رفض ائتلاف ثوار 17 فبراير الاربعاء تعيين العقيد الركن المتقاعد يوسف المنقوش رئيسا لأركان الجيش الوطني الليبي متهمين المجلس الوطني الانتقالي بتجاهل مرشحيهم لهذا المنصب. وقال بهلول الصيد احد مؤسسي هذا الائتلاف الذي يضم عدة فصائل للثوار من مناطق مختلفة "نرفض اي شخص من خارج قائمة المرشحين التي قدمها الثوار". وكان المجلس الوطني الانتقالي عين الثلاثاء وكيل وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية العقيد الركن المتقاعد يوسف المنقوش رئيسا لأركان الجيش الوطني الليبي. وجاء تعيين المنقوش مخالفا للتوقعات التي ذهبت نحو اختيار اللواء خليفة بلقاسم حفتر قائد القوات البرية في أركان الجيش الليبي، أو رئيس المجلس العسكري لمدينة مصراتة العقيد سالم جحا اللذين كانا من أبرز المرشحين لتولي المنصب. وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل طلب خلال مؤتمر لائتلاف ثورة 17 فبراير في كانون الاول/ديسمبر الماضي من الثوار تقديم مرشح او اكثر لهذا المنصب. وبعد مساومات اتفق الثوار على قائمة من ستة ضباط في الجيش الليبي السابق شاركوا بفاعلية في الحرب على نظام القذافي. لكن هذه القائمة لا تتضمن اسم المنقوش. وكان المنقوش تقاعد من الجيش الليبي قبل نحو عشر سنوات، الا انه ومع اندلاع الثورة انخرط في القتال في شرق ليبيا وكان أحد القادة الميدانيين البارزين في تلك الجبهة. يذكر أن كتائب القذافي ألقت القبض على المنقوش في شهر نيسان/أبريل الماضي في مدينة البريقة خلال المعارك، وبقي في السجن الى ان افرج عنه مع آلاف المعتقلين من سجن بوسليم في العشرين من آب/اغسطس الماضي بعد سقوط العاصمة الليبية طرابلس في قبضة الثوار. على صعيد آخر الغى المجلس الوطني الانتقالي الليبي الاربعاء قانونا يجرم تأسيس الاحزاب السياسية، فرضه في 1972 الزعيم السابق معمر القذافي، على ما افادت وكالة الانباء الليبية الرسمية. وافادت الوكالة ان "المجلس الوطني الانتقالي اعلن اليوم الثلاثاء عن إلغاء قانون تجريم الحزبية الذي فرضه نظام القذافي الاستبدادي لقتل الحياة السياسية في ليبيا وفرض فكره بالقوة على الليبيين". وقد تاسست عدة احزاب في ليبيا منذ سقوط معمر القذافي نهاية اب/اغسطس وحتى قبل ذلك في بنغازي (شرق) عاصمة الثوار طيلة ستة اشهر. وكان القذافي خلال حكمه الذي استمر اربعة عقود يدعو الى "الديموقراطية المباشرة" عبر "المؤتمرات الشعبية في القاعدة" التي كان يزعم انها تشكل هيئة الحكم العليا في البلاد. وكان القذافي يقول انه لا يتبوأ اي منصب رسمي على قمة الدولة بل انه "قائد" يدلي بتوصياته، لكن نظامه في الواقع كان يقوم على نموذج استبدادي تعسفي يمنع تاسيس الاحزاب السياسية ولا يتسامح مع منظمات المجتمع المدني المستقلة.