من الدراسة فى «الليسيه» وصالات «الجيم» لتنمية العضلات للتقرب إلى الجنس الناعم, والهوس بموسيقى «الراب» والحفلات الصاخبة، وملاحقة الفتيات الروسيات على شبكاتهم الاجتماعية، إلى مقاتل على ظهور الخيل والدبابات فى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش», هكذا كان التحول «الدرامى» فى حياة شاب مصرى كان مثل الملايين من أقرانه يعيش حياته بشكل طبيعى قبل أن يمل نمطها وتنقلب رأسا على عقب بعد توجهه إلى سوريا للقتال مع المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد، ومنها التحق سريعًا بصفوف «داعش». لا تمثل حالة الشاب «المغرر به» حالة فردية فربما يمثل مجرد جبل الجليد الذى تتسع قاعدته للمئات وربما الآلاف على شاكلته من الشباب المصرى والعربى بدليل أن حسابات هذا الشاب وكنيته «أبو سلمة بن يكن» على «فيس بوك وتويتر» تجتذب المئات من أصدقائه ومعجبيه حيث لا يجد غضاضة فى نشر صور له يحمل فيها رؤوسا مقطوعة لجنود سوريين وموضوعة فى إناء كبير ليكتب أسفلها «لحمة رأس»، ولا يجد حرجا فى أن يلتقط صورة «سيلفي» بجوار جندى مقتول ويرفق بها عبارة «حاجة عشان العيد» ! وبطريقة مخططة يحاول «بن يكن» أن يستخدم أسلوب القفشات والإفيهات المصرية لتوصيل رسائل إلى مريديه بأن ما تقوم به «داعش» فى سوريا والعراق من ممارسات متوحشة هى مُباحة ومستدل عليها من الدين، فيقول مثلا إن التمثيل بالجثث جائز طبقًا لقول الله «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم». ويحرص الشاب العشرينى على تطعيم حديثه بلغة التهديد أحيانا حين يقول أنه عندما سيأتى ليفتح مصر «لإعادة نشر الإسلام» لن يرحم من أساءوا إليه. حالة هذا «الداعشى» تمثل اختراقا لا محالة للأمن القومى المصرى وتكشف عن نشاط محموم لتجنيد أو استمالة الشباب المصرى من جانب الجماعات المتطرفة تحت ستار الدين فى غياب أى رد فعل مضاد منظم من الدولة والأزهر... ولا يخفي «داعش» اهتمامه بمصر باعتبارها «الفتح الكبير» الذى تكتمل معه دولة الخلافة الإسلامية ولهذا اهتم بنشر أتباعه فى فترة حكم الإخوان فى سيناء والشرقية ومحافظات الصعيد وتبنت بعض الجماعات الموالية للتنظيم بعض العمليات الإرهابية الأخيرة, فهل نحن قادرون على حماية شبابنا من هجمة «تتار العصر»؟ لمزيد من مقالات شريف عابدين