يبدو أن مشاهد التصوف كانت أكثر جاذبية هذا العام لصناع الدراما، فهناك أكثر من عمل بعضها تناول الصوفية في أحداثه وأفرد لها مساحة كبيرة، وأخرى مزجت في مشاهده. من بين هذه الأعمال مسلسل "السبع وصايا" والذي حقق نسب مشاهدة عالية ليس فقط لأحداث التي تتسم بالتشويق والغموض ولكن للطابع الصوفي الذي طغى على أحداثه بداية من أشعار جلال الدين الرومي، ومحيي الدين ابن عربي التي قدم بها تتر المسلسل مروراً بالأغاني الصوفية التي وضعت في الأحداث، بالإضافة إلى جانب التصوف الذي قدمه مؤلف العمل في حالة روحية بين كل بطل والعلاقة التي تجعله يلجأ إلى المساجد والأضرحة في أوقات الأزمات. ولعل تيمة الصوفية التي سيطرت على أحداث العمل تجعل الأذهان تذهب إلى غير المألوف، وإطلاق الفكر والروح دون التقييد والمعرفة بما هو قادم، بل أنه ساهم في تمييز شكل الغموض الذي تقدم به الأحداث. مسلسل " تفاحة آدم" للنجم خالد الصاوي، تظهر من خلاله الفنانة ناهد رشدي التي تجسد دور شقيقة ضابط كبير في الداخلية، حيث إنها مغرمة بمجال الشيوخ والدجالين، إلى أن تذهب إلى شيخة "مبروكة" تؤدي دورها حنان سليمان، وهو المشهد الذي تصطحب فيه أيضاً "هويدا" التي تعمل مع النصاب خالد الصاوي أو "آدم" كما بالأحداث لتحدث لها حالة تأمل وقراءة لواقعها بعد مشاهدتها للحضرة في منزل الشيخة. وإن كان هذا الشكل هو الأكثر ظهوراً في تاريخ الدراما المصرية، حيث سبق وتم تقديمه في العديد من الأعمال، وهو ما يمكن أن يتوقع معه المشاهد ما يمكن أن يحدث إلى شخصيات العمل فيما بعد، سواء بالتوبة أو القبض على أصحاب هذا النوع من الأعمال. وفي مشهد آخر، يظهر مسلسل "جبل الحلال" للنجم محمود عبد العزيز، الذي يجسده خلاله شخصية "أبو هيبة" فهو الرجل الذي يتاجر في السلاح ويدخل في صراعات مع المافيا التي تعمل بهذا المجال، وفي أحد المشاهد يذهب إلى المولد في الصعيد ويدخل في حلقة الذكر مرتدياً جلبابا أبيض، في مشهد يعبر عن حالة روحانية بينه وبين ربه يكمل بها "وصلة" حسابه مع ضميره ونفسه التي سيطرت عليه بعد أن ضرب بالنار مع بداية الأحداث.