اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته للسعودية أمس، عقب لقاء قمة ناجحة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، تناولت كافة الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها تجفيف منابع الإرهاب ومنع انتشاره فى المنطقة حفاظا على الأمن القومى والوضع المتدهور فى قطاع غزة، وجهود ومبادرة مصر للتهدئة وحقن دماء الفلسطينيين. بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع فى العراقوسوريا وليبيا وتأثيرها على الأمن القومى العربي. ومن المنتظر ان تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين دفعة قوية جديدة بعد لقاء القمة بين الزعيمين الكبيرين. وصرح السفير إيهاب بدوى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأنه تم خلال جلسة المباحثات الموسعة، التى عقدت مساء أمس الأول بين الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين بقصر الملك عبد الله بن عبد العزيز بمدينة جدة استعراض مجمل الأوضاع الإقليمية، وفى مقدمتها الوضع فى غزة وجهود التهدئة، التى تبذلها مصر حقناً لدماء المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطيني، فى إطار مبادرة مصر لتحقيق هدنة مستقرة يتم البناء عليها من خلال مفاوضات لاحقة، وبما يتيح استئناف التفاوض حول الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وقال بدوي، إن الرئيس السيسى والملك عبد الله استعرضا أيضا تطورات الأوضاع فى العراق فى ضوء اتساع دائرة الإرهاب فى المنطقة وانعكاسات ذلك على الأوضاع العراقية بصفة خاصة والإقليمية بصفة عامة، إضافة إلى الأوضاع فى كل من سوريا وليبيا وانعكاساتها على كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأمن القومى العربي. وأضاف أن الجانبين اتفقا على العمل معاً للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية ، وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربى المشترك، ونشر قيم الإسلام الصحيحة الوسطية، التى تنبذ العنف والتطرف والإرهاب , وبذل الجهود لتصحيح الصورة الذهنية عن الإسلام فى العالم، والتى أضحت مرتبطة بالإرهاب والعنف بعد ما طالها من تشويه. وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية قد اكد أهمية اللقاء الذى جمع مساء امس الاول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس عبدالفتاح السيسي. وقال بمناسبة زيارة الرئيس ان اللقاء بين قيادتى البلدين ضرورى فى ظل ظروف الأمة العربية والإسلامية حروب خارجية وتدخل من قوى خارجية وفتن فى الداخل وخلافات بين الأمة العربية، بينما هى فى أشد الحاجة إلى التضامن والتكاتف كوقفة رجل واحد لرد العداوات عنهما. وأضاف: طالما تلتقى القيادتان فالأمل بالله كبير أن يكون لقاؤهما وتشاورهما مفيدا فى إصلاح الوضع فى العالم العربى ليتمكن من القيام بواجبه تجاه أشقائهم فى فلسطين المظلومين والمنكوبين فى سوريا وهذه الفتنة التى وجدت الآن فى العراق والخلافات فى ليبيا ، وكل العالم العربى يتطلب العمل لإصلاح الوضع ، فإذا كان هناك أمل ، فالأمل بالله كبير فى القادة ». وفى تصريح مماثل، وصف الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطنى العلاقات المصرية السعودية بأنها على أفضل مستوى وقال أن العلاقات المصرية السعودية دائماً على أعلى مستوى وهى الآن فى القمة، متمنياً أن تكون العلاقات الأخوية بين الشعبين كذلك على هذا المستوى وأعلى وقال كل مايهم مصر فهو يهم المملكة العربية السعودية. وأعقب الزيارة ردود فعل واسعة النطاق فى الأوساط الشعبية والرسمية السعودية، فمن تخصيص هشتاج للشباب السعودى للترحيب بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى والتذكير بمواقفه تجاه الشعب المصرى وتجاه المملكة ودول الخليج وبكلمته الشهيرة (مسافة السكة)، والتى لقيت صدى إيجابيا للغاية فى نفوسهم عبروا عنها فى تعليقاتهم الى العديد من التحليلات والتعليقات فى كافة الصحف السعودية والتلفزيون السعودى عن نجاح الزيارة فى توقيتها. واعتبارها نقطة تحول فى العلاقات بين البلدين لتحقيق الامن والاستقرار للمنطقة. ومن جانبه، نوه مجلس الوزراء السعودى بعمق العلاقات بين مصر والسعودية وحرص الجانبين على تطويرها وتعزيزها فى مختلف المجالات. جاء ذلك خلال الجلسة التى عقدها المجلس أمس برئاسة الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولى ولى العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين بجدة. وقال وزير الإسكان وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور شويش بن سعود الضويحى إن المجلس اطلع على نتائج مباحثات خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسى والتى جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومجمل الأحداث التى تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة والجهود المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، منوها بعمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، وحرص الجانبين على تطويرها وتعزيزها فى مختلف المجالات.