لهفى على المرحوم «عبد الحميد شتا» لم يزل قائما,ليس لهفة عليه فقط,لكن لهفة على أجيال وعلى شعب بل وعلى أمة,.. المرحوم عبد الحميد شتا الأول على دفعته فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية,الذى رفضته الخارجية لأنه «ليس لائقا اجتماعيا» ..وأمام هذا ال «ليس» . انتحر .. فارق حياة خيروه فيها بين وضاعتهم .. وبين رفاهة روحه التى لم تجد طريقا مناسبا لها,فى عالم متدن,يجعل مهنة الأب عقوبة لمستقبل.. غير أن المأساة,لم تتوقف بمفارقته الحياة,وإنما بفتاوى التكفير التى طالته.. لأنه انتحر.. فقتلوه حيا وميتا .. ومازالوا يقتلوننا.. فتوى التكفير أو التأثيم لمن ينتحر اعتراضا على دونية هذى الحياة التى رخصها واسترخصها المتحكمون فى حياتنا .. تجددت مع فتوى منسوبة للدكتور عيد يوسف أمين أمين لجنة الفتوى بالجامع الأزهر, تعليقاً على واقعة انتحار 4 سيدات رفضن تسليم أنفسهن للمغتصبين، لأنه لايجوز للمرأة التخلص من حياتها إذا أجبرت على الفاحشة أو الاغتصاب، لأنها مجبرة -أي مكرهة على ذلك-، لافتًا إلى أنها إذا أقدمت على الانتحار فهي آثمة واستشهد عيد تعالى: «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإيمَانِ» حيث أجبر الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه، على كفر بلسانه واطمأن بالإيمان قلبه؛ مؤكداً أن هذا في حالة إكراه الإنسان على فعل مايناقض دينه، فإذا كان هذا من باب الكفر، فما يجوز على من تجبر على ارتكاب الفاحشة. وأضاف أن على المرأة المجبرة على الفاحشة المقاومة قدر المستطاع ولا تسلم نفسها من أول الأمر، فإن تم الإجبار فلا شيء عليها، مؤكداً أنه ينبعي عليها المقاومة بجسدها ويكره قلبها. وأوضح أنه إذاكانت تعلم الحكم وأقدمت على الانتحار فهي آثمة لأن الإنسان لا يملك نفسه وإنما هو مللك لله، .. وهكذا انتهت فتواه.. وهكذا دلل برأيه ..وعليك أن تسأله: ما هى الطريقة التى كانت السيدات سيقاومن بها وهن يذهبن مجبرات إلى أعضاء داعش ليغتصبوهن اغتصاب جهاد النكاح؟ ما هى الطريقة؟ لا أعرف .. لكننى أعرف الآتى: الفرق بين السيدات المنتحرات وبين صاحب الفتوى أن السيدات اكبرن شرفهن.ووجدن فى الموت,شرفا أكبر من حياة ذليلة,والفرق أنهن بانتحارهن,اجتهدن إنسانيا ووجدن انهن حتى لو لقين رب العزة آثمات- فإن فى رحمته التى وسعت كل شئ,ملاذا آمنا من فتاوى التكييف والتزييف .. أسأل نفسك: موت شريف أم حياة ذليلة ..؟؟ يبدو أن الاختيار غالبا – سيكون مع الحياة الذليلة وهكذا ..صارت من تدافع عن شرفها الإنسانى والأنثوى .. آثمة.. من الآثم: داعش وأمثالهم المهووسون بأعضائهم التناسلية حتى باستغلال الدين؟ أم من يفتون بتأثيم من يجدن أن أرواحهن وأجسادهن أرقى من عبثهم؟ فيفضلن الانتحار.؟ أم أن الإثم مركب وعميق فى هذا العالم العربي الكئيب الذى لا يحترم شرفه الأنثوى ؟ [email protected]