بعد انتهاء التهدئة المؤقتة التى دامت لمدة 72 ساعة برعاية مصرية، استأنف الطيران الإسرائيلى قصف قطاع غزة ،بالتزامن مع إعلان تل أبيب انسحابها من مفاوضات وقف إطلاق النار. فى المقابل أكدت «سرايا القدس» و«ألوية صلاح الدين»، أنهما قامتا بقصف عسقلان والنقب ومناطق اسرائيلية أخري، فيما قالت حركة حماس إن الفصائل الفلسطينية ترفض تمديد التهدئة . واستشهد طفل فلسطيني، وأصيب 11 آخرون ظهر أمس فى الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة بغزة، وذكرت مصادر فلسطينية أن الغارات الاسرائيلية استهدفت منازل سكنية. وأعلن الجيش الإسرائيلى أن الطيران الحربى الإسرائيلى استأنف أمس قصف القطاع، بعد انتهاء التهدئة المؤقتة التى دامت لمدة 72 ساعة، كما قصفت الزوارق البحرية الإسرائيلية شواطئ شمال غزة بعدة قذائف. وأمرت قيادة الجبهة الداخلية فى إسرائيل بإعادة فتح الملاجئ فى التجمعات السكنية التى تقع حتى مسافة أقصاها 80 كيلومترا من قطاع غزة. وأصدر بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى تعليماته إلى قوات الجيش للرد بمنتهى الشدة فى حال استئناف حركة حماس اعتداءاتها الصاروخية بعد انتهاء الوقف المؤقت لاطلاق النار . وقال نيتانياهو - فى تصريحات أوردها راديو «إسرائيل» صباح أمس - إنه غير مقتنع بانتهاء القتال فى غزة. وأوقفت اسرائيل المفاوضات غير المباشرة الجارية مع حركة حماس فى القاهرة بعد أن انتهت التهدئة صباح أمس بدون تمديدها، رافضة مواصلة التفاوض طالما استمر اطلاق الصواريخ الفلسطينية على أراضيها. وقال مسئول - طالبا عدم كشف اسمه - إن اسرائيل لن تفاوض تحت الصواريخ«، مشيرا الى أن اسرائيل كانت قد أبلغت مصر استعدادها لتمديد التهدئة لثلاثة أيام. ومن جانبها ، قالت حركة «حماس»- فى وقت سابق -إن الفصائل الفلسطينية ترفض تمديد التهدئة المؤقتة مع إسرائيل، لكنها مستمرة فى التفاوض فى القاهرة. وذكر سامى أبو زهرى الناطق باسم الحركة - فى تصريحات للصحفيين فى غزة- أن فصائل المقاومة الفلسطينية لم توافق على تمديد التهدئة ولكنها ستواصل التفاوض وعلى الاحتلال الاستجابة للمطالب الفلسطينية». وكانت «سرايا القدس» الجناح العسكرى لحركة الجهاد، قد أعلنت مسئوليتها عن قصف مدينة عسقلان شمال قطاع غزة بثلاثة صواريخ جراد ومجمع اشكول بالنقب الغربى ب 4 صواريخ وأحراش كيسوفيم ب 5 صواريخ 107 عقب انتهاء سريان التهدئة المؤقتة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية صباح أمس. وتبنت سرايا القدس الجناح العسكرى لحركة الجهاد وألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل، فيما لم تتبن كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، على الفور، المسئولية عن هجمات صاروخية. وشوهد آلاف من سكان قطاع غزة على مدار الساعات الأخيرة يخلون منازلهم فى مناطق القطاع الشرقية باتجاه وسط المدينة ومواقع للأمم المتحدة تحسبا لتصعيد الأوضاع الأمنية. ومن جانبه ، نفى عزام الأحمد رئيس الوفد الفلسطينى إلى مفاوضات وقف إطلاق النار والهدنة، ما ذكرته إحدى الوكالات حول تهديده بالانسحاب من الوفد. وشدد رئيس الوفد الفلسطينى فى القاهرة أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، وأنه موجود على رأس الوفد ولم يكلف أحدا بأن يتحدث باسمه إلى وسائل الاعلام، سواء أكان معلوما أو مجهولا، وأن مواقفه تصدر عنه مباشرة. وكانت وكالة أنباء «الأسوشيتد برس»، قد نسبت الى مصدر مصرى قوله: إن عزام الأحمد هدد بالانسحاب من الوفد فى حال عدم تحلى «المتشددين» بالمرونة.
الخارجية تأسف لعدم الالتزام بمد وقف إطلاق النار كتبت-غادة الشرقاوى: أعربت وزارة الخارجية عن أسفها البالغ إزاء عدم الالتزام بمد وقف إطلاق النار وبدء الأعمال العسكرية مرة أخرى فى قطاع غزة مما يعرض الشعب الفلسطينى إلى مخاطر جمة. وفى هذا الصدد، تؤكد وزارة الخارجية أنه منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار، قامت مصر بجهود دؤوبة ومتواصلة على مدى الأيام الماضية لتقريب وجهات النظر ولرعاية المفاوضات غير المباشرة وصولاً إلى تلبية احتياجات الشعب الفلسطينى ولتوفير الحماية له من مخاطر استئناف الأعمال العسكرية. وقد أمكن التوصل فى هذا الإطار إلى اتفاق حول الغالبية العظمى من الموضوعات ذات الاهتمام للشعب الفلسطينى وظلت نقاط محدودة للغاية دون حسم، الأمر الذى كان يفرض قبول تجديد وقف اطلاق النار كى تتسنى مواصلة المفاوضات للتوصل إلى توافق حولها. وعلى ضوء استئناف العمليات العسكرية، تجدد وزارة الخارجية مطالبتها بضرورة ضبط النفس وبالامتناع عن التصعيد العسكرى وبعدم استهداف المدنيين، وتؤكد حرصها البالغ على توفير الحماية للشعب الفلسطينى الأعزل ووقف إراقة دماء الأبرياء. كما تطالب وزارة الخارجية كافة الأطراف بالارتقاء إلى مستوى مسئوليتهم، والالتزام بقواعد القانون الدولى الانسانى، وبمراعاة مصالح الشعب الفلسطينى.