تؤكد الوثائق العلمية أن معظم مسيحيى الأردن هم من الغساسنة والقبائل العربية القديمة مثل (لخم)' ويعتبرون من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم . وتكتظ الارضى الاردنية بالعديد من المواقع التوراتية منها بيت عنيا حيث بشر يوحنا المعمدان بالإضافة إلى نهر الأردن حيث عمّد يوحنا يسوع المسيح وذلك على الجانب الشرقى (الأردني) من نهر الأردن. وعلى بعد نحو 50 كيلومترا الى الجنوب الغربى من العاصمة عمان يقع جبل نيبو حيث نظر موسي إلى أرض كنعان (فلسطين). اما فى شمال الأردن تقع الخور الصغيرة حيث التقى الملاك وتصارع مع يعقوب الصخرة التى ضربت من قبل موسي حيث طرح الماء وقبر هارون موجودة فى جنوبالأردن. كذلك أنقاض قلعة عمون التي تطل على وسط مدينة عمان حيث يقال ان هذا هو الموقع الذى كان الملك داود قد قتل فيه زواج بثشبع أوريا. وفى الشرق بمنطقة (رحاب) يقف المرء مذهولا امام كثافة الكنائس التاريخية (16) كنيسة !! كل ذلك يشير بوضوح إلى أهمية الأردن كحج مسيحي. ويقول ميشيل حمارنة مدير المعهد الملكى للدراسات الدينية، وهو ابن احدى العشائر المسيحية الكبيرة فى الاردن ،كانت نسبة المسيحيين الاردنيين فى مطلع القرن العشرين نحو 20% من عدد السكان حينذاك ،ولكن انخفضت لتتراوح حاليا ما بين 3% 6% نتيجة انخفاض معدلات المواليد المسيحيين مقارنة مع المسلمين .كما أن هناك عاملا طارئا وجوهريا آخر يتعلق بتدفق قوى من المهاجرين المسلمين من الدول المجاورة على مدار نحو نصف قرن، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات هجرة المسيحيين مقارنة بالمسلمين ويعود ذلك إلى ما يمتلكه المسيحيون من كفاءات ومؤهلات وبحثهم عن فرص عمل أفضل، فيما عزاه البعض للتسهيلات المقدمة من بعض السفارات الغربية لبعض مسيحيى الشرق. لذلك دعت مجموعة من الشخصيات العامة فى الأردن قبل ثلاث سنوات إلى تشكيل التجمع العربى للتصدّى لهجرة المسيحيين العرب بالتعاون والتنسيق مع المركز الأردنى لبحوث التعايش الديني .فموضوع الوجود المسيحى فى المشرق يستقطبُ اهتماماً كبيراً فى بعض الأوساط الاقليمية والدولية نظراً لخطورة تراجع الدور المسيحي. فالأرقام حول الهجرة تعطى مؤشرات خطيرة. وتبقى الأولوية كبيرة فى وقف هذا النزيف فى زمنٍ تكثر فيه النزاعات، وتشتدّ فيه الأزمات الاجتماعية وتتنامى فيه النزعات الأصولية والمتطرفة والعصبيّات الدينيّة والمذهبيّة، مما يُشعِر الأقليّات بالخوف من واقعها والقلق على مستقبلها. ووسط ما حدث فى المجتمعات العربية وما رافق ذلك من تغييرات جذرية، وما يحيط بها من بيئة تزداد انغلاقاً وتشهد اضطراد فرض المنظومات الاجتماعية والثقافية والسياسية وربما الدينية التى قد تناقض ما كان عليه الحال قبل فترات قريبة تصاعدت حدة مخاوف الأقليات. وفى هذا السياق أيضا، تبدو إعادة الإعتبار للوجود المسيحى العربى عمليةَ صعبة وتحتاج إلى مجهودات صادقة وفاعلة تضطلع بها سائر مكوّنات مجتمعاتنا العربية. ويأتى هذا التجمع من الأردن مبادرةً أهليةً يقودها عدد من الشخصيات البارزة من مصر والاردن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين غالبيتهم مسلمون من المؤمنين برسالة نهضوية. الحرية الدينية ويتمتع مسيحيو الأردن بحرية دينية قل نظيرها فى الشرق ... اذ للطوائف المسيحية كافة كنائسهم الخاصة ومدارسهم ومستشفياتهم ومؤسساتهم الاقتصادية المختلفة .. ويحق للمسيحى أن يحضر قداس الاحد ولا يعتبر غائبا عن عمله إن كان موظفا كما تعطل الدوائر الرسمية بمناسبة رأس السنة الميلادية. ولهم نسبة تقترب من 10% من مقاعد مجلس النواب والاعيان ولا تخلو حكومة أردنية من وزير أو اكثر منهم... ووصل العديد منهم الى مواقع متقدمة ورفيعة سواء فى القطاعين العسكرى أو المدني دور المسيحيين فى الأردن يقول المهندس عاطف قعوار رجل الأعمال وعضو مجلس النواب الأردني، وهو إحدى الشخصيات المسيحية البارزة فى الأردن، إن ما يميز العرب المسيحيين فى الشرق أنهم يستندون الى تاريخ حافل بارث حضارى هائل وانهم اصحاب مساهمات كبيرة فى المشروع النهضوى العربى والمشروع القومى المعاصر . شارك العرب المسيحيون إخوانهم العرب المسلمين فى كل المواقف الوطنية ولم تكن مسيحيتهم تتعارض مع وطنيتهم فقدموا للحضارة العربية على مر العصور إرثا حضاريا عربيا هائلا ولا نقول إرثا مسيحيا . وفى الأردن،قدم الاردنيون المسيحيون اسهامات عظيمة فى نهضة الاردن المعاصرة فأسسوا قطاعات اقتصادية هامة فى النقل البرى والملاحة البحرية والتعدين والسياحة والطيران والفندقة والمصارف والتامين والصناعة والوكالات التجارية وكانت مساهمتهم تصل الى ما يقارب 60% من الاقتصاد الوطنى خلال عقدى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضى فى الوقت الذى كانت فيه نسبتهم لا تصل فيه إلي 1٪ من السكان. إما على الصعيد الوطنى فلقد ساهموا فى بناء الحركة الوطنية وانشاء الاحزاب السياسية .