تعددت الأقاويل والروايات حول الدور الذى لعبه كبار التجار اليهود فى مصر لتحويل مدينة كوم أمبو إلى مركز تجارى وصناعى يهودى فى أقصى الصعيد فى بدايات القرن العشرين. ويكشف البحث فى تاريخ الرأسمالى اليهودى يوسف قطاوى أصلان عن بداية تفكير اليهود المصريين فى الاتجاه نحو استثمار أموالهم بالصعيد، حيث بدأت الفكرة بتأسيس شركة "وادى كوم أمبو" برأس مال ألف جنيه، وذلك فى عام 1904 م، حيث وقام بتأسيس الشركة عائلات يهودية كبيرة هى (سوارس وكاسل وقطاوى) والذين قاموا بشراء 300 ألف فدان.. وشكل إعلان تأسيس الشركة، والذى تم نشره بالإعلانات المبوبة فى «الأهرام» فى ذلك الوقت، النواة الحقيقية لتنمية منطقة كوم أمبو، حيث تم إنشاء 100كم من مصارف وترع وخطوط السكك الحديدية، ثم ما لبثت فى عام 1905 أن قامت الشركة بضم مصانع السكر المصرية إليها ضمن شراكة (قطاوى باشا وسوارس ورول ومنسى). وعن هذا يقول النائب السابق أحمد الكاجوجى عضو مجلس الشورى إن قطاوى كان له نفوذ، وانتخب نائبا بالبرلمان عن دائرة كوم أمبو بعد ثورة 1919، وتزوج فيما بعد من "أليس" إحدى بنات عائلة سوارس والتى كانت الوصيفة الأولى للملكة نازلى زوجة الملك فؤاد، وكان قطاوى قد عين وزيرا للمالية ضمن وزارة زيوار باشا عام 1925 إلا أنه تقدم باستقالته لسبب مضحك، بعدما أرسل برقيه تهنئه بعيد الفطر المبارك لصديقه سعد زغلول، مما أغضب الملك فؤاد فآثر السلامة حفاظا على علاقة الود بينه وبين الملك والزعيم واستقال من الوزارة، واستمر نائبا عن كوم أمبو فى مجلس الشيوخ من عام 1925 وحتى عام 1936، وخلفه ولداه رينيه وأصلان فى البرلمان المصرى حتى عام 1956. وعلى الرغم من أن قطاوى باشا كان مصريا إلا أنه - وكما يوضح المستشار عيسى حسين من أبناء كوم امبو- لم يتخل عن فكره اليهودى، حيث أسس مع مجموعة من العائلات الجماعات المصرفية اليهودية التى أسست البنك العقارى المصرى عام 1880 ثم البنك الأهلى عام 1897، ثم تولوا الدعوة للتمصير اليهودى.. وعن شركة وادى كوم أمبو يقول شحات الغندور، من قرية منيحة، إنها ظلت لفترات طويلة تمتلك جميع أراضى المدينة حتى بعد تأميمها كما ظلت تبيع وتشترى فيها كيفما تشاء للحد الذى جعل الدولة عاجزة لا تستطيع أن تمتلك شبرا واحدا، وكثيرا ما عانت لإنشاء مدرسة أو مستشفى واضطرت لشراء الأرض من الأهالى أو الشركة.