فى خرق للهدنة الدولية، ارتكبت إسرائيل مجزرة فى رفح وخان يونس فى قطاع غزة، حيث شنت عاصفة من القصف المدفعى والجوى المركز ضد المدنيين، مما أدى إلى استشهاد 70 فلسطينيا على الأقل وإصابة 200 آخرين بجروح. وأصدر متحدث عسكرى إسرائيلى بيانا مقتضبا، أعلن فيه استئناف العمليات الحربية فى أنحاء القطاع، بعد أقل من ساعتين على الموعد المحدد لبدء سريان الهدنة الإنسانية فى الثامنة من صباح أمس. واتهم مسئولون إسرائيليون حركة حماس بخرق اتفاق الهدنة، وهو مانفته الحركة، واعترف الجيش الإسرائيلى بارتفاع حصيلة قتلاه من العسكريين، إلى 61 جنديا، بعد مقتل خمسة جنود فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، فى كمين نصبته المقاومة الفلسطينية بمدينة خان يونس جنوبى القطاع، كما أعلن مسئول عسكرى إسرائيلى نجاح المقاومة فى أسر ضابط يدعى هدار جولدرن، خلال مهمة لنسف أنفاق جنوبى القطاع. وأصدر فوزى برهوم المتحدث باسم حركة «حماس» بيانا صحفيا ذكر فيه أن إسرائيل خرقت الهدنة، بعد موعد سريانها، موضحا أن أى عملية نفذها مسلحو الحركة، تمت قبل بدء الهدنة. وبينما لم تصدر واشنطن بيان إدانة للقصف الإسرائيلى للقطاع أمس، نددت بمقتل جنديين إسرائيليين وخطف آخر على أيدى ناشطين فلسطينيين. وقالت إن هجوم حماس على إسرائيل يعد انتهاكا همجيا لوقف إطلاق النار. ودعا جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى حماس للإفراج الفورى ودون شروط عن الجندى الإسرائيلى المخطوف، وحث المجتمع الدولى على تكثيف الجهود لإنهاء الهجمات ضد إسرائيل، وطلب مساعدة عاجلة من قطر وتركيا للإفراج عن الجندى الإسرائيلى فى غزة، تزامن ذلك مع موافقة مجلس الشيوخ الأمريكى بالإجماع أمس على تقديم 225 مليون دولار فى شكل تمويل عاجل لمنظومة الدفاع الصاروخية الإسرائيلية المعروفة باسم القبة الحديدية. وفى الوقت الذى تنتظر فيه مصر حضور الوفدين الفلسطينى والإسرائيلى للتفاوض حول وقف إطلاق نار دائم، شدد وزير الخارجية سامح شكرى خلال اتصالات مع نظيره الأمريكى وعدة أطراف عربية ودولية فاعلة، على أهمية التحرك الفورى لتثبيت التهدئة الإنسانية لوقف سفك دماء الفلسطينيين. كما أكد أهمية الالتزام الكامل من كل الأطراف بوقف إطلاق النار والاستفادة من ذلك فى بدء المفاوضات بينهما. وقد صرح مصدر مسئول فى وزارة الخارجية، بأن دعوة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للتفاوض مازالت قائمة. ومن المتوقع أن يصل الى القاهرة اليوم الوفد الفلسطينى برئاسة عزام الأحمد القيادى البارز فى حركة «فتح» ويضم ممثلين عن حركتى «حماس والجهاد».