على ضفة قناة السويس ووسط معزوفة الأمل وحشود العمال والمهندسين والشباب، الذين بدأوا العمل فور إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ميلاد المشروع العظيم لقناة سويس جديدة، كنواة لتفجير الكنوز والثروات الطبيعية والبشرية من خلال خطة تنمية تضم 42 مشروعا، كلها ترد الاعتبار والسيادة والملكية للمصريين والمصريات لقدراتهم.. لإمكاناتهم.. لخبراتهم.. لاعتمادهم على قواهم الذاتية فى تحويلهم قناتهم من مشروع استعمارى لقوى الاستعمار القديم، وفى مقدمتها انجلترا وفرنسا، ومشروع لإنشاء دولة داخل الدولة، يظلون من خلالها يبسطون نفوذهم ويستغلون ويستذلون المصريين، المشروع الاستعمارى الذى أرادت قوى الاستعمار الجديد الأمريكية والصهيونية أن تعيد استنساخه باستخدامهم وكلاءهم وعملاءهم وجماعاتهم فى المنطقة، ويعيدوا تنفيذ المشروع بعد تغيير مخططات الخداع وخطط استخدام الوكلاء والجماعات وسائر أذرعتهم فى المنطقة، لا يريدون أن يصدقوا أن ما حدث فى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 ومدها فى 30 يونيو 2013، أن كل من يمد يدا أو قدما هنا ستقطع، وأن مشروعهم الاستعمار سيتحول بأيدى وفكر وأموال المصريين الى أعظم مشروعات التنمية فى تاريخهم الحديث، وأنه فى مدن القناة وسيناء التى طال اقصاؤها وإهمالها وحرمانها وزراعة عوامل الغضب بين أبنائها على أمل استخدامهم ضد بلادهم، لا يعرفون أن أبناء القناة وسيناء هم وقود المقاومة، وأنهم لم يكن لديهم من أسباب للغضب إلا ما يعرفون أن قناتهم ومدنها وسيناء وكنوزها يملكون أعظم أرصدة التنمية والغنى والقوة لبلادهم، وأن هذا المشروع القومى الذى يعيد مصر لعصر المشروعات القومية التى يلتف حولها المصريون هو تنفيذ بالعلم والتخطيط والإرادة الوطنية الجادة والمخلصة لتحقيق كل ما حلموا وتمنوا وطالبوا وانتظروا عشرات السنين، للاعتذار ورد الاعتبار لأرواح ودماء وعظام أجدادهم التى انتهكت وسالت واستشهدت من أجل حفرة القناة، ولرد الاعتبار وبعض الاعتذار لمصر عما ارتكب بحقها من مؤامرات وغزوات استعمارية وانتهاك لسيادتها وسرقات ونهب لحقوقها فى القناة من الاستعمار القديم، من يستعيد ما حدث من تفاصيل صراع بل قتال بين انجلترا وفرنسا حول حفر وامتلاك القناة والسيطرة عليها وإقصاء مصر وسرقة أنصبتها وأسهمها يعرف أكثر وأعمق ما يعنيه ويحققه المشروع العظيم الذى يجيش الرئيس السيسى المصريين بجميع طاقاتهم وقدراتهم العلمية والإبداعية والمادية لإنجازه، وإعلام الدنيا بما يستطيع أن يفعل ويحقق المصريون وما يملكون من مقومات للثروة والقوة مثلت قناة السويس التاريخية وستمثل قناة السويس الجديدة واحدا من أعظمها، هل يعرف الانجليز والفرنسيون المحدثون الجرائم التى ارتكبتها بلادهم بحق، وتضمنت أسوأ الانتهاكات لحقوق الإنسان ووصلت الى السخرة والقتل، علاوة على نهب أموال وخزينة مصر.. وهل لا يعتذرون وهل لا يردون بعض ما نهبوه من استحقاقات المصريين؟! خواطر تتدفق وأنا أرتب مشاهد وأحداث اليوم الخالد فى تاريخ مصر الحديث 5 أغسطس 2014 لإعلان ميلاد مشروع قناة السويس الجديدة، بجميع مكوناته من طرق وأنفاق وتطوير لموانى ومطارات المنطقة واستصلاح نحو 4 ملايين فدان بقيادة ابن من سلالة أخلص وأصدق من أنجبت مصر، ولتدور على الفور منظومة عمل تسابق الزمن.. وبالطبع لن تغيب المرأة المصرية عن الحدث العظيم وستكون قلبه الدافئ الدافع بالطاقة كما كانت نساء مصررر، وفى مقدمتهن الأكثر بساطة وألما فى ظروفهن الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكن الداعمات الحقيقيات لانتصار الثورة سواء فى 25 يناير 2011 أو فى الخروج العظيم فى 30 يونيو 2013، وفى الاستفتاء على دستور 2014، وفى الانتخابات أو التكليف الجماهيرى بالرئاسة للرئيس السيسي، كما كن القوة الأساسية الفاعلة والمرجحة لإرادة الملايين، أثق أن مشاركاتهن ستكون من أهم أعمدة النجاح للمشروع القومى الجديد، والبداية ستكون خلال الأيام القليلة المقبلة، والى جانب ضفة قناة السويس يدشن اتحاد نساء مصر الذى يضم الملايين من سيدات وفتيات جميع محافظات مصر، هناك حملة للتوعية بما يمثله المشروع لكل بيت وأم وأب وفتاة وفتى وطفل مصري، وكيف يشاركون، ومهما تواضعت الأحوال الاقتصادية فى ملكية قناتهم. الإنجازات والآفاق التى يحملها المشروع للمستقبل، يجب ألا تنسينا إنجازا لا يقل أهمية وخطورة، وهو دفن جثة المشروع الاستعمارى الأمريكى الصهيوني، الذى أعدوه للمنطقة وكانت القناة ومدنها وسيناء نقطة ارتكازه الأساسية، تماما كما فعل آباؤهم وأجدادهم ووضعوا نهاية لبقايا الاستعمار القديم فى حرب 1956 عندما عادوا بعدوانهم الثلاثى بقواتهم البرية والبحرية والجوية، ليحتلوا بورسعيد ويسيطروا على القناة ويفتحوا الطريق الى القاهرة لإعادة احتلال مصر، فكانت هزيمتهم وانسحابهم فى 23 ديسمبر 1956، وهناك ما لا يقل أهمية، إنهاء احتياج المصريين الى الدعم واستغلاله كورقة ضغط على المصريين، بينما ثرواتهم وكنوزهم الطبيعية التى حباهم الله وملأ أرضهم بها، معطلة وإنهاء تراث الفقر والعوز واستذلال وانتهاك الحريات والكرامة الإنسانية لملايين المصريين. واحد من مئات الأفاقين الفرنسيين الذين جنوا بفكرة حفر القناة أرسل من مصر رسالة الى صديق له بباريس كتب فيها: [إن علينا أن نجعل من مصر، هذه العجوز الشمطاء، طريقا يصل أوروبا بالهند والصين، ومعنى هذا أننا نضع أحد قدمينا على نهر النيل والأخرى فى بيت المقدس وتصل يدنا اليمنى الى مكة ونلمس باليد الأخرى روما متكئة فوق باريس.. إعلم أن السويس هى مركز حياتنا وكفاحنا ونحقق مشروعا طالما انتظره العالم.] لهذا انتظرت أصبى وأجمل عجوز فى الدنيا من يحقق حلمها التاريخي.. أن يكون غناها وثرواتها ومصادر قوتها وسيادتها بأيدى أمناء مخلصين وعارفين من أبنائها. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد