كان الجلوس علي شط الترعة الكائنة عند رأس غيطه عادة يعرفونها, وربما كنت أعرف الحكاية التي يتحدثون عنها وتخوف أبي من عدم قدرتي علي عبور تلك الترعة لو تعرضت لدفعة من دفعات الجد العفي, ولأنه قلل زياراته حتي ينتهي الأجل المحتوم للرجل, وينفي أبي أنه كان غاضبا من المرحوم, ولم يكن متخوفا علي اكثر من مخاوفهم علي عيالهم, ويضيف مثلا أنه شافني أعوم في نفس الترعة مع أبناء الأعمام الكثار وأسبقهم, وقبلها رآني أسبح في حمام سباحة نادي طنطا, ويوضح أنه كان يراني أصغر أبناء العم وأنه كان ينظر لي ويقول لجدي أنني آخر الفرحة وصحيح أنه لم يكن يبوح لهم بما يقصده بشكل مباشر في وجودي, لكنهم كانوا يتهامسون مع الكبار, ربما استنكارا لخوف أبي المبالغ فيه وربما لأن الجد في نهاية الأمر كان يستطيع أن ينقذ أي غريق سواء كان غريبا أو قريبا, بل ان وجوده عند رأس غيطه بالقرب من شط الترعة كان يزود جرأة صبيان العائلة, وكل واحد منهم يرمي نفسه أو يرمي صاحبه واثقا أنه لو تعرض للغرق, فإن جدنا بحسب ما كانوا يؤكدون سيتطوع لأنقاذ من يشرف علي الغرق غريبا كان او قريبا, لكن أبي كان يعترض ويوضح أكثر أن قلقه من احتمالات غرقي, لم يكن بسبب الدفعة القوية بيد الجد العفية أو حتي بالقدم لأن الأمر لم يكن يقلقه, وانه كان يتعلق بالتوقيت الذي كان يختاره أيام الفيضان, يضيف أن النيل غشيم ويمكن أن يدفع امامه أي شيء حتي ولو كان جبلا وكيف أن أبي كان يندهش لاختياره هذا التوقيت ليفعل فعلته مع كل صبية العائلة في مثل سني وفي ايام الفيضان الكاسح وكأن الرجل كان بينه وبين النيل ثارا, لأنه اختطف صبيا في العاشرة من عمره قالوا إنه كان ابن عمه, لكنه يتذكره في كل مرة ويعانده ويرمي له واحدا من أولاد أولاده او أولاد أولاد العم, وهم يتسمعون باندهاش وكأنه يقول تلك الحكاية التي سمعوها مرارا وتكرارا وتظاهروا بعدم تصديقها, وقد يهزوا الرؤوس مجاملة له ويشكرونه لآنه ذكرهم بما نسيته عقولهم, ويوافقونه لأنه كان يتمني أن يكف جدنا عن تلك الدفعات التي عملها مع عياله وعيال عياله, وعيال عيالهم تباعا, ولأنني كنت اصغرهم فقد كان يشير لي لأجلس بجواره بينما يقشر عقلة القصب ويمدها ناحيتي مقشورة, فأمضغها علي مهل وأشعر أنها أحلي عقلة قصب, وانا أمصها متمهلا فيبتسم لي راضيا وفرحان بوجودي الي جواره, وأستعيد زمانه وأستمتع بصحبته في منامات, فيتبدي لي في المنامات أنني أوشكت أن أمسك بداية الخيط وهو يربت علي كتفي لينبهني أن أكون صاحيا لروحي, وأتنهد وربما أتقلب في فراشي مرحبا بصحوتي علي نحو غامض, ويتجلي لي وأنا أتامل صورته الساكنة في نفس الحيز أمامي, ربما تنقلني عيناي لأري صورة أبي في بروازها القديم وعلي وجهه علامات ارتياح وزهو لأنني أعجبت جدي القديم في المنام, لعلها خلافات كثيرة كانت قد نشأت بسبب دفعات الجد لعياله وعيال عياله, وسواء دفعهم باليد أو بالقدم ليواجهوا الاختبار ويتعرضوا للخطر فقد كنت أحاوره في الصحو بعدما تهت في الغفوات وارتعبت في الكوابيس أمام الجد أو واحد يشبهه الي حد التطابق, وأشير لصورة أبي الذي اراه مطرقا علي استحياء في وجود الجد القديم, وأمسك ببداية الخيط النحيلة, ربما يطاوعني عقلي في الصحو لتهدأ روحي قليلا, لكن عندما تعاودني علامات بداية جديدة لغفوة, أجهز نفسي وأسترخي راضيا وأنا اتمني أن يتواصل المنام الناعم ويتجدد بترتيباته التي كنت قد عشتها معه, وأراني مسترخيا في صحوي المتغافل فأستعيد تلك الرؤي متلاحقة لسنوات فاتت, ولم اكن مطمئنا لامكانياتي لاستعادتها لولا رؤيتي لتلك المنامات العابرة التي كانت تحاصرني وأراها تتوالي متتابعة, تستعرض وتعيد للذاكرة أحداثا لم استعدها بترتيباتها كما عشتها برغبتي أو غصبا عني, وخلال السنوات التي قاربت أن تكمل نصف القرن ترتب نفسها أو ترتبها ذاكرتي وتصحو علي مهل, قد تكشفت أبعادها التي كنت احسبها معطوبة, ربما لأنها لم تكن تتواصل بعد الصحو بتعنت مثلا, ولولا الرؤي المتأخرة الممدودة التي كانت تستعرض الكامن والمخبوء ليتجلي ويعلن وجوده في الصحو كجزء من نسيج عتيق لكنه لم يهترئ, ولأنه صار يتجلي لي خطفا علي نحو يتوافق مع ما قلته لنفسي عن نفسي, لأصبح متوافقا مع أقوال الأهل والأصدقاء, وقد انشغلوا بما قلته وتابعوا ما تبدل في حياتهم وحياتي صعودا وهبوطا, قبولا ورفضا, سعيا وتكاسلا يتشابه مع تراخيهم عن غير قصد فيضعنا أمام أنفسنا علي عكس ما كنا نتمني او نتخيل, وكالبنيان التائه غير المسنود علي هوية لها جذورها الضاربة في نخاع تلك الأرض, والتي لم تكن تتبدي لي إلا بعد مناهدات واستسلامات, وتصل لحد التبلد المفتعل والتظاهر أن الدنيا بخير برغم الفرار, وعدم القدرة علي التفسير, أو المواجهة, وفي مرحلة جديدة تتأكد فيها الحقائق لنعرف الفوارق ما بين الكابوس والمنام الدموي والوردي, ثم ماذا عن التوحد الجديد ثم السعي الذي أوشكنا أن نستند عليه لكي نرزع في الزوايا حلما وتوافقا لا يشطرنا نصفا فاعلا ونصفا متخاذلا, فيتعايشان رغم التناقض والخلافات دون أن يفكر أيهما في ازاحة الآخر وهما يتعايشان علي نحو مغاير, لعل من كانوا يحيطونني بملامحهم لمحوا ما كان يتبدي أحلاما لا تندثر في الصحو الذي صار يميل الي التوافق والمشاركة المأمونة معهم, والعقل يستعيد ملامح الأجداد القدامي التي تتبدي كركائز نتساند عليها ونطمئن لوجودها في كل صحوة دعني أطالبك الآن وقد بحت لك بمواجعي أن تنصفني وتتوافق معي, تبرر لي ذلك الطموح الذي تجدد لدي, فصاروا يحدثونني لا أقول من مربع الحسد بل أقول من منطقة المباركة, وربما تكون قد تسللت لمشاعري بعد زمن التخاذل, وبمثل تلك المخاوف التي تعايشت معها مرافقا لبعض الكسل, متقبلا بعض التبلد المعجون بالخزي وأنا الحالم بالطلوع, وحالات الصحو من الغفلة التي تنبهنا لوجودها في الخلايا الساكنة في أبداننا بعد أن سعينا ناحيتها لسنوات طالت وطالت دون جدوي, وقد تمددت وكتمت علي أجهزتنا العصبية, فبدت لنا شاكية لأبداننا وغير متشكية لمن يتابعون حركتنا عن بعد ويتدبرون امورهم, وتبادلنا الأسئلة عن مصائرنا لو تجاسرنا وسألناهم مثلا أو تشكينا لهم دونما حذر, وبأياديهم الأسلحة وكيماويات التدمير الشامل, ربما دار الحوار المنطوق بيننا أو اتفقنا بعد أن سألنا بعضنا البعض, ماذا لو سايرناهم وواصلنا خطواطنا بنفس الايقاعات الكسلانة, فترضيهم وتطمئنهم بأن غفلتنا طالت خلافا لكل توقعاتهم عنا, وقد يبدو لهم أنني غسلت نفسي وغسلت ثيابي من تراب الأرض الطينية وتباعدت عنها, مثلما قالوا عنك وهم يتندرون علي مخاوفهم التي لم يكن لها أي مبررات, لكن الأرض الطينية في دروب الكفر كانت تسكنني عشقا, صحيح أنني تباعدت عنها غصبا عني ولم أرجع لها متعجلا علي أي نحو, وقلت لنفسي أيامها في التأني السلامة وبرغم أنني تبينت البدايات التي قادتني لتلك الدهاليز المفتوحة علي الفراغ المفتوح وتحملت صهدها, لأن الشمس المألوفة في الكفر كانت تدعونا لنتخفف من ثيابنا لو سنحت لنا أي فرصة, وفي بلادنا التي كنا في طفولتنا وصدر شبابنا نتخفف من تلك الثياب ولا يتبقي لنا الا ساتر العورات المكشوفة بلا خجل, وبمثل ما كان اي هبوط واي صعود مرصودا بعيون الأحبة والخصوم بدرجات متفاوتة في حياة البشر, وما قد يسفر عنه محصلة نهائية ترجح كفة من الكفتين الساكنتين ويكون الناتج خطوات الي الأمام أو خطوات الي الخلف, والثمرة المستحقة مقابل الهمة التي بذلناها, وهي الشوكة الجارحة مقابل التخاذل, مسائل متشابكة لا يحسمها الكائن الحي وحده, يصعد أو يهبط بها متوافقا مع نفسه, راضيا في بعض الأحيان عما صار اليه حاله او معترضا وساخطا فتأتي الرياح احيانا بما لا تشتهي السفن, وبمثل ما قالوا لنا في بواكير الحياة كنت أتحول الي كائن ساكت متأمل يختزن اختياراته لتتواصل الحياة ويبقي مستمسكا ببقائه, ودون أن يحسبوا حسابا لمعايير الارادة البشرية لأي كائن حي, ليتعرفوا علي دوره الفاعل أو دوره السلبي في الكثير من الحالات, وكيف يقاوم رغبة الخلاص من الحياة هروبا او انتحارا, وبخلاف حالات تدافع الكيان الحي لسكة الخلاص والانسحاب عجزا بما يتعادل مع فراره من مواجهة أعداء الوطن بميادين القتال وهو فرار بكل الحسابات, ولا يهم بعد ذلك ما يقال لحفظ ماء الوجه بعده, وعلي استحياء أحيانا أو بتبجح يصل لحد ادعاء المهزوم أنه انتصر, فيحق لنا أن نستشهد بما كتبوه في بعض صفحات التاريخ المحسوب, ومن وجهات النظر التي تخصهم, ولا يهمهم مثلا أن نقبلها أو ننتقدها باعتبارنا ممن قرأوا التاريخ المكتوب من وجهات نظر متباينة تتفاوت فيها اجتهادات من تولوا الكتابة بين صدق وتزييف مكشوف وهو يصور القائد المهزوم بطلا, فاز علي نحو غير مسبوق ليدخل به تاريخ البشرية المكتوب والحافل بمثل هذه الأكاذيب, وربما لأن المنتصر لا يعنيه ما يشاع عنه وقد تحققت أغراضه الكبري, فماذا يضير لو بعبع مهزوم أمامه بادعاءات يفتعلها, وهو يروي تاريخه لقبيلته بتواضع مفتعل, فيتظاهر البعض بتصديقه ليرتاحوا من دخول ساحة الجدل تصديقا أو تكذيبا, وقد أتجاسر قبل أن أبوح لنفسي بالحقائق كما عاينتها وعايشتها, وأنا نفر في جيش قبيلته التي عبرت الحدود, ثم تراجع مسنودا علي خطوات تأكدت فيها جسارته بشهادة المشايخ, وصراخ الخصوم الراغبين في تأكيد نصرهم, وكإضافة يتمسك بها علي النحو الذي يؤكد له ان نصره كان نصرا خالصا, ولأنه اخرج نفسه من مربع الأقاويل وشهادات مكتوبة ومدموغة ومبصومة, تشهد بأنه حاز نصف نصر ونصف هزيمة, وهي في النهاية حكايات متداخلة تتوه العقول التي ترغب في الفهم, ولكي تستعيد الجسارة الساكنة في الجينات الوراثية المؤكدة, وكم أكدوا له انه الوريث الشرعي لسلالة قال خصومها إنها انقرضت وتلاشت, وما تبقي منها غير بضعة نقوش قديمة وبنايات وعواميد وتماثيل حجرية لأنصاف آلهة, وكل ما هو مسطور وباق شبه كتابات غير محلولة الرموز, ونقوش بارزة تكسرت زواياها وصارت غير قابلة لفك أي لغز يدعيه من يدعيه, وكم أشاعوا أن من قال إنه فهم دلالات تلك اللغة وفسرها عابر سبيل, ولم يكن وريثا شرعيا لمن دفنتهم الأزمنة تحت رماد الأرض, لكنه كان بارعا في تفسير الدلالات التي رآها, ولعله لم يهتم أو يتراجع بعد أن تيقن من مصداقية تفسيراته, ولأن من كانوا خصوما للحياة كذبوه علي عادتهم, ثم انزاحوا متباعدين عنه ليرتبوا أقاويلهم التي سربوها عن ذلك التداخل والتشابه الواضح ما بين تلك الكشوف وطلاسم عتيقة, سطروها في السابق وادعوا أنها تتشابه او تتطابق مع طلاسم سجلوها خطوطا ملوية ومقلوبة, وعرفوا بها الغرباء وبرعوا في تفسير الحالة بأقنعة حياد زائف, وكما غضبوا ممن اعترضوا وقالوا إن هناك أدلة معكوسة تنفي تلك الدعاوي, بل تطاولوا عليهم وأكدوا ان الطوفان ازاح أجدادهم ودفنهم تحت مياه البحار والمحيطات وأنكروا عودة الأموات بعد آلاف السنين, ثم تحولوا الي فزاعات لتخويف الأحياء من تلك السلالة التي حافظت علي ميراثها وحنطت أبدان من ماتوا منهم, وأسكنوهم في البراح المحفور في سراديب تلك الجبال, ليتواروا عن الخصوم الذين تطوعوا لتأكيد فنائهم, فلم يصدقهم العقلاء, وتلونوا وأشاعوا بلا حياء أن لهم نصيبا في تلك الأبدان, لأنها تخص أولاد عمومتهم الأفياء اعتدت رؤيتهم في تلك الغفوات بتفاصيل ملامحهم المؤكدة في منامات تتماهي ثم تتوه, ويتأكد لي أنني دخلت صحوة مباغتة جديدة تنضاف الي صحوات مكتملة تتخلل غفواتي الممدودة لتنقطع الرؤيا وتتوه مني تفاصيل الملامح التي تخصني, لعلني تمكنت من استعادتها في الرؤي الممطوطة المتتابعة وهي تقتحم خيالاتي في بدايات كل صحوة لوجوه أخري وملامح تفزعني أحيانا, ربما لأنها تتخفي في الثياب المسلوبة أو محبوكة التصنيع الي حد التشابه المتطابق لكنها لا تتمكن من رسم روح التقاطيع والملامح, ولأنها كيانات مدسوسة علينا بما لا يقبل الشك فقد كانت تأتي لتفزعني, فأقوم من رقدتي لأتخفف من حالات المطاردة المتواصلة من وجوه خصوم لا أملك حتي أن أتجاهلهم أو أشيح عنهم وهم يترصدون خطواتي بلا كسل أو ملل, حتي في الحالات التي يبرعون فيها, فتوشك الوجوه أن تشابه الي حد أن التفرقة بينها تكون عسيرة في الصحو أحيانا فما بالكم بها في منامات كابوسية مدسوسة علينا في الصحو والرقاد, والاستنساخ المتراكم يتشكل ملامح مشتركة وطالعة من نفس الجذور وهي تعاود الظهور لأفرح بعودتها بعد أزمنة تباعدها, وقد طالت ثم تحولت لمنامات تتجسد كيانات حية تتحاور أو تنطق أو تحكي وتقول لنا شيئا عن الجذور المشتركة معنا, وأنا اواصل تحريض الذاكرة لكي تتوافق وترصد ما شافته خلايا في العقل الباطن في منامات متقاطعة وممدودة, فتشكو ذاكرتي من زحام تلك الرؤي المتعارضة, فأحايلها وأعدها بأنني سأحوطها بكل الرعاية, ثم أصدقها فتتجسد ذاكرتي أمامي كيانا حيا يواجهني متأملا وساخرا من أمنياتي المشروعة, وللوصول الي توظيف المستحيلات المرسومة بخيالاتي في كيانات حية تعي دورها أقوم برصد ما كنت أراه في مناماتي متجسدا بلا هوية محددة وبملامح متقاربة, فأقف عند حافة اليأس من امكاناتي كي أجعلها أكثر طاعة, تقهقه وتتمنع وتتباعد أكثر, وأتعايش مع الفراغ, فراغ الذاكرة من كل امكاناتها للربط بين ملامح بشرية تاهت مني في الزحام وان كنت أعرف هويتها وأستشعرها, وأوشك أن أعتب عليها لأنها تفر مني ولا تفكر في الرجوع مستنكرة لأنها ما زالت تخطر علي البال, فأستشعر اليتم وأحاول معاندا نفسي, أن استعيدها واعدا أن أحدد هويتها وأكون جاهزا للحوار معها مستنكرا فرارها بعد رؤيتها بشكل متكرر, وفي غفوات تتلوها منامات محايدة, تناوشني وتتضاحك معي, وتلفلفني وتعايرني بضعف ذاكرتي, فأنكر وأعتب علي تلك الملامح متوددا لها, ومؤكدا أننا ننتمي لجذور واحدة وأنني أتماسك وأقاومهم ولا اضعف الي الحد الذي يبرر أن يتحول حواري مع تلك الملامح الي معايرة ساخرة, ولولا العزيمة والعناد الواثق من قدرته حتي ولو كان فاقدا لذاكرته في الصحو واعيا ومطمئنا لوجودها في المنامات, فربما أستشعرت خلال حواري مع ذاكرتي بأنني في كل الحالات لم أخسر شيئا, لأن الكنز الساكن في خلايا الوعي واللاوعي لم يهجرني حتي لو تشكل علي نحو آخر, أفرح ثم أنفي ضعفي, ومؤكدا لذاكرتي التي كنت أتحايل عليها وأرتجيها أن تسعفني وتكف عن معايرتي وهي ذاكرتي, أقول لنفسي أن كل ما جري هو تكاسل للذاكرة التي شاخت واعتادت الاستسلام للنسيان الكامل, قبل أن يتم الصحو ثم يكتمل بعد تلك الغفوات الخاطفة. تمت