جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الناجحة الى روسيا لتحقق العديد من النجاحات على جميع المستويات وبالاخص الوضع الاستراتيجي، واعادة التوازن مرة اخرى الى المنطقة بعد محاولات الولاياتالمتحدةالامريكية فرض نفوذها على منطقة الشرق الاوسط. والعبث بمقدرات شعوبها، والعمل على تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد، واعادة تقسيم منطقة الشرق الاوسط بما يتناسب مع وجهة النظر الامريكية، والتحالف مع الجماعات الارهابية المختلفة، واشعال المنطقة. ان روسيا كانت على دراية كاملة بما تحاول ان تنفذة الولاياتالمتحدةالامريكية من تقسيم للمنطقة واشعال حروب داخلية مع تقويض للدور الروسى ليس فقط فى الشرق الاوسط ولكن على المستوى العالمي، الاى انها لم تتأثر بذلك ولكن القيادة الروسية راهنت على سقوط ذلك المخطط الامريكى التى كانت ترفضه، وظهر ذلك جليا خلال استقبال الرئيس الروسى بوتين للمعزول محمد مرسى خلال زيارته لروسيا. القيادة المصرية ادركت بعد ثورة 30 يونيو ان روسيا تدرك جيدا المخططات الغربية وترفضها بشدة، كما ان روسيا بادرت بتقديم المساعات العسكرية واللوجيسيتية للدولة المصرية، لمواجهة الارهاب، ذلك فى الوقت الذى قررت فيه الولاياتالمتحدة بوقف المعونة العسكرية السنوية البالغة مليارا و200 مليون دولار، مع وقف صفقة الطائرات الآباتشى التى كانت قد دفعت مصر ثمنها، فكان من الطبيعى ان توجه القيادة المصرية تعاونها العسكرى مع روسيا بدلا من محاولات الضغط الامريكى الفاشل، فى الوقت الذى كانت فيه مصر تعمل على تنويع مصادر السلاح من 13 دولة الا ان الخبرة العسكرية الروسية تتفوق على دول كثيرة من العالم بل إنها تضاهى التكنولوجيا الامريكية . إن العلاقات العسكرية والاستراتيجية بين مصر وروسيا قديمة الا ان هناك اتفاقية التعاون الاستراتيجى والعسكرى بين البلدين والتى تم توقيعها بين البلدين فى العام 2009ولم يتم تفعيلها، وحان الوقت لتنفيذها، والتى تتضمن التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، وصيانة المعدات العسكرية المصرية وتدريب عناصر من القوات المسلحة على الاسلحة الحديثة، والتعاون فى مجال مكافحة الارهاب. إن اعادة الدور الروسى مرة اخرى فى منطقة الشرق الاوسط سيساهم بشكل كبير على دحض المخطط الغربى بتقسيم الشرق الاوسط بحيث ستكون لاعبا فاعلا واساسيا فى المنطقة فى ظل تنامى الدور الامريكى بالتحالف مع كل من قطر وتركيا، بجانب الجماعات الارهابية ذات الصنيعة الامريكية. إن مصالح الدول العليا تتوقف على تحالفاتها مع الدول الكبرى فلا يمكن ان تعيش الدول بمعزل عن العالم وغير قادرة على حماية مقدراتها، لذا فقد جاء التقارب المصرى الروسى ليعيد التوازن الاستراتيجى فى منطقة الشرق الاوسط مرة اخرى.