تجددت الاشتباكات المسلحة فى محيط منطقة المطار و بلدة »قصر بن غشير« بين »كتائب الزنتان«، التى تحمى المطار، و«كتائب مصراتة« و«درع الوسطي« و«غرفة ثوار ليبيا« أمس، وتعرضت العديد من المناطق والمزارع والمساكن فى المنطقة للقصف المتواصل، مما أودى بحياة 8 ليبيين، بينهم أطفال، وثلاثة عمال مصريين، وإصابة30شخصا، كما قتل 20 شخصا بينهم خمسة جنود من القوات الخاصة »الصاعقة« وأصيب آخرون فى هجوم انتحارى استهدف البوابة الرئيسية معسكر القوات الخاصة »الصاعقة« فى مدينة بنغازى الليبية. وذكر مصدر أمنى ليبى أن العمال المصريين الثلاثة سقطوا أثناء قصف حى مشروع الهضبة الزراعى جنوب العاصمة طرابلس من قبل كتائب تابعة للواء القعقاع بصواريخ جراد، مما أسفر عن إصابة مخزن يُقيمون به. فيما ذكر مصدر أمنى أن 8 قتلى و30 جريحاً سقطوا فى صفوف غرفة ثوار ليبيا جرّاء الاشتباكات التى دارت بمعسكر النقلية جنوب العاصمة طرابلس. يأتى ذلك فى الوقت الذى قالت فيه مصادر متطابقة إن الميليشيات المسلحة الموالية لجماعة الإخوان كثفت أمس من عمليات قصف مطار طرابلس الدولى بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، غير عابئة بالأصوات التى تعالت لوقف هذا القصف الذى وصف بالعشوائي. وشمل القصف بلدة »قصر بن غشير« المحاذية للمطار، حيث تساقطت العديد من القذائف على المنازل الآهلة بالسكان، مما دفع عميد بلديّتها محمد عبدالله، إلى توجيه نداء استغاثة إلى المجتمع الدولى للتدخل، وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1973الخاص بحماية المدنيين. وفى الوقت ذاته، تجددت المواجهات العنيفة بين القوات الموالية للواء خليفة حفتر، والميليشيات المسلحة التابعة لبعض التنظيمات التكفيرية، وخاصة تنظيم »أنصار الشريعة« المتمركز فى مدينة بنغازى بشرق ليبيا. وأشارت مصادر محلية ليبية إلى أن عناصر تنظيم »أنصار الشريعة« هاجمت مناطق متفرقة من مدينة بنغازى بالصواريخ، وذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن نتائج الانتخابات. ودفعت هذه التطورات القوات الموالية للواء حفتر الذى يقود عملية »كرامة ليبيا« منذ منتصف مايو الماضي، إلى الرد على مصادر القصف باستهدافها بالطائرات التى شنت عدة غارات جوية. وكان لافتا تزامن تجدد هذه الاشتباكات مع الإعلان عن نتائج الانتخابات، مما دفع العديد من الأوساط السياسية إلى القول إن جماعة الإخوان دخلت فى سباق مع الزمن للسيطرة على العاصمة طرابلس بهدف خلق موازين قوى جديدة تُمكّنها من تغيير قواعد المعادلة السياسية التى ستفرضها نتائج الانتخابات ، وفرض واقع جديد تستبق به بدء عمل البرلمان الليبى المنتخب، وبالتالى محاولة شل تحركاته وإفشال قراراته التشريعية المرتقبة التى لا تنسجم مع توجهاتها. وفى هذه الأثناء، دعت الحكومة الليبية الموقتة، فى بيان أمس، جميع الأطراف المتصارعة حول مطار طرابلس الدولى إلى الوقف الفورى للقتال، حفاظًا على سلامة المدنيين ومقدرات الشعب الليبي. كما أعلنت نخبة من أعيان مدينة مصراته ونشطاء المجتمع المدنى الليبى أمس عن مبادرة تهدف إلى إنهاء العنف بالعاصمة طرابلس والعمل على تأمينها وفق خطة والية واضحة المعالم.