تشكو أمهات كثيرات من تأخر النمو الحركى أو اللغوى لأطفالهن.. وعندما يلتحقون بالمدرسة يشكو مدرسوهم من تأخرهم فى التحصيل الدراسى والإستيعاب بجانب أعراض أخرى مثل التبول اللا إرادى أو الصداع المستمر عند هؤلاء الأطفال. وقد لا تدرك الأمهات وقتها أنهم يعانون من زيادة معدل كهرباء المخ لديهم والذى يؤدى إلى تلك الأعراض بجانب أعراض أخرى. العلاج المبكر والبداية المبكرة فى العلاج لكل أم تؤدى حتما إلى نتائج رائعة ويشفى الطفل تماما عند الالتزام بالعلاج.. هذا ما تؤكده د. جيهان رأفت إستشارى أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى بالتأمين الصحى وتقول أن كهرباء المخ هى الإشارات الواردة من المخ الى الجسم والمسئولة عن وظائف المخ الأساسية التى من أهمها الحركة والكلام والتركيز واتزان المراكز النفسية، أما ارتفاع النشاط الكهربى للمخ فيكون بسبب ارتفاع الشحنة الكهربية لهذه الإشارات عن معدلها الطبيعى مما يؤدى الى بطء فى سرعة موجات المخ، والتى تنعكس على الطفل المريض فى إطار واسع من الأعراض أهمها التأخر الدراسى للطفل والصداع المستمر، وعدم التركيز، أو التبول اللاإرادى والذى يستمر لمدة طويلة ولا يستجيب الطفل لعلاجات التبول اللاارادى المعتادة.. وقد يتطرق الأمر إلى اضطرابات السلوك المختلفة مثل الكذب والسرقة والعدوانية.. وأخيرا يمكن أن يكون العرض هو حدوث الاغماءات والتشنجات.. ويعد مرض إرتفاع النشاط الكهربى للمخ من أكثر الأمراض العصبية انتشارا، وتبلغ نسبة الإصابة به حوالى 1%بين الذكور والإناث. وعن أنواع نوبات الاغماءات التى يمكن أن تحدث للطفل تقول د. جيهان رأفت أن هناك ثلاثة أنواع من النوبات: * نوبات كبرى: وفيها ترتفع كهرباء المخ بدرجة كبيرة لا يتحملها وعى الطفل فيحدث فقدان للوعى لفترة وجيزة، وتتغرب عينيه ويسيل اللعاب من فمه ويعض لسانه ويزرق وجهه لتوقف نفسه وقد يصاحب الحالة تبول لاإرادى. * نوبات صغرى: وفيها ترتفع كهرباء المخ الى درجة أقل.. ويتوقف المريض لمدة لحظات عن أى نشاط كان يقوم به، ويبقى الطفل مفتوح العينين ولكن دون انتباه لما يحدث حوله حتى ترجع الشحنة الكهربية الى مستواها الطبيعى ويعود الى مزاولة ما كان يقوم به. * نوبات نفسية حركية: وفيها يشعر أنه غريب عن نفسه ومن حوله..ويرى أشكالا غريبة ويسمع أصواتا أغرب ويقوم بأعمال غير إرادية بدون وعى، مثل الأطفال الذين يسيرون ويأتون بأعمال لاإرادية أثناء النوم. فإذا ما حدثت نوع نوبة مع الطفل أول مرة فإنها تتكرر فى كل مرة، بينما يكون الطفل طبيعيا بين النوبات. أسباب متعددة وترجع أسباب المرض الى عوامل متعددة منها الجينات الوراثية وزواج الأقارب، أوأخطاء الولادة التى ينتج عنها نقص الأكسجين عن مخ المولود، أو وجود عيوب خلقية بمخه، أو الإصابات البكتيرية والفيروسية بالمخ مثل الحمى الشوكية وغيرها، أو حدوث التشنجات الحرارية، أو الحوادث التى تتسبب فى إرتجاج المخ، وهناك أسباب أخرى مثل وجود الأنيميا وسوء التغذية، أو وجود بعض الأمراض مثل متلازمة داون والتأخر الذهنى، وأهم مسببات هذا المرض هو الإسراف فى استخدام الكمبيوتر والمحمول والتليفزيون، ويشخص المرض بوجود إحدى هذه الأعراض أما عمل الفحوص مثل رسم المخ فيكون للتقييم فقط وليس للتشخيص، بمعنى أن يعرف منه درجة ارتفاع كهرباء المخ الموجودة.. ثم يعاد هذا التقييم بعد حوالى عام من العلاج حتى نطمئن الى ما تقدمت إليه الحالة. الشفاء 100٪ أما عن العلاج فتؤكد د. جيهان أن طب الأعصاب الحديث قدم علاجات متطورة لعلاج هذا المرض بكفاءة حسب خطة علاجية معينة..ونسبة الشفاء منه تبلغ 100%ويستعان بالبرامج التى تهدف لتعديل وضبط سلوكيات الأطفال الذين يعانون من الأعراض النفسية لهذا المرض.. وكذلك يستعان بالبرامج السلوكية التى تهدف لزيادة التركيز لمن يعانون من صعوبات التعلم المصاحبة لارتفاع كهرباء المخ.. وأيضا يستعان بجلسات التخاطب أوالعلاج الطبيعى أوبرامج تنمية القدرات لمن يعانون من تأخر أو صعوبة الكلام او تأخر النمو الحركى أو تأخر النمو الذهنى..مع الأخذ فى الاعتبار أهمية العلاج الدوائى فى المقام الأول ثم الاستعانة بأحد هذه البرامج حتى تكون الاستفادة العلاجية على أكمل وجه.