ليلة الحنة.. ليلة فرح حقيقى لكل البنات حتى أنها أصبحت أهم عندهن من ليلة الزفاف نفسها.. فبعض العرائس تكتفى الآن بليلة الحنة وتستغنى بها عن ليلة الفرح.. خاصة مع التكاليف الباهظة للأفراح.. وليلة الحنة بمفهومها القديم كانت أن تقبض العروس يديها على الحنة لبعض الوقت وتضع قدميها فى طبق مملوء بالحنة حتى يتغير ألوانهم.. وما زالت هذه الطقوس موجودة فى بعض القرى المصرية.. أما الآن فقد وصلت التقاليع والابتكارات الى حدود تفوق الخيال وكل يوم هناك الجديد لإسعاد العروس وأهلها وصديقاتها فى ليلة حنتها. .. تقول العروسة زينة التى أقامت ليلة حنتها الشهر الماضى.. ليلة حنتى كانت من أسعد أيام حياتى جهزت لها قبل موعد زفافى بأسابيع اتفقت مع إحدى مصممات ليلة الحنة واخترت معها خمسة أطقم فاجأت بها مدعواتى.. فارتديت الزى النوبى والاسكندرانى وهاواى وزى سنو وايت.. رقصت أنا وصديقاتى والتقطنا صورا تذكارية أضحك الآن كلما أراها.. خاصة عندما فاجأت مدعواتى بارتداء الزى العسكرى الذى قامت بتصميمه مصممة ليلة الحنة ورقصت على أغنية بشرة خير. .. رقصت وغنيت وارتديت ملابس لم أحلم بارتدائها يوما فى حياتى.. هكذا قالت مى سعيد التى أقامت ليلة حنة واستغنت عن إقامة ليلة الزفاف.. كنت على راحتى فى هذا اليوم بدون قيد الحجاب لأن المدعوات كلهن من البنات.. حتى "الدى جى" وجميع من قمن بزفافى كن فتيات. .. وتقول سارة وهى فتاه محجبة وملتزمة إن حفل زفافها الإسلامى لم يمنعها من إقامة ليلة حنة هى الأخرى، فقد اختارت الملابس التى تتناسب مع التزامها مثل الزى الصعيدى والفلاحى المحتشم واختارت الأغانى البعيدة عن كلمات الحب والغزل واكتفت بنقش الحنة مع صديقاتها وقريباتها. ياسمين أسامة مصممة حفلات ليلة الحنة تقول إن ليلة الحنة ليلة بلا قيود للعروس ومدعواتها فهى ليلة للبنات فقط.. يرقصن ويغنين ويمسكن بالصاجات والطبول ويرتدين ملابس غريبة لم يرتدنها من قبل فى حياتهن، ويرسمن نقوش الحنة ويلتقطن الصور التذكارية.. وتضيف أن نبات الحنة فى الأصل هو نبات معروف من أيام الفراعنة، وكانت ملكات الفراعنة يتألقن به وينقشن الرسومات المختلفة على أجسامهن وأظافرهن وشعورهن، وكانت الحنة تعتبر المصدر الوحيد للتزين والتجميل، وتطورت الحنة بعد ذلك وأصبح متعارفا عليه فى العصور المختلفة حتى أن إحدى الدراسات الحديثة أثبتت أن الحنة إذا وضعها الزوجان تزيد من شوق كل منهما للآخر. وقد تطورت الحنة فى وقتنا الحديث وأصبحت من الطقوس الأساسية قبل ليلة الزفاف حتى أصبحت أى عروس لا تستغنى عن إقامة ليلة الحنة ولو بتكاليف بسيطة. وعن النقوش والرسم فى ليلة الحنة تقول مصممة حفلات ليلة الحنة أنه منذ سنوات ليست ببعيدة كانت ليلة الحنة تقتصر على دعوة الأقارب وعمل صينية الحنة ورسم بعض النقوش البسيطة للعروس وصديقاتها على اليدين والقدمين.. وكانت النقوش عبارة عن خطوط متداخلة، ثم ورود وأغصان، ثم قلوب وفراشات إلى أن وصلت تقاليع العرائس لطلب رسم جماجم ونقوش بالخط الكوفى والحروف الصينية او الهيروغليفية فى مناطق أجسامهن المختلفة. أما عن فريق العمل الذى يقوم مع مصممة الحفل فهو عبارة عن "دى جى" ومسئولة تبديل الأزياء للعروس وأخرى تقوم بعمل رسومات الحنة للعروس والمدعوات، وتقوم العروس بتبديل ثيابها كل ربع ساعة أو أكثر حسب الاتفاق معها وحسب الإختيار المسبق للأزياء التى تناسبها ومنها الهندى، والصعيدى، والأسبانى، وهاواى، والنوبى، والبدوى، والإسكندرانى، والفلاحى، وزى سنو وايت، ويصل عدد الأزياء التى تختار منها العروس 20 طقما أو أكثر، وبالنسبة للتصوير نحرص على الخصوصية فنقوم بتصوير العروس وهي بملابس الحنة ونمنع أن تقوم إحدى المدعوات بالتصوير بكاميرتها الخاصة إذا طلبت العروس ذلك، ونلتقط للعروس الصور التذكارية مع صديقاتها ومدعواتها. وعن مكونات الحنة تقول ياسمين أن الحنة نبات طبيعى أسود أو أحمر ويعتبر أى لون آخر إضافات صناعية قد تكون ضارة على الجلد، فهناك من يضيفون مواد ضارة مثل الاكسجين او الحجر الأسود مما يضر الجسم أو يسبب الحساسية. ويجب أن تكون الحنة من نوع جيد ويضاف إليها فقط زيت المحلبية ليجعلها متماسكة ويجعل رائحتها طيبة. واخيرا تؤكد ياسمين أن ليلة الحنة تحقق للعروس ما تتمناه حيث تتمكن من إظهار أنوثتها وجمالها خاصة مع اختيار ملابس تناسب جسمها، وهى البديل الأمثل عن الأفراح التى فاقت تكاليفها الحدود مقابل تكاليف ليلة الحنة التى تتراوح بين 1000 و4000 جنيه، واتساءل: هل تتوقف تقاليع ليلة الحنة عند هذه الحدود أم أنه ما زال هناك الكثير فى جراب الحاوى؟..