بصمات ذوقها على أثاث البيت تنفض عنه غبار الشجون وتمسح عنه القلق والتوتر.. بأفكار بسيطة غير مكلفة تجعل من البيت فسحة للهدوء والراحة، وأيضا تجدد به الطاقة فى ضيافة المهندسة المعمارية داليا السعدني رئيس المؤسسة الدولية للتصميم IAD، كان لنا معها هذا الحوار حول إضفاء الهوية المصرية على منازلنا، وكيفية التخلص من عيوب ضيق المساحات. دراستها للعمارة وقرائتها الجيدة لمفردات التاريخ المصرى منحتها إمكانية وضع تصميمات مرتبطة بتاريخنا، يستصيغها الناس فى هذا العصر دون أن تبدو قديمة أو يرفضها الشباب.. «البابور» كان أول أعمالها التى شاركت بها فى مسابقات عالمية وحققت لها الشهرة الكبيرة، وهو عبارة عن طاولة زجاجية قاعدتها على هيئة «بابور» مصنوع من خشب الأويما اليدوي، كما صممت كنبة مودرن على شكل «النورج»، وهى الآلة التى كان يجرها ثوران ويداس بها على القمح المحصود لفصل الحب عن السنابل، كذلك قامت بتصميم مقاعد للحدائق العامة والميادين على هيئة «عين حورس» أو أحرف عربية «ف» و «غ» مستوحاه من الخط الكوفى الذى تعشقه كثيرا نظرا لأنه أول خط كتب به القرآن الكريم .. غالبا ما تطوع الخامات وتغير نسب وأحجام قطع الأثاث وفقا لفلسفتها فى رؤية الأشياء المستوحاة من هويتنا. هل هناك سبيل لإضفاء الهوية المصرية على منازلنا؟ كم أود أن تضفى الهوية المصرية على العمارة الخارجية لمنازلنا.. أمّا ديكورات البيوت من الداخل، فأنا أفضل أن تعتمد على ذوق ربة المنزل وأن تكون شبه من يسكنوها ،من ناحية أخرى الهوية المصرية متعددة الأوجه: منها الأفريقى، وهنا يعتمد البيت على ألوان مثل البنى المحروق والأحمر الصارخ.. أو بحر متوسطى، وديكوراته يغلب عليها الأبيض والأزرق.. أو إسلامى أندلسى، ويعتمد على اللون الفيروزى والأخضر والأبيض.. وإذا أردنا الإقتراب من الهوية المصرية الخالصة، فعلينا أن نستند على تراث النوبة باعتبارها الأقرب إلى مصر الفرعونية.. و تتميز بالألوان الصريحة من الأحمر والأزرق والأخضر، كذلك يمكن استخدام بعض العناصر والموتيفات التى تمثّل جزءا من شخصيتنا، مثل: المشربيات الخشبية، والنحاسيات التى تعطى صبغة للبيت شرق أوسطية، والمشغولات من الحرف اليدوية.. يمكن تزيين البيت بال»قلل» القناوى بعد تلوينها، أو تغطية المفروشات بأقمشة «كاليجرافى» المزيّنة بالخط العربى. ما هى أحدث صيحات الديكور لصيف 2014 من حيث الألوان و الأثاث والمفروشات؟ لا يوجد شىء اسمه «موضه».. الأمر كله مسألة تجارية وأداة من أدوات التسويق لسلعة تجارية تتفق عليها بيوت الموضة أو المعلنين كل عام.. تبدأ بلون الأزياء، وتنتقل إلى لون الستائر والكرانيش والحوائط والأرضيات. غير أنه بشكل عام هناك حنين واضح للعودة إلى كل ما هو قديم، ربما لأن الماضى شهد فترات إزدهار ،كان إن له جمال خاص مقارنة بالحاضر الذى نعيشه، نحن نشهد حاليا عودة للبلاط المنقوش الذى إستخدم سابقا فى تغطية أرضيات بيوت أجدادنا، كما يقبل الكثيرون على وضع الأثاث الكلاسيك فى الرسبشن، مع مراعاة كسوتها بأقمشة المودرن لمواكبة العصر. فيما يتعلق بالألوان، أنا أفضل استخدام الرمادى باعتباره لون محايد يليق مع جميع الألوان. علما بأن مهندس الديكور لابد أن يكون ملم بدراسة سيكولوجية الألوان وتأثيرها على الإنسان. فالأحمر مثلا يجب تجنبه في غرفة النوم نظرا لأنه لون مثير للمشاعر كلها بغضبها وإنفعالاتها، مما يجلب المشاكل بين الزوجين، لذلك يفضّل لغرف النوم «الأزرق» بدرجاته لما يضفى عليها حالة من الهدوء، والطمأنينة والسلام، أمّا «البرتقالى» فهو مناسب لغرفة المعيشة لأنه يعالج الأرق والإرهاق، كذلك مناسب لغرفة الطعام لأنه يرفع معدل الشهية، فيما يناسب «الأصفر» غرفة المكتب لأنه ينشط الذهن ويساعد على الإبداع في الكتابة، وأنصح بتجنب «البنفسجى» لأن كثرة النظر إليه تصيب بالاكتئاب. بما تنصحين المرأة المصرية لاستغلال مساحة البيت وإضفاء روح البهجة عليه؟ أنصح أى امرأة بعدم تكديس الأثاث فى منزلها.. فتضائل عدد القطع مريح للعين، كذلك عدم إستخدام الكثير من الألوان، فإذا كانت أقمشة الأثاث منقوشة توضع الستائر السادة والعكس صحيح، مهم جدا أن تجيدى التنسيق بين معزوفة الألوان، نجد أيضا من يفضل الاستعانة بال»بارافان» - شأن اليابانيين- نظرا لأنه يساعد على تقسيم الغرف ذات المساحات الواسعة كما يساهم فى توزيع الطاقة بالمكان. بالنسبة للمساحات الضيقة، فإن الموبيليا المدهونة باللاكيه اللامع تضىء الأرضيات وتعكس إحساس برحابة المكان، كذلك استخدام المرايات لأنها تعطي إيحاءاً بالاتساع ومزيداً من الضوء في المنزل، مع مراعاة أن لا توضع المرآة أمام باب البيت مباشرة كى لا تمنع دخول الطاقة الإيجابية إليه، ولا ننسى الإضاءة غير الصريحة لأنها تعطى تأثيرات جميلة على الجدران، شرط إلا نعتمد على إسلوب إضاءة واحد بالغرفة، فهناك النجف، والأسبوتات، وبيت النور، والأبليكات، والأباجورات، والإضاءة الأرضية.. فنحرص على الإستعانة بنوعان من الإضاءة فى الغرفة إحداهما خافت والآخر عالى. فيما يتعلق بالشرفة، يجب الأكثار من الخضرة لأنها تضفى حياة على المكان وتقلل نسبة التلوث كما ينصح بإستبدال ستائر البلكونة ب «الناموسية» بحيث لا تحجب الضوء والهواء، وبنفس الوقت تعطى شكلا جماليا رائعا للمكان وتقلل من الأتربة .