في5 مارس2010 صدر تقرير أمريكي جاء فيه أن عدد الهجمات علي شبكات الإنترنت في الكونجرس وفي وكالات أخري قد ارتفع بشكل كبير جدا في العام الماضي. حيث بلغ1.6 مليار هجوم كل شهر.وكانت دول كبري خاصة في الغرب قد اكتشفت أن أمنها القومي صار مكشوفا ومخترقا من جهات خارجية بشكل أحست معه أنها أمام جبهة مواجهة جديدة لا تستخدم فيها الأسلحة والجيوش لكنها لا تقل عنها خطورة بحيث اعتبرتها حربا حديثة. ففي الفترة الأخيرة تزايدت التحذيرات في دول حلف الأطلنطي ومؤسسات الحلف وكذلك في الاتحاد الأوروبي تنبه المسئولين إلي اتخاذ إجراءات جديدة من السرية لحماية ما لديها من معلومات في مواجهة تصاعد خطير في الهجمات علي شبكات المعلومات والنفاذ إلي هذه المعلومات. ولم يقتصر الأمر علي حلف الأطلنطي والاتحاد الأوروبي فقط بل تعرضت لهذه الهجمات ايضا مؤسسات حكومية وعسكرية في الولاياتالمتحدة مما دفع المحللين للقول إن الغرب عموما وأنظمة الإتحاد الأوروبي لا يملكان أي وسائل فعالة في مواجهة هذه الهجمات التي تهدد أمنهما القومي. وبالرغم من أن البعض يقول أن الصين تعتبر من أنشط الذين مارسوا هذه الهجمات ضمن مجموعة أخري من الدول إلا أن الصين حتي الآن تنفي اشتراكها في ذلك. ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مصادر دبلوماسية في حلف الأطلنطي أنهم مدركون تماما أن الصين أصبحت مشاركة بنشاط في هذه الهجمات وأن مكتب الأمن الداخلي في الحلف قد نبههم إلي ذلك وقالت هذه المصادر أيضا إن عدد الهجمات قد زاد بشكل كبير خلال الأثني عشر شهرا الماضية. كما أن مصادر في إدارة أمن شبكات الإنترنت التابعة لمجلس الوزراء البريطاني في لندن والتي أنشئت في العام الماضي أعلنوا أن هناك نوعين من الهجمات أحدهما يركز علي إحداث تشوش في شبكات الكمبيوتر والثاني يهدف إلي سرقة معلومات شديدة الحساسية ومنها معلومات مخابراتية. وكان مدير عام إدارة مكافحة التجسس في لندن قد حذر في عام2007 من أن عديدا من الدول أصبحت متورطة في هجمات واسعة النطاق علي شبكة الإنترنت لكنه لم يحدد أسماء هذه الدول. في نفس الوقت قال روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي أن تأثير هذه الهجمات قد يكون له نفس تأثير تفجير قنبلة واشار إلي أن الرئيس أوباما قد عين هوارد شميت مسئولا عن حماية المعلومات الحساسة في أجهزة الكمبيوتر الحكومية. وتقول صحيفة التايمز البريطانية أن المختصين بالدفاع عن سرية شبكات الإنترنت في الولاياتالمتحدة وبريطانيا يعتبروا من أكثر الخبراء في العالم في هذه الناحية لكن الإتحاد الأوروبي مازال أقل كفاءة منهم. وتضيف الصحيفة أن نقص التعاون بين الولاياتالمتحدة والإتحاد الأوروبي في مجال المشاركة في المعلومات السرية قد ساعد علي جعل الأنظمة الأوروبية عرضة للإختراق وإن كانت بريطانيا هي الأكثر أمانا نسبيا مقارنة بالإتحاد الأوروبي نظرا للتعاون المخابراتي الوثيق بينها وبين الولاياتالمتحدة. ولم يذكر المسئولون البريطانيون شيئا عما إذا كانت المخابرات البريطانية قد قامت بهجمات إنتقامية علي من يخترقون شبكاتها لكنهم قالوا أن هناك فرقا كبيرا بين أن تكون طرفا في حرب من أجل الحصول علي المعلومات وبين أن تقوم بعمليات هجومية للتشويش علي أجهزة الكومبيوتر في دول أخري. وربما كان أحد الأسباب في نقص الإستعداد في الغرب لمواجهة هذه الجبهة الجديدة راجعا إلي أن التركيز علي أمان شركات الكمبيوتر كان يتجه بشكل أساسي إلي الإرهابيين وليس إلي الدول لكن ما تم إكتشافه أخيرا عن إختراق شبكات معلومات الأمن القومي بالغرب قد دفعهم إلي النظر إلي هذه المشكلة باعتبارها لا تقل في أهميتها عن قدراتهم العسكرية لأن ذلك يمكن أن يهدد أمن هذه الدول وشعوبها.