يلزم تأصيل موضوع المعونة العسكرية الأمريكية قبل التحدث عن أى مساس بها ( سواء كان بالتعليق أو بالتخفيض أو حتى بالألغاء ) كذا الأطروحات التى يطرحها ذلك. أولاً:جاءت المعونة الأمريكية (عسكرية – أقتصادية) مع أتفاقية السلام المصرية / الأسرائيلية ووجود الولاياتالمتحدة كشريك ضامن لتنفيذ الأتفاقية . ومن ثم فهناك أرتباط بين المعونة والدور الأمريكى فى عملية السلام فى الشرق الأوسط. ثانياً: هناك ما يسمى بالتوازن الأستراتيجى ، وهو إذا ماتحقق بين دولتين بينهما مشكلات أو صراع فإن أحتمالات الصراع المسلح أو نشوب حرب تنخفض بشكل كبيرجداً. لذلك تعتبر المعونة العسكرية أحدى أليات تحقيق التوازن الأستراتيجى. ثالثا : هناك أيضاً مايسمى بضبط التسلح وهذا يساعد على تحقيق التوازن العسكرى. أى يعتبر أيضاً أليه لتحقيق التوازن الأستراتيجى . رابعاً: هناك أيضاً ما يسمى بإجراءات بناء الثقة وهذه الأجراءات تقوم بها الأطراف المعنية لتقليل أحتمالات الصراع المسلح. إذا جمعنا ما جاء بعالية مع بعضه لوجدنا أنه لكى تكون الولاياتالمتحدةالأمريكية شريك فاعل فى أتفاقية السلام وضامن لها يلزم تحقيق التوازن الأستراتيجى وأجراءات بناء الثقة من خلال عدة أشياء أبرزها المعونة وضبط التسلح. والحديث هنا عن أعلان الولاياتالمتحدة لتعليق المعونة العسكرية يدفعنا إلى طلب إيضاح منها عن أرتباط ذلك بالتوازن الأستراتيجى فى المنطقة وألتزاماتها كشريك فى عملية السلام فهل هى بذلك تسعى لخروج مصر من دائرة ضبط التسلح لتؤثر على إجراءات بناء الثقة ؟ أم هل هى بذلك تسعى لتجهيز البيئة الأستراتيجية الأقليمية لحرب جديدة ؟ وهل أصبح تدمير الجيوش العربية ظاهرة تستدعى التوقف عندها؟ كل هذا يستلزم الإيضاح. ونظراً لأن المعونة العسكرية تدعم أمكانيات ودور مصر فى مكافحة الأرهاب والذى تتزعمه الولاياتالمتحدة وتقود تحالف دولى لهذا الغرض ( مصر عضواً فيه) . فهل أصبح تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات العاملة فى سيناء ضد الدولة غير أرهابى من وجهة نظر الولاياتالمتحدة ؟ أم هل ترغب فى تراجع دورها ودور حلفائها فى مكافحة الأرهاب؟ وهذه المرة يتطلب ذلك الإيضاح لحلفائها وللرأى العام العالمى. وأخيراً هل يساوى دعم نظام حكم جاء لمدة عام حتى ولو بأنتخابات نزيهه وأثبت فشله بسرعة البرق فى دولة بينها وبين الولاياتالمتحدة شراكة أستراتيجية بنيت خلال عدة عقود ،أن تخسر الأدارة الأمريكية الحالية فى مقابله شعب بأكمله 85 مليون من المصريين فى أهم موقع أستراتيجى على الأطلاق؟ فمعظم أبناء شعبنا أصبح على علم بنظرية المؤامرة ومخطط تقسيم الدول لأعادة رسم الخريطة الجيواستراتيجية للمنطقة العربية كذا بالجيل الرابع من الحروب والتهديدات للأمن القومى المصرى المتمثلة فى زعزعة الأستقرار وتوقف التنمية.