تبدلت المشاعر والأحاسيس من حالة الفرح العارمة التي انتابت أسرة العريس إلي حزن شديد فبعد أن هيأ أسرته لزيارة أهل عروسه في أول عيد عقب ارتباطه بها وبعد أن قام بشراء الهدايا لتقديمها إلي العروس كعادة أهل الصعيد جمع أهله لتلك الزيارة الخاصة ولم يدر بخلدهم أن عجلات الزمن سوف تتوقف عند هذه اللحظة، وأن الابتسامة سوف تمضي إلي غير رجعة، وأن تكون هذه الزيارة هي سبب الفاجعة والكارثة التي حلت بالأسرة. استقل أفراد الأسرة السيارة وهم في طريقهم لعبور نهر النيل علي احدي العبارات بعد أن تهيأوا للفرح، ولكن كان للقدر رأي آخر حيث ابتلع النيل ثلاثة من مستقلي السيارة بعد أن غاصت بهم في القاع، بينما نجا العريس وقائد السيارة قبل أن تستقر في قاع النيل، ليخلف الحادث أحزانا لم تخيم علي أهالي العريس فقط بل علي القرية بأكملها خاصة شقيق العريس الذي فقد نجله الذي لم يتجاوز عمره 8 سنوات في قاع النيل بعد أن غرق مع جدته وشقيق جدته ولم تظهر جثته بعد أن قامت الأجهزة المعنية بانتشال الجثتين الأخريين ليفقد الأب صوابه ويقطع شاطئ النيل ذهابا وعودة لعله يعثر علي جثة ابنه المفقود حاكيا قصة أوزيس وأوزوريس التي مضت في الأزمان الغابرة بعد ان قطعت نهر النيل بحثا عن جثة زوجها . تحولت أفراح قرية عرب العطيات البحرية بمركز أبنوب إلي مأساة كبري عاشها أهالي القرية بعد أن فقدت ثلاثة من أبنائها في حادث سقوط سيارة خاصة من العبارة التي تربط بين مركز أبنوب ومركز منفلوط وتم انتشال جثة والدة العريس وخاله، أما ابن شقيق العريس فلم يقو علي مقاومة التيار لتبتلعه الأمواج. تعود أحداث المأساة عندما قرر عبدالمطلب الزواج من خارج بلدته ساعيا للارتباط بشريكة العمر ليقع اختياره علي إحدي فتيات مدينة القوصية وبدأ العروسان يعدان لعرس الزوجية ويحلمان باليوم الذي سيجمعهما معا وكعادة أهل الصعيد في الاعياد والمناسبات تقوم أم العريس بإعداد هدايا ومأكولات والذهاب بها لبيت العروس خصوصا في أول عيد لهم بدأ الجميع يهيئ نفسه للذهاب ونظرا لبعد المسافة قام العريس باستئجار سيارة لتوصيلهم لمنزل العروس مصطحبا معه أمه وخاله وابن شقيقه بعد أن ارتدي ملابس العيد وبدأت السيارة تتحرك حتي الوصول الي العبارة لتقوم بتعديتها للشاطئ الآخر ونظرا لان مدخل العبارة غير ممهد وفي أثناء اندفاع السائق بقوة لم يتمكن من التحكم في السيارة لتسقط من الجهة الأخري في نهر النيل وفي أثناء سقوطها يقفز السائق والعريس منها لتغوص السيارة للأعماق حاملة مأساة الإهمال لتلقي الأم وشقيقها وحفيدها مصرعهم غرقا. أما والد الطفل فترك المنزل ليسكن النهر بحثا عن ولده المفقود في كل مكان من أسيوط جنوبا وحتي المنيا شمالا وهو ينادي عليه في كل مكان. كان اللواء طارق نصر مدير أمن أسيوط قد تلقي إخطارا من اللواء عصام الدسوقي مدير المباحث الجنائية بسقوط السيارة ومستقليها من معدية المعابدة بنهر النيل.