أيا كان جنسك أو عمرك أو مستواك الاجتماعى، فلا شك أنك تبحثين عن السعادة، ولكن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر، فما يسعدنى ليس بالضرورة ما يسعد صديقتى حتى لو تشابهنا فى كل الظروف، وهى من أحد إبداعات الخالق الذى ميز الأخ عن أخيه التوأم ليثبت لنا قدرته عز وجل. ووفقا للتقرير العالمى للسعادة لعام 2013 ، فإن الدنمارك هى الدولة الأكثر سعادة تليها النرويج، أما مصر فجاءت فى المركز ال 130 من بين 156 دولة حول العالم، والسؤال هنا متى نكون سعداء؟ قد تكون سعادتك فى اللعب مع طفل ، فى سيارة جديدة ، فى عبادة خفية بينك وبين الله، فى رحلة سفر، مواعدة شخص عزيز عليك، عند مقابلة أصدقاء الطفولة ،أو فى أكلة لذيذة .. لكنها كلها سعادة مؤقتة .. إنتشرت مؤخرا على مواقع التواصل الإجتماعى عبارات عن السعادة يرمز لها برسمة صغيرة تعبر عن مضمونها، ورغم خلوها من أى ألوان أو تكلف فى الرسم إلا أنها تلاقى رواجا كبيرا ويتناقلها الأشخاص حسب ميولهم ..فمنهم من يختار السعادة هى «هدية غير متوقعة»، وأخرين «الإنتهاء من الامتحانات»، أو «زيارة جدتى» وغيرها . عند سؤال بعض السيدات عن مفهوم السعادة لديهن، جاءت إجابتهن متنوعة.. - سارة ( 33 سنة) : أشعر بالسعادة عندما أتطور أو أنضج على المستوى الروحى والعقلى بشكل متوازن، لذلك أعمل دائما على إشباع الإحتياجات المرتبطة بذاتى روحا وعقلا وجسدا. - رضوى (ربة منزل): إلتزامى وإخلاصى تجاه زوجى وبناتى يشعرنى بالسعادة، كما أستمتع بلقاء أصدقاء الطفولة والشباب لأنى أشعر أن السنوات لم تمر وإنى مازلت صغيرة . - ندى (موظفة) : شعورى بالإنجاز يحقق لى السعادة سواء الإنجازعلى المستوى العملى أو الشخصى، أما على مستوى مفردات السعادةاليومية فإنى أشعر بالسعادة البالغة عند الجلوس على البحر وأستمع إلى الموسيقى أوأستمتع بقراءة كتاب السعادة إختيار د.هبة محمد وجيه قطب أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية تؤكد أن السعادة لا تهبط من السماء لكنها إختيار من الشخص يصنعها بيده، مرتبطة بشكل كبير بمفهوم التفاؤل والتشاؤم، فالإنسان المتفائل يكون سعيدا دائما فيرى الخير فى أى موقف يحدث له حتى لو كانت مصيبة لأنه يرى أنها منعت عنه خطرا آخر أو إمكانية أن تتحول لشئ أفضل، بالتالى يرى نهاية سعيدة لكل ما يصيبه. كثير من الناس يرون سعادتهم فى الأشياء المادية فقط لكنها سعادة زائلة ،كما أن بعض النساء يربطن سعادتهن بهدف معين ينتظرن تحقيقه فعندما يتحقق هذا الهدف يفقدن الشعور بهذه السعادة ويبدأن فى الجرى وراء هدف آخر للوصول لسعادة أخرى، والسبب فى ذلك هو ربطها بموقف معين « هأكون سعيدة لما أسافر .. لما اتجوز.. لما أخس ..» الفكرة هى أن تخلقى سعادتك من خلال الرضا، فالرضا هو كلمة السر التى تجعلك سعيدة فى كل المواقف. تؤكد د.هبة أن السعادة قد تكون مرتبطة بأبسط الأشياء، فنجان قهوة ..ضحكة حلوة مع صديقة..ذكرى سعيدة فى صورة.. وكلها لقطات صغيرة تصنع السعادة لكنها تعتمد على نظرة الإنسان لها، فكثير من الناس يمرون بنفس المواقف الصغيرة لكنها لا تقدرها وبالتالى لا تشعر بأى سبب للسعادة،كما تحذر من المقارنة التى تسبب إحباطا للكثيرات من خلال المقارنة المستمرة بمن هن أفضل، فللشعور بالرضا لابد من المقارنة دائما بمن هن أقل، لذلك تنصح بضرورة تدريب نفسك . «خلى عينيك حلوة» تؤكد رغداء السعيد مدربة المهارات البشرية أن التفاؤل والإيجابية معديان لذلك تنصحك • إحرصى على الوجود بجانب الأشخاص الإيجابيين والبعد تماما عن أى شخص سلبى لأن طاقته السلبية لاشك أنها ستؤثر عليك وتجعلك متوترة أو تعيسة، وداومى على إشاعة روح الأمل والإيمان بأن القادم أفضل. • إستغلى عطلة نهاية الأسبوع لشحن نفسك بالطاقة الإيجابية وكسرالروتين اليومى من خلال الإسترخاء أو سماع الموسيقى أو الأدعية والقرآن، أو الجلوس فى الشرفة وغيرها من الأفكار التى يمكن أن تعيد شحن طاقتك. • «كبرى دماغك» كما نقول فى الخلافات اليومية بما فيها الخلافات الزوجية، ونظمى نفسك سريعا وتذكرى أنه لافائدة من العصبية سوى المرض . • لا تدخلى فى مناقشات تعلمين أنها لن تجدى نفعا ،وذلك لا يعنى أن تنفصلى عن العالم الخارجى، لكنه يقضى على الطاقة السلبية خاصة على مواقع التواصل الإجتماعى حيث تتعدد الرؤى و الآراء وتكثر الإختلافات. • إحرصى وأنت فى طريقك للعمل على تجنب التوترالذى يسببه الزحام، وذلك من خلال إستغلال الوقت فى الإستماع إلى دورات تدريبية سماعية أوكتب وغيرها من الأفكار. • «خلى عينيك حلوة »، وتفاءلى لأبسط الأشياء ولكن لا تجعلى تفاؤلك مستفزا للآخرين. نصائح سريعة تساعدك فى البحث عن السعادة: •إكتبى قائمة بأكثر عشر أشياء تشعرك بالسعادة حتى لو كانت بسيطة ، وتصفحيها بإستمرار وأشعرى بالمتعة التى تجلبها لك. •تأملى الطبيعة ففيها الكثير والكثير من المتعة والإسترخاء وتجديد الأفكار. • حاولى أن تجدى المرح فى كل موقف يمر بك ، فالبرغم من أن كثير من المواقف تتطلب الجدية إلا أنه لا مانع من خلق روح الدعابة خلال اليوم من خلال المواقف التى تمرين بها. • إهتمى بصحتك، فالسمنة على سبيل المثال تؤدى إلى الأمراض وثؤثر بلا شك على حالتك المزاجية، وبالتالى حافظى على تناول أكل صحى وممارسة الرياضة لأنها تفرز هرمون الأندورفين الذى يشعرك بالسعادة. • لا تحسدى الآخرين على سعادتهم، ولكن إفرحى لفرحهم.