حذر مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي من انجراف بلاده إلي حرب أهلية إثر الاشتباكات التي جرت أمس الأول في طرابلس بين مسلحين من المدينة وآخرين من مدينة مصراتة. ونقلت تقارير إعلامية أمس عن عبد الجليل قوله إن الاشتباكات بدأت عندما اقتحم مسلحون مستشفي في منطقة الزاوية لإخراج طبيب كان يؤدي عمله. وألمح عبد الجليل إلي عجز الحكومة عن ممارسة مهامها بقوله "إن الحكومة تحوم حول القصر ولا تستطيع الدخول إليه". وتضاربت البيانات حول ملابسات الاشتباكات التي أودت بحياة ستة أشخاص وإصابة 14 آخرين. وقال رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الكريم بلحاج إن مواجهات مسلحة اندلعت في وسط طرابلس بين ثوار مصراتة وأعضاء في المجلس العسكري المحلي. وأكد أن الأشخاص المتورطين اعتقلوا وسيحالون إلي القضاء، مقللا من شأن هذه القضية ومتحدثا عن "حادث بسيط". من جانبها أبدت الولاياتالمتحدة قلقها إزاء تلك المواجهات وجددت عرضها مساعدة البلاد علي دمج هذه الميليشيات في القوات المسلحة. ولم تقم السلطات الليبية الجديدة حتي الآن بحل الميليشيات المسلحة التي لا تزال تسيطر علي البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي. من جهة أخري أعلن عضو المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبدالرزاق العرادي أن المجلس عين وكيل وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية العقيد الركن المتقاعد يوسف المنقوش رئيسا لأركان الجيش الوطني الليبي. وجاء تعيين المنقوش مخالفا للتوقعات التي ذهبت نحو اختيار اللواء خليفة بلقاسم حفتر قائد القوات البرية في أركان الجيش الليبي، أو رئيس المجلس العسكري لمدينة مصراتة العقيد سالم جحا اللذين كانا من أبرز المرشحين لتولي المنصب. علي جانب آخر اعتبر الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن مواطني الدول العربية التي أطاح الربيع العربي بأنظمتها "أدركت أن الإسلام يمكنه أن يقدم حلولا لمشاكل العصر، ولذلك جاء الإسلاميون إلي السلطة". وقال المرزوقي في حلقة نقاش ضمت إلي جانبه رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبدالجليل في مدينة بنغازي إن "هذا السبب هو ما جعل الإسلاميين في مصر وتونس والمغرب يفوزون في الانتخابات".