بين مخاطبة الروح، وإطلاقها فى الأفق لتسرح بعيداً عن الواقع، تأتى فكرة "الصوفية" التى استخدمت فى بعض أحداث دراما رمضان هذا العام، فالبعض منها جاء على الهامش وآخر كان له نصيب فى فرض مساحة أكبر له، ليكون الأكثر جاذبية وفضول للبحث والتعرف على هذا العالم. من بين هذه الأعمال مسلسل "تفاحة آدم" الذى ظهرت فيه مشاهد قليلة للتصوف ضمن أحداثه، قدمت من خلالها مطربة الاوبرا مروة ناجى والتى تشارك بتجربتها التمثيلية الأولى موشحا دينيا كان سبباً فى تعلق بطل العمل النصاب "آدم" بها ومراجعة نفسه بعد أن أحياه الله بعد وفاته، إضافة إلى مشاهد آخرى جمعت بين مظاهر التصوف وآخرى يستخدمها بعض "النصابين" كستار لهم. أما مسلسل "السبع وصايا" فهو عمل ذو طبيعة خاصة، يخاطب الضمير الإنسانى من ناحية، ويجعل من يتابعه لا يعرف المتوقع فى أحداثه المقبلة، ومنذ الحلقة الأولى أصبح المشاهد أكثر تعلقاً به نظراً للأشعار الصوفية التى وضعت فى أحداثه لمولانا جلال الدين الرومي، وأبن عربى ، ومزجت بألحان الموسيقار هشام نزيه إضافة إلى مشاهد آخرى يلجأ فيها أبطال العمل إلى زيارة الأضرحة. ورغم أن أحداث "السبع وصايا" ألمحت فقط إلى الشكل الصوفى من خلال الأشعار المستخدمة وبعض المظاهر مثل زيارة أبطالها للأضرحة، ولم تتطرق إلى هذا العالم بالتفصيل، فإن أحداث المسلسل لم تحظ برضاء أهل الصوفية، الذين قرروا كتابة عمل كامل عن الصوفية وأهلها، ومدى المشاكل التى يتعرضون لها بحسب ما أكد لنا الشيخ محمود التهامي. وأكد التهامى فى تصريحاته أنه لم يشاهد مسلسل "السبع وصايا" نظراً لضيق الوقت، لكن هناك رسائل كثيرة تشير إلى أن العمل يسىء للصوفية بما يدخل فيه من موضوعات تتعلق بالسحر والشعوذة، مشيراً إلى أن "الصوفية" هى مقام الإحسان وهى أسمى درجات الإيمان، لذلك لا يجوز أن يكون هناك دخول مثل هذه الموضوعات فيها. وأوضح التهامى أن الكتاب الذين يستخدموا الصوفية فى أعمالهم، يتعاملون دائماً على أن المشاهدين جميعهم يعرفون الكثير عنها بمعنى "أنهم بيحطوا السم فى العسل" بحسب وصفه، لذلك قررنا أن نقدم عملاً عن التصوف سيتم تصويره بالكامل فى الموالد، وأن قدم فيه نقداً ذاتياً لأنفسنا بمعنى أننا سنقدم مشاكلنا وطرق حلها، وقد بدأت فى كتابته بالفعل لعرضه فى العام المقبل. أما الشيخ عبد الهادى القصبي، رئيس مشايخ الطرق الصوفية، أكد هو الآخر أنه لم يشاهد الأعمال التى ظهرت فيها الصوفية هذا العام، مشيراً إلى أنه وصله كثير من غضب أهل العلم والتصوف من أحداث مسلسل "السبع وصايا"، وأن الكثيرين أكدوا له أن العمل به تجاوزات كثيرة خصوصاً أن هناك ذكرا لأولياء الله الصالحين. وأشار القصبى إلى أن الصوفية لها تعريفات عديدة من بينها الاجتهاد فى سبيل الله، والتحلى بالفضائل والسير على خطى الحبيب المصطفي، وأغلب الشعب المصرى لديه روح التصوف، وجميع الأشياء التى تشير إلى فكرة الشر الموجودة ضمن أحداث العمل يرفضها أهل العلم والدين لكون "الصوفية" منبع الخير ولا يوجد بها دعوة إلى الإيذاء ، لذلك لا يمكن تصويرها على أنها بها بعض الخرافات. كما أوضح القصبى أن أشعار الصوفية بشكل عام تدعو إلى التأمل فى ملكوت المولى، والعبودية والخضوع، وتدفق الخير. ومن جانبه، دعى محمد أمين راضي، مؤلف مسلسل "السبع وصايا"، أهل الصوفية إلى مشاهدة العمل أولاً، مؤكداً أن الأحداث ليس لها علاقة من قريب أو بعيد ب "الصوفية". وأشار راضى إلى أن العمل أبطاله جميعهم ليسوا صوفيين على الإطلاق، لكنهم يزورون فقط الأضرحة مثلهم مثل الصوفيين، موضحاً أن الاشتراك فى الفعل لا يعنى الانتماء لنفس الفصيل.