للاستهلاك المحلي والضغط لتحقيق أهداف أخري أكثر منها رغبة حقيقية في الحرب بين شمال السودان وجنوبه جاءت تصريحات الرئيسين عمر البشير وسيلفا كير. الأول قال إن الأجواء الآن أقرب الي الحرب منها الي السلام, والثاني رد بأنه سيرسل أولاده الأربعة للمشاركة فيها اذا اندلعت وانه يأخذ تصريحات غريمه بجدية.ويؤيد هذا الرأي توقيع الطرفين اتفاقية عدم اعتداء واحترام متبادل للسيادة في أديس أبابا الجمعة الماضي, وان كانا لم يتفقا بعد علي حل لأي من القضايا الخلافية المعلقة. فجرح دارفور الذي ينزف منذ تسع سنوات وورم تمرد جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان الذي تضخم في الشهور الأخيرة وتردي حالة الاقتصاد تجعل الخرطوم تفكر ألف مرة قبل اعلان الحرب.وفي المقابل يردع جوبا عنها عدم قدرة جيشها الوليد علي خوض حرب نظامية تعلم مقدما أنها ستخسرها بالاضافة الي حالات التمرد المسلح والحروب الدموية بين القبائل التي تواجهها في أكثر من ولاية واحتياج البنية الأساسية شبه المنعدمة لكل دولار ينفق علي الحرب في بلد خزانته فارغة لاعتماده بنسبة97% علي عائدات تصدير البترول المتوقف هو الآخر بسبب الخلاف مع الشمال علي رسوم نقله عبر أنابيبه وموانيه. ومن غير المستبعد أن ينضم أهالي جبال النوبة والنيل الأزرق الي الجنوب في القتال رغم تبعيتهما للشمال بحكم الروابط الروحية والثقافية والعادات والتقاليد مع قبائل الجنوب الافريقية. ومن المرجح أن تحارب عندئذ حركات دارفورية متمردة مع الجنوب ضد الشمال أو تصعد هجماتها علي الأقل لتشتيت جهود جيشه وتخفيف ضغطه علي الجيش الجنوبي. وكذلك الميليشيات المتمردة في الجنوب لابد أنها ستحارب مع الجيش الشمالي لضمان الحصول علي دعمه بعد توقف الحرب. وبعد الدمار الهائل المتوقع أن تخلفه الحرب لن تحل الخلافات الا بالتفاوض.فهل تضع الولاياتالمتحدة ذات النفوذ علي جوبا يدها في يد الصين ذات التأثير علي الخرطوم للتوصل لاتفاق علي رسوم تصدير البترول كبداية لتحقيق انفراج يسمح بحل الخلافات الأخري حول الحدود وأبيي والديون والأرصدة ودعم التمرد في كل منهما لمنع اندفاع أحداهما الي المغامرة بالحرب في لحظة يأس؟ المزيد من أعمدة عطيه عيسوى