التابعة لمركز طهطا في سوهاج مأساة حقيقية تعرض أكثر من 200 فدان من أخصب الأراضي الزراعية لنهر النيل ما يهدد بتشرد 10 آلاف أسرة تعيش علي هذه الجزيرة في ظل تجاهل مسئولي المحافظة التحرك لتكسية شاطئ نهر النيل لحماية الأراضي من خطر اندثار جزيرة الهريف بعد أن ابتلعت المياه أكثر من 200 فدان من أجود أنواع الأراضي الزراعية. «روزاليوسف» انتقلت إلي هناك حيث الجزيرة عبارة عن طرح نهر وسط النيل وتحاصرها المياه من كل جانب وتقوم عبارة تابعة للوحدة المحلية بالمركز بنقل الأهالي منها وإليها. حسن أحمد حسن «من الأهالي» يقول إن المنازل الواقعة علي شاطئ النيل أقيمت منذ 50 عاما وتم توصيل التيار الكهربائي إليها إلا أنها مازالت خالية من مياه الشرب حيث يعتمد الأهالي علي مياه الطلمبات الحبشية التي تحتوي علي نسب عالية من الحديد والمنجنيز، مشيرًا إلي أن مسئولي حماية النيل قاموا منذ سنوات بعيدة بعمل تكسية الأحجار التي تم إلقاؤها علي الشاطئ بصورة عشوائية إلا أنهم تركوا مسافة بطول 450 مترًا بدون تكسية وطالبوا الأهالي بإقامتهم علي نفقتهم الخاصة. ويضيف عبدالله هيكل صاحب أحد المنزلين المنهارين: كنت أعمل في أرضي الزراعية عندما أبلغتني زوجتي بانهيار المنزل وحمدت الله علي نجاة أولادي ولكن جميع محتويات المنزل ضاعت في نهر النيل بالرغم من أننا أرسلنا شكاوي عديدة لوكيل وزارة الري ومحافظ سوهاج قبل الحادث لكي تتم عملية تكسية الشاطئ خوفا من نحر النيل الذي التهم جزءًا كبيرًا من الأراضي إلا أنهم لم يتحركوا وطالب «عبدالله» الوحدة المحلية بالموافقة علي بناء منزل جديد بعيدا عن نحر النيل خاصة في ظل خشيته من عمل محضر بناء بالمخالفة علي الأراضي الزراعية. ويؤكد حسن إسماعيل «من الأهالي» أنهم أرسلوا عدة شكاوي منذ عام 2008 إلي مسئولي حماية النيل للحضور لعمل تكسية علي جوانب النهر إلا أنهم أكدوا أن الوضع مستقر ولم يحدث شيء حتي الآن في الوقت الذي يتعرض فيه 20 منزلاً للانهيار لنفس الأسباب. ويوضح أبوشبكة فاروق «مدرس» أن الأهالي قاموا بالبناء في مواقع قريبة من نهر النيل منذ أكثر من 30 سنة ولكن مسئولي الري لم يستكملوا عمل التكاسي واكتفوا بعمل تكاسٍ علي مرسي العبارة فقط في الوقت الذي تتزايد فيه مياه النيل كل عام في شهر مايو لتقتحم المنازل من الناحية الشرقية. ويشير محمد الديب سليم «مدرس» أن جزيرة الهريف يسكنها أكثر من 7 آلاف مواطن وتتبع قرية الخزندارية التي يسكنها حوالي 15 ألف نسمة شرقا وغربا تحوطها المياه من كل جانب إلا أنها مازالت تشرب من المياه الجوفية ولا توجد لها محطة مياه شرب نقية حتي الآن، موضحًا أن الأهالي أصيبوا بالفشل الكلوي بسبب تلوث هذه المياه. فيما أكد حمدان عليوة رئيس مركز ومدينة طهطا أن الأهالي أقاموا منازلهم في أماكن لا يجب البناء فيها لخطورتها لأن الفيضان كلما زاد في النهر كان الخطر كبيرا علي هذه المنازل، مشيرا إلي أنه قام بزيارة للجزيرة فاكتشف تعرض 12 منزلاً للانهيار ويتم رخطار المحافظة بذلك للبدء في عمل تكاسٍ لجوانب نهر النيل في هذه المنطقة. أما المهندس مدحت محمد كمال وكيل وزارة الري بسوهاج فأشار إلي أن جزيرة الخزندارية ضمن جزر كثيرة في سوهاج وهناك برنامج لعمل تكاسي جوانب هذه الجزر موضحًا أن هناك أولوية في عمل التكاسي وفي شهر مايو من كل عام تكون الميزاية المعتمدة قد انتهت ويتم توفير اعتمادات مالية بالتعاون مع جهاز حماية النيل بالوزارة لإنهاء المشروعات وأكد وكيل الوزارة أن هناك محاضر إزالة لجميع المنازل المخالفة علي نهر النيل ولكن تنفيذ هذه القرارات مسئولية جهات متعددة كالأمن والوحدات المحلية، مشيرا إلي أن هناك مجاملات وضغوطًا تتم لاستمرار هذه المخالفات!!