تراجعت كثافة العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة أمس تزامنا مع انحسار كبير للقصف الصاروخى من قطاع غزة وسط دعوات من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة لإبرام اتفاق هدنة قابل للاستمرار . وفى الوقت الذى تصاعد فيه الضغط الدولى لإنهاء الصراع العسكرى الذى استمر 21 يوما وقتل خلاله أكثر من ألف شخص أعلن مسئول اسرائيلى أن الجيش سيرد فقط على الهجمات التى يتعرض لها مضيفا أن هذا التدبير سيتبع لفترة "غير محددة".
وعلى الرغم من ذلك، استمرت القوات الاسرائيلية فى رصد وتدمير الأنفاق العابرة للحدود التى تستخدمها فصائل المقاومة فى غزة، ولم يتضح ما اذا كان مقاتلو حركة حماس التى تسيطر على القطاع سيوافقون على وقف مطول للأعمال العسكرية أم لا.
وكانت حماس قد أعلنت مساء أمس الأول عن موافقتها على هدنة لأربع وعشرين ساعة فقط للاحتفال بعيد الفطر وهو ما أعقبه هدوء ساد قطاع غزة بعد ساعات على هذا الإعلان. بينما حملت حماس اسرائيل مسئولية أى تصعيد خلال العيد، وفق ما أعلنه سامى أبو زهرى الناطق باسمها، والذى أوضح أن "الاحتلال ما زال يرفض أى تهدئة إنسانية مرتبطة بالعيد". وأضاف إن "الاحتلال سيتحمل المسئولية عن هذا التصعيد والتنكر لعبادة المسلمين".
وكشف مصدر عسكرى إسرائيلى فى هذه الأثناء أن "جيش الاحتلال " فى قطاع غزة يحتاج إلى عدة أيام أخرى لإنهاء عملية اكتشاف الأنفاق وتدميرها.و نقلت الإذاعة الاسرائيلية عن المصدر قوله إن القوات تركز جهودها حاليا على هذه المهمة، واصفا الوضع الآن بأنه هدنة بدون قيود . وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلى أن صاروخا واحدا أطلق من غزة على مدينة عسقلان الاسرائيلية فى الساعات التسع الاولى من نهار أمس. فى حين أشار سكان محليون فى غزة الى أنهم سمعوا قصفا متقطعا للدبابات على القطاع دون وقوع ضحايا. وكان مجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر قد عقد اجتماعا استمر حتى الساعات الأولى من صباح أمس ركز على بحث عدة مقترحات من بينها تصعيد الهجوم على غزة بهدف وقف الهجمات الصاروخية من حماس وتدمير شبكة أنفاقها وهو ما تجلى فى قيام الطائرات الإسرائيلية على الفور بقصف ثلاثة أهداف فى قطاع غزة ردا على إطلاق صاروخ على مدينة عسقلان الساحلية جنوب إسرائيل .وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية إن الأهداف هى منصتا صواريخ كانتا مخفيتين ومنشأة لانتاج وسائل قتالية فى شمال ووسط القطاع.
وقد أصيب جندى إسرائيلى خلال الاشتباكات الجارية بين الجيش الإسرائيلى وجماعات المقاومة الفلسطينية فى بيت حانون شمالى قطاع غزة.وأوردت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أن الجندى الإسرائيلى أصيب بإصابات ما بين خفيفة إلى متوسطة خلال إطلاق نار فى بيت حانون شمالى قطاع غزة.
ومن جهتها أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة عدد آخر فى اشتباكات مستمرة شرق جباليا شرق قطاع غزة.
فى الوقت نفسه، واصلت المدفعية الإسرائيلية إطلاق قذائفها صوب منازل المواطنين وأراضيهم على طول الشريط الشرقى لقطاع غزة بين الفينة والآخرى منذ صباح أمس. وفى غضون ذلك أعلن مصدر طبى بمستشفى كمال عدوان فى بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) أمس عن مقتل طفل فلسطينى فى الرابعة من عمره فى قصف مدفعى اسرائيلى شرق جباليا (شمال القطاع).
وفى هذه الأثناء، رفض الجيش الاسرائيلى أمس ما تردد حول تورطه فى مقتل مدنيين فلسطينيين، بإحدى المدارس التابعة للامم المتحدة شمالى غزة أواخر الاسبوع الماضي.
وقالت متحدثة عسكرية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الأهداف هى منصتا صواريخ كانتا مخفيتين ومنشأة لانتاج وسائل قتالية فى شمال ووسط القطاع .
وقد قام رئيس الاركان الجنرال بينى غانتس الليلة قبل الماضية بجولة ميدانية فى محيط بيت حانون فى شمال القطاع حيث التقى ضباطا وجنودا من لواء المشاة "الناحَل"، ولايزال 133 جنديا اسرائيليا مصابا من أفراد الجيش يتلقون العلاج الطبى فى المستشفيات بعد إصابتهم خلال عملية الجرف الصامد بقطاع غزة.وقد أسفر العدوان الاسرائيلى على القطاع عن استشهاد أكثر من 1100 فلسطينى وإصابة أكثر من ستة آلاف فيما قتل 43 جنديا إسرائيليا