العالم يتخطي حدودالزمان والمكان.. يخترق الفضاء .. ربما يجد كوكبا يصلح للحياة لأهل الأرض أما نحن المصريين وبالتحديد البسطاء منهم وعديمي المعرفة مازلنا نعيش عند حدود لبن الحمير والبقر وأصابع الكفته . قدر المصريين ابتلائهم بالفيروس الكبدي سي الذي يحتكر أكباد مايقرب من 20% منهم .. وقدرهم ايضا ظهور الدجالين والنصابين ومدعي الطب من المحتالين الذين يتسابقون مع العلم والاطباء في أختراع علاجات واهية وليست لها أساس من المنطق او الصحة بحجة انها شافية للفيروسات الكبدية فتارة يظهر لنا من يقول انه توصل الي علاجات تأثيرها كتأثير أصبع الكفتة علي المعدة وتارة أخري يظهر من يدعي ان لبن الحمير فيه شفاء من الفيروسات الكبدية ولم يتبق سوي كحل العين ليدعون انه يشفي الكبد المعلول وناهيك عن قنوات الاعلانات التي تعمل كالأسهال في النصب والاعلان عن الادوية والاعشاب والعسل وغيرها بأنها تشفي كل الامراض .. وأخيرا ظهر النبي المختار صاحب البقرة المباركة أخصائي أجتماعي.. يعيش في احدي قري محافظة المنيا ليقدم لنا آخر الأفتكاسات العجيبة لبقرته الشافية .. كما يدعي ذلك ان لبنها يعالج الفيروس الكبدي ..وعفوا وبكل تأكيد هي ليست علاج .. انما هي ايضا امتداد لسلسلة النصب والعزف المنفرد لآلام المصريين ضحايا هذا الفيروس اللعين الذي يسكن ويأكل بأكبادهم طوال سنوات دون أيجاد حل جذري من قبل المؤسسات الصحية والعلماء حتي يومنا هذا .. سوي الادوية المدعمة للكبد والتي تجعل الفيروس في أدني مستوياته .. حتي انه هناك كلام عن مصل جديد واعد مازال العلماء يعكفون عليه منذ عدة سنوات ماضية ولم يخرج بعد الي النور حتي يتم استيفاء شروطه والتأكد من فاعليته ودراسته بالصورة التي تكون آمنة علي المرضي هكذا هي الدول المتحضرة التي تنفق الملايين من اليورو اوالدولارات من أجل بحث او دراسة وقد تنتهي الي لا شيء في النهاية هذا هو الفرق بيننا وبينهم هم يحترمون العلم ولا يتاجرون فيه وحتي اذا تم التوصل الي نتائج مهمة ينتظرون حتي تنتهي دراستهم ثم يقومون بالاعلان عنها بالطرق الشرعية من خلال المنظمات الصحية التي تجيز الدواء ويكون ذلك بعد سنوات عمل جاد ومضني في ابحاثهم . والبقرة التى يشفى لبنها من فيروس سى كما قال صاحبها لبعض وسائل الأعلام وبكل أسف أعلام غير مدرك لمعني تأثير الكلمة علي المواطن وليست لديه المسئولية المجتمعية سوي التطبيل والسبق الصحفي الزائف في قضية حساسة تمس آلام الغلابة من اهلنا فليس كل ما يقال يكتب .. هكذا تعلمنا من صحافتنا الحقيقية ..وما حدث هو بلبلة في عقول بسيطة تحاول ان تتشبس بلأمل .. أعلام يجعلنا فقراء ذهنيا وعلميا أمام المنتديات العلمية العالمية . دور زائف علي حساب أكباد البسطاء المرضي ..المتألمون يلعبه هذا الرجل الذي راح يؤكد أن لديه حجوزات على لبن بقرته الشافية حتى شهر اغسطس 2015 من قبل المصابين بهذا المرض وقد رفض تصوير بقرته ربما يخاف عليها من العين . العجيب انه توجه بها إلى الوحدة البيطرية، وهناك أخبره طبيب الوحدة أن بقرته معجزة وانه قام بتحليل لبنها فوجده اذ فجأتا يشفي الفيروسات الكبدية .. وبمجرد تناول ثلاثة أكواب من لبنها فإن مريض الالتهاب الكبدي الوبائي يتماثل للشفاء تمامًا.ولا ادري كيف استطاع الطبيب ان يقول ذلك ؟؟ فمصيبته أكبر من صاحب البقرة . قد تكون البقرة فريدة من نوعها وخلقها .. سبحان الخالق العظيم فكما ان هناك بشر متميزين .. هناك ايضا البقر الفريد اذا جاز لنا التعبير .. لكن لابد ان نتوقف عند هذا الحد ولايجب ان نعطي الأمور أكثر من حجمها الطبيعي ولايجب ايضا ان يظهر الاقزام وينتحلون صفة الأطباء والعلماء وينشرون الخذعبلات ويخدعون المرضي الذين يستنشقون بادرة أمل كي تشفيهم .. البقرة حدودها ان نتناول لبنها .. اما العلاج والشفاء فهو مهنة الأطباء .. ولابد من وزارة الصحة والجهات المسئولة التحقيق مع هؤلاء المحتالين ليس فقط صاحب البقرة وانما كل شخص تسول له نفسه اللعب بآلام المرضي أبسط خلق الله . لمزيد من مقالات عزيزة فؤاد