شهدت أوكرانيا أمس معارك عنيفة وقصفا مدفعيا بين القوات الحكومية والانفصاليين فى مدينة دونيتسك، وشوهدت أعمدة الدخان وسمع دوى انفجارات قرب محطة القطارات الواقعة بوسط المدينة. وشهدت دونيتسك، قلب انتفاضة الموالين لروسيا ضد حكومة كييف، قصفا مدفعيا مكثفا فى منطقة محطة القطارات، وأغلق الانفصاليون شوارع الحى وتم إجلاء المدنيين على متن أوتوبيسات صغيرة للنقل المشترك، كما شوهدت مجموعات من السكان وهم يفرون سيرا على الأقدام. وأعلنت الإدارة البلدية أن النيران اندلعت فى متجر كبير قريب من المحطة، وأن مبنى من تسع طبقات تأثر أيضا بالحريق. ووجهت الإدارة نداء إلى سكان الحى الذى تقع فيه محطة القطارات تطلب منهم فيه عدم الخروج من منازلهم ، فى حين طلبت من السكان الآخرين عدم الاقتراب منه. وأكدت أن القوات الموالية دخلت إلى مدينة أفدييفكا التى يبلغ تعداد سكانها 35 ألف نسمة فى الضاحية الشمالية لدونيتسك. ومن جانبه، أشار سيرجى كفترادزه المسئول فى جمهورية دونيتسك الشعبية التى أعلنها الانفصاليون من طرف واحد إلى أن أربع دبابات وعربات مصفحة على الأقل تحاول الدخول إلى دونيتسك. وفى غضون ذلك، انتقد أرسينى ياتسينيوك رئيس الوزراء الأوكرانى إمداد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الانفصاليين الذى يقاتلون ضد كييف فى شرق أوكرانيا بالسلاح، وقال إن عليه أن يدرك أنه تمادى كثيرا. وقال ياتسينيوك إن الصراع ليس بين روسياوأوكرانيا بل هو نزاع دولى ، وأضاف أن بلاده مستعدة لتسليم مهمة تنسيق التحقيق فى تحطم طائرة الركاب الماليزية إلى شركائها الدوليين على الرغم من اقتناع كييف بأن من أسقط الطائرة هم »محترفون«. وفى موسكو، نفى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مسئولية بلاده عن سقوط الطائرة الماليزية فى أوكرانيا، محذرا من استغلال الحادث فى أغراض سياسية . وقال بوتين ، فى رسالة مسجلة عبر الفيديو :«لو لم يتم استئناف العمليات القتالية فى شرق أوكرانيا فى 28 يونيو الماضي، ما كانت هذه المأساة حدثت. وذكر أن الكرملين دعا كافة أطراف النزاع فى أوكرانيا أكثر من مرة إلى وقف الاشتباكات والجلوس على طاولة المفاوضات ، وقال بوتين - الذى كان يرتدى سترة داكنة اللون ورباط عنق أسود - إن «روسيا تبذل ما فى وسعها لتجاوز النزاع إلى الحوار عبر الطرق السلمية والدبلوماسية وحدها». وأعرب بوتين عن دعمه لمبادرة إشراك المنظمة الدولية للطيران المدنى فى التحقيقات حول أسباب سقوط الطائرة من طراز «إم إتش 17». وأضاف بوتين أن هناك بالفعل محققين من أوكرانيا وماليزيا متواجدون فى مكان الحادث بالقرب من منطقة جرابوفو شرق أوكرانيا، وقال: «لكن هذا لا يكفي». وفى لندن، طالب ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطانى أمس الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى بتشديد العقوبات المفروضة على موسكو، واتخاذ إجراءات عقابية بحق القطاع العسكرى من الاقتصاد الروسي. ومن المنتظر أن تدعو لندن اليوم خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى إلى فرض عقوبات على القطاع الدفاعى الروسى بأكمله«، وأيضا على الأشخاص والشركات التى تقدم دعما ماليا للانفصاليين المواليين لروسيا. وفى هذه الأثناء، كشف دبلوماسيون غربيون عن أن مجلس الأمن الدولى سيتبنى خلال ساعات قرارا يطالب الانفصاليين الموالين لروسيا بضمان وصول حر وآمن إلى موقع تحطم الطائرة الماليزية التى سقطت فى شرق أوكرانيا. ويطلب النص الذى اقترحته أستراليا وتشترك فى رعايته فرنسا من كل الدول والأطراف فى المنطقة وخاصة روسيا التعاون بشكل كامل فى »تحقيق دولى كامل ودقيق ومستقل«. كما يطالب النص أيضا »بوقف فورى لكل نشاط عسكرى بما فى ذلك من قبل المجموعات المسلحة فى المحيط المباشر لمكان سقوط الطائرة من أجل تسهيل التحقيق.