصل, ذكرت مصادر أمنية بجهاز الإسناد الأمني التابع لوزارة الدفاع في مدينة سرت الليبية أن أفراد التحقيق والتحري بالجهاز تلقوا بلاغا من مواطن ليبي يقطن بالمنطقة السكنية الثالثة يفيد بالعثور علي كمية كبيرة من صواريخ الراجمات غير المتفجرة باحد المخابئ بمزرعته. الذكري الأولي لثورة السابع عشر من فبراير التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي و في لندن, قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني إن بلاده ستواصل دعمها للحكومة الجديدة في ليبيا, التي ينبغي أن تكون فخورة بحق بثورتها التي قضت علي نظام القذافي.وقال كاميرون إن بريطانيا ستساعد القادة الجدد في التعامل مع إرث حكم القذافي. وأضاف كاميرون إن الإطاحة بالقذافي كانت لحظة فارقة في الربيع العربي وألهمت آخرين في مختلف انحاء العالم.وأشار كاميرون إلي أن المجتمع المدني الليبي بدأ يزدهر وينهض للمرة الاولي بعد أربعين عاما. وقال ما من شك في أن هناك سنوات من العمل الجاد( في انتظار المجتمع الليبي) لتفكيك الميليشيات المسلحة وبناء جيش ليبي جديد. في هذه الأثناء, أشارت وكالة رويترز للأنباء إلي أن الملصقات الانتخابية انتشرت في الاسابيع القليلة الماضية في مدينة مصراتة ثالث أكبر مدينة ليبية, وذلك في مشهد لم يألفه المواطنون من قبل. تقول بعض اللافتات كما كنت حاضرا علي جبهة القتال كن حاضرا في الانتخابات وحملت لافتات أخري علقت علي واجهات المتاجر عبارات مثل إذا لم تصوت أنت.. من سيصوت؟ وتتذوق مصراتة المدينة الليبية التي شهدت أكبر وأعنف المعارك في الانتفاضة التي استمرت ثمانية أشهر وأطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي طعم الديمقراطية لأول مرة. ومن المقرر أن يدلي مواطنو مصراتة بأصواتهم يوم الاثنين المقبل لانتخاب28 عضوا في المجلس المحلي الذي سيتولي مهمة شاقة تتمثل في اعادة إعمار المدينة التي يعيش فيها300 ألف شخص والتي تعرضت لقصف شديد خلال الحرب. وتشكلت لجنة انتخابية خاصة بالمدينة الساحلية الشهر الماضي لتنظيم الانتخابات. وترغب المدينة أن تصبح مثالا لباقي ليبيا بينما تقود الحكومة الانتقالية الوطنية البلاد المنتجة للنفط في أول انتخابات حرة لانتخاب جمعية وطنية ستوكل إليها مهمة كتابة الدستور. وقال محمد بروين رئيس اللجنة الانتخابية التي ستنظم العملية الانتخابية في مصراتة إن المدينة بحاجة إلي تقديم نموذج ليس فقط لباقي الليبيين وإنما للعالم أجمع يثبت أن الليبيين يمكنهم حكم أنفسهم وأن الديمقراطية يمكن أن تنجح إذا سمح للناس أن تختار. وأضاف أن اللجنة تريد أن تشجع الناس علي المشاركة في الانتخابات.