تفتح الأهرام الصندوق الأسود لاعتصامي رابعة والنهضة من خلال مصادر أمنية تابعت عن كثب تلك الفترة، شرحت لماذا كانت الدولة حريصة علي فض الاعتصام،بعد استفحال الأمر من مجرد احتجاج إلي بؤرة إرهابية لزعزعة استقرار الدولة في حين صدر المعتصمون مظلوميتهم للعالم الخارجي علي أنه اعتصام سلمي وأن ماحدث في البلاد هو انقلاب. في البداية يقول اللواء خالد مطاوع خبير الشئون السياسية والأمن القومي أن التخطيط للإعتصام بدأ منذ أوائل شهر يونيو 2013 كأحدي الوسائل المقترحة للتعامل مع فعاليات حركة «تمرد» التي جمعت استمارات وقع عليها ما يزيد علي 22 مليون مواطن من جميع المحافظات كما أنه لا يخفي علينا اللقاءات المتعددة التي عقدتها السفيرة الأمريكية في ذلك الوقت مع خيرت الشاطر بصفته العنصر الفاعل في احتدام الأمر ، والذي أكد خلالها أن الإخوان قادرون علي مواجهة أي موقف يؤثر في استمرارهم في الحكم، كما كانت الخطة التي يرجح أنه تم اعدادها بواسطة مكتب «حرب» لقيادات مكتب الارشاد لمواجهة هذاالموقف بوجود الجماهير في الشوارع وكانت هذه الخطة تعتمد علي 3 محاور، المحور الأول وهو التمركز في ميادين محورية تمكنهم من تجميع أكبر عدد من أنصارهم لإظهار وجود كتلة داعمة تفوق في العدد أي كتلة تابعة لحركة تمرد أو ماكان يطلق عليه جبهة الانقاذ. المحور الثاني يعتمد علي تسخير أجهزة إعلام الدولة لنقل بث حي يوضح حجم الحشود المؤيدة للإخوان، وقد كلف لإدارة هذا المحور المستشار الإعلامي لمحمد مرسي ويدعي محمد عبدالعزيز والذي كلف بالتواجد بمبني الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو لتكون وسائل إعلام الدولة ناقلة لفعاليات الإخوان أمام المتوقع من وسائل وقنوات الإعلام المعارضة للإخوان ولتصوير أن مايحدث ماهو إلا فوضي. أما المحور الثالث، والذي اضطلعت به مجموعة من قيادات الصف الأول وخصوصا وزير الشباب في ذلك الوقت أسامة ياسين قائد التنظيم المسلح والذي أعد مخططات المواجهة المباشرة مع التجمعات المعارضة للإخوان، انطلاقا من رابعة العدوية كمركز لمواجهة التجمعات في الاتحادية وأي حركة انتقال من التحرير الي الاتحادية مع اختيار أماكن تمركز لعناصر هجومية بمسارات السير من التحرير الي الاتحادية، بالاضافة لنشر مجموعات بزي شرطي لإحداث وقيعة مرة أخري بين الشرطة والشعب وكذلك القوات المسلحة. وأضاف ا مطاوع ولكن مع بداية يوم 30 يونيو وصدور قرار المهلة التي فرضتها القوات المسلحة أدركت الجماعة أنها أصبحت خارج السلطة، وأنها لن تتمكن من تنفيذ مخططاتها بسبب وعي واستعداد أجهزة الدولة بالكامل لكل ما كانت تخطط له من عمليات هدامة، وبالتالي وجدت الجماعة أن الحل يكمن في فرض شرعية موازية لأي شرعية تتمخض عنها ثورة 30 يونيو وهذا بالفعل ما روجت له الجماعة وما أصرت علي ابرازه واظهاره أمام الرأي العام العالمي، والذي عملت الجماعة علي توصيله لأي مبعوث أممي أو أجنبي يتدخل في هذا الشأن، وبالتالي كانت هناك نوع من الاستماتة، في ايجاد شرعية تستند علي تجمهرات متكتلة في مناطق جغرافية متعددة. قال مطاوع إن الأمر انتهي الي اختيار رابعة العدوية والنهضة كأكبر مناطق أو نقاط تمثل كتلا حرجة يصعب اختراقها أو فضها والعمل علي تقويتها لتكون نقاطا حصينة تمثل تهديدا مباشرا ومستمرا للوضع الراهن في الشارع المصري ،إلي جانب قربهما من الأماكن الحيوية والسيادية في محاولة لاختراقها ،وأشار مطاوع إلي نقطة في غاية الخطورة وهي أن الجماعة أمعنت في اجراءاتها لتأمين مناطق تلك الاعتصامات الي الحد الذي تصورت انه بإمكانها استخدام الطائرات الموجهة لاسلكيا سواء في تصوير بعض الأماكن الحيوية والتخطيط لاستهدافها بواسطة هذه الطائرات بعد تجهيزها بعبوات ناسفة. وقد أيقنت بعض قيادات الجماعة أنها لن تتمكن من الاستمرار في التقوقع في هذا الاعتصام والذي أصبح كمنطقة احتجاز رضائي لهم و أن عليهم الخروج من هذه الدائرة ومنهم من أدرك ذلك مبكرا مثل محمود عزت والذي هرب إلي قطاع غزة، وتوالت عمليات الخروج من دائرة هذ الاعتصامات مثل عاصم عبد الماجد وخيرت الشاطر وغيرهما من قيادات الجماعة، مثلما نجح طارق الزمر وخالد الشريف أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية في الهروب، قبل أن يتم الفض بأقل الخسائر. وفي النهاية يري مطاوع أن أما ابرز ماتحقق من نتائج لم يكن الإخوان ومن تحالف معهم علانية ومن تحالف معهم سرا لم يكن يتوقعها أن عملية الاعداد لفض الاعتصام وتنفيذ العملية احرقت الكثير من المتلونين وأعمدة الطابور الخامس، و هم كل من رفض عملية فض الاعتصام و الترويج علي انه اعتصام سلمي. كما أن تفاعل الإخوان مع عملية الفض بالمواجهة وعمليات الحرق تثبت بالدليل القاطع انهم يتبعون المنهج التكفيري الذي يجنح في عمليات المواجهة إلي إحداث أكبر حجم من الخسائر حتي لو كانت في صفوفهم. أما اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الأمنية والاستراتيجية فيقول إنه خلال فترة اعتصام رابعة ثبت بالدليل القاطع دخول بعض عناصر غير مصرية منها عناصر من حماس وكتائب القسام لزيارة المكان والتحدث مع قيادات الجماعة داخل رابعة ثم الخروج من داخل رابعة الي خارج القاهرة ،وقد تكررت هذه الزيارة عدة مرات وفهم منهم أنها كانت للمشورة والاجابة عن أسئلة تشغل الجماعة كما يثبت دخول أسلحة وذخائر في سيارات نقل الأغذية والمؤن وتخزينها داخل منطقة الاعتصام وبعض الشقق المحيطة والمجاورة في المنطقة والتي استأجرها قيادات الإخوان لتسهيل تحركاتهم والتخطيط للعملبات ، وقد استخدم العديد من هذه الأسلحة وأضاف اليزل أن التعليمات التي صدرت من قيادات قوات الشرطة الي الوحدات المشتركة في فض اعتصامي رابعة والنهضة كانت تنص بوضوح التعليمات بعدم استخدام العنف وإطلاق النيران بأنواعها إلا في حالة الدفاع عن النفس والرد علي إطلاق النيران من الطرف الآخر، ونصت التعليمات علي أن نبدأ العملية بإطلاق محدثات الصوت تزعج الموجودين ويغادر المكان إلا أن المعتصمين رفضوا الخروج بناء علي تعليمات قيادات الاعتصام داخل رابعة والنهضة. وأشار اللواء سامح إلي أنه وقبل البدء في استخدام القنابل المسيلة للدموع كمرحلة ثالثة لفض الاعتصام، إلا أنها فوجئت بإطلاق الرصاص وقتلت الشهيد الأول برتبة ملازم أول من قوات الشرطة بعد 15 دقيقة من بدء العملية واضطرت القوات علي الرد، كانت الخطة أيضا تسمح بحصار رابعة من 3 جوانب وترك الجانب الرابع أو الممر الآمن ليخرج المعتصمون، دون ملاحقة أمنية من الشرطة وهذا ما حدث مع آلاف من المعتصمين. بعد دخول القوات الي رابعة عثر علي عدد من الجثث مكفنة أسفل منصة رابعة تفوح منها رائحة الموت نتيجة تكفينها منذ عدة أيام. المرجح أن تلك الجثث لشخصيات تم القبض عليها بمعرفة جماعة الإخوان وتم التخلص منهم نتيجة عدم الرضوخ للضغوط الواقعة عليهم.. السقوط الإخواني وقال اليزل إن الجماعة لن تقوم لهم قائمة جديدة أو القيام يمثل أن يقوم تجميع حشود أو التظاهر بها خلال الفترة المقبلة حيث إن قيادات من الصف الرابع الجديد علي خلاف بينهم في التعامل مع الدولة، خاصة أن جموع المصريين باتت تلفظهم تماما ولا تقبل بتصرفاتهم. وأكد أن هناك تمويلا داخليا من بعض رجال الأعمال التابعين للجماعة غير معروفين للجهات الأمنية يمولون نشاطها ،وأضاف إنني لاأستبعد تورط مخابرات أجنبية في دعم قيادات الإرهابية ،بالإضافة إلي التخطيط الاستراتيجي لهم في اختيار رابعة والنهضة كمكانين للاعتصام. ويري اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق أن أي متابع للاحداث منذ 14 اغسطس يوم فض الاعتصام ومالحق بالجماعة الارهابية وحلفائهم من فشل في كل التغيرات للاساليب الاجرامية التي قاموا بها ،بدءا من الاغتيالات والتفجيرات وتخريب الجامعات وعقول الطلاب والتظاهرات وحرق سيارات وحرق الاكمنة نجد أن هذه الاساليب في تراجع وانهم دأبوا علي بث التهديدات في كل مناسبة تسجل احباط مخططاتهم مثل 30 يونيو و3 يوليو ،وعيد الفطر وكلها انتهت انها مجرد فرقعة ، و أكد بسيوني أن الامن يلاحق هذه الجماعة كل يوم تتساقط خلاياهم الارهابية التي تثير الرعب بتخريب أبراج الكهرباء لاعاشة المصريين في ظلام. ورأي بسيوني أن القضاء علي تلك العمليات يتم من خلال ضرب التمويل الخارجي ، فالتنظيم العالمي موجود للوفاء بالعقد العرفي المبرم بين جماعة الاخوان وقطر وتركيا لامدادهم بالاموال.