بدأت عام 1986 بأربعة أقفاص لتربية الأسماك في مصب نهر النيل واليوم تجاوزت الآلاف وسط انتقادات وتقارير تتحدث عن مخاطرها الصحية والبيئية ، ومرافعات أخري من أصحابها عن فوائدها الاقتصادية . الأقفاص السمكية في محافظة دمياط « في قفص الإتهام » حيث تغطي العديد من قري ومراكز المحافظة مثل قرية الحوراني ومدينة فارسكور والعدلية ومدينة السرو بالزرقا وهي متهمة بإستخدام مخلفات مزارع الدواجن والمجازر ومخلفات آبار الصرف الصحي كعلف للأسماك الموجودة وتهدد المواطنين بالفشل الكلوي خاصة مع وجود 14 محطة مياه للشرب قريبة من هذه المناطق . وفي لهجة حاسمة أطلق الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري الأسبوع الماضي تصريحا شديد اللهجة بقوله : إن ساعة الصفر لإزالة جميع الأقفاص السمكية من نهر النيل اقتربت، حيث تبلغ 1973 قفصًا، منها 929 في فرع رشيد و1048 في فرع دمياط، لحماية النهر من التلوث. وتعود الحكاية إلي عام 2004 عندما أصدر الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط الأسبق قراراً بإزالة الأقفاص السمكية كافة لمنع التلوث بناء علي حكم المحكمة الإدارية العليا بالدقهلية ، وتيسير الملاحة النهرية لتطوير مشروع النقل النهري ، وتم تشكيل لجنة وزارية بالقرار رقم 72 لسنة 2004 من الجهات المعنية لدراسة أبعاد المشكلة وطرق علاجها وانتهت إلي تقارير تؤكد وجود تلوث خطير في الأسماك وتدهور في حالة المياه المعدة للتنقية في محطات مياه الشرب. وتؤكد مديرية الصحة بدمياط أنه تم اخذ عينات من داخل وخارج الأقفاص وتم تحليلها بمعمل الرصد البيئي بإمبابة ووجد بها تركيزات عالية من الامونيا والنترات والأكسجين الحيوي الممتص والمستهلك كيماويا وكذلك العدد الاحتمالي للمجموعة القولونية أي تلوث كيماوي وبكتريولوجي مما يؤثر سلبا علي صحة الإنسان المستخدم لهذه المياه للشرب وغيره وكذلك الزراعة خاصة زراعة الخضروات التي تؤكل طازجة. الأمر نفسه أظهرته مديرية الطب البيطري بدمياط والتي قالت أن المزارع السمكية تتسبب في زيادة الحمل البكتيري في نهر النيل بدرجة كبيرة، مما يؤثر علي الثروة السمكية، ويتسبب في نفوق الأسماك ، وهذا يؤدي إلي زيادة المعادن الثقيلة في المياه، متسببا في إصابة الإنسان بالفشل الكلوي. ويعتبر المهندس جمال مارية رئيس مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك بدمياط، أن صمت المسئولين عن استمرار تلك الظاهرة يعد جريمة في حق المواطن . لكن الموضوع له بعد آخر حيث يصر أصحاب الأقفاص السمكية علي نفي مخاطرها الصحية ويؤكدون أنهم يعملون علي تنمية الثروة السمكية في مصر، ويلقون بتهم التلوث علي الصرف الصحي والزراعي والشركات . ويتحدث أصحاب الأقفاص السمكية عن أن سمك المبروك الفضي يعمل علي تنقية المياه من الملوثات والعوالق والشوائب فضلا عن أن هذا القطاع يؤمن 13 ألف أسرة عاملة في مجال الأسماك ويبقي الموضوع برمته في ذمة لجنة شكلها محافظ دمياط لدراسة أوضاع المزارع السمكية المنتشرة في نهر النيل بداية من مدينة السرو حتي سد دمياط، وتضم في عضويتها الطب البيطري والمسطحات المائية وجهات أخري وينتظر أن تقدم تقريرا حاسما حول مصيرها .