31 طعنًا على نتيجة ال 19 دائرة الملغاة ونظرها 15 ديسمبر    وزارة الزراعة: تحصين الماشية ب8.5 مليون جرعة ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع    غدًا.. فصل التيار الكهربائي عن 10 مناطق وقرى بكفر الشيخ    ترامب: سنرد على تنظيم «داعش» في سوريا إذا هاجمت قواتنا مجددًا    مصر تدعو إلى التهدئة والالتزام بمسار السلام في جمهورية الكونجو الديمقراطية    برشلونة يهزم أوساسونا في الدوري الإسباني    وزير الرياضة يشهد اليوم السبت ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية    شاهد| لحظة توزيع الجوائز على الفائزين في بطولة كأس العالم للبليارد الفرنسي    تفاصيل إعادة محاكمة 6 متهمين في قضية خلية المرج الإرهابية    النيابة تُجري معاينة تصويرية لإلقاء جثة طفلة داخل عقار بشبرا الخيمة| فيديو    عبلة كامل: ماعنديش صفحات على السوشيال ميديا.. وما يقال عني غير صحيح    محطات مضيئة في حياة حمدي الزامل.. «شهادة» الشيخ عبد الباسط و«سلسلة» أم كلثوم    وزارة الصحة: فيروس إنفلونزا H1N1 يسيطر على إصابات الشتاء بنسبة 60%    متحورات جديدة.. أم «نزلة برد»؟! |الفيروسات حيرت الناس.. والأطباء ينصحون بتجنب المضادات الحيوية    الرئيس الإندونيسي يؤكد توصيل مياه الشرب وإصلاح البنية التحتية لسكان المناطق المنكوبة بالفيضانات    منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية    الإسكان الاجتماعي الأخضر في مصر على طاولة منتدى الإسكان الحضري للدول العربية بالدوحة    ريهام أبو الحسن تحذر: غزة تواجه "كارثة إنسانية ممنهجة".. والمجتمع الدولي شريك بالصمت    ضبط 5370 عبوة أدوية بحوزة أحد الأشخاص بالإسكندرية    كثافات مرورية بسبب كسر ماسورة فى طريق الواحات الصحراوى    25 ألف جنيه غرامات فورية خلال حملات مواعيد الغلق بالإسكندرية    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح المفاوضات    توافق مصرى فرنسى على ضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية    الشناوي: محمد هنيدي فنان موهوب بالفطرة.. وهذا هو التحدي الذي يواجهه    من مسرح المنيا.. خالد جلال يؤكد: «مسرح مصر» أثر فني ممتد وليس مرحلة عابرة    "فلسطين 36" يفتتح أيام قرطاج السينمائية اليوم    يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن وتحديد عددٍ للقراءة    بروتوكول لجهاز تنمية المشروعات لنشر فكر العمل الحر وريادة الأعمال بين الشباب والمرأة    رئيس مجلس القضاء الأعلى يضع حجر أساس مسجد شهداء القضاة بالتجمع السادس    نوال مصطفى تكتب: صباح الأحد    توقف قلبه فجأة، نقابة أطباء الأسنان بالشرقية تنعى طبيبًا شابًا    مكتبة الإسكندرية تستضيف "الإسكندر الأكبر.. العودة إلى مصر"    القومي لذوي الإعاقة يحذر من النصب على ذوي الاحتياجات الخاصة    قائمة ريال مدريد - بدون أظهرة.. وعودة هاوسن لمواجهة ألافيس    برلماني أوكراني: البعد الإنساني وضغوط الحلفاء شرط أساسي لنجاح أي مفاوضات    الرسالة وصلت    موعد صرف معاشات يناير 2026 بعد زيادة يوليو.. وخطوات الاستعلام والقيمة الجديدة    إعلام عبرى: اغتيال رائد سعد جرى بموافقة مباشرة من نتنياهو دون إطلاع واشنطن    نائب محافظ الأقصر يزور أسرة مصابي وضحايا انهيار منزل الدير بمستشفى طيبة.. صور    جامعة أسيوط تنظم المائدة المستديرة الرابعة حول احتياجات سوق العمل.. الاثنين    «الجمارك» تبحث مع نظيرتها الكورية تطوير منظومة التجارة الإلكترونية وتبادل الخبرات التقنية    محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة الثانية والثلاثين للمسابقة العالمية للقرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى المنيا    لاعب بيراميدز يكشف ما أضافه يورتشيتش للفريق    بدء الصمت الانتخابي غدا فى 55 دائرة انتخابية من المرحلة الثانية لانتخابات النواب    كلية الدراسات الإفريقية تنظم ندوة عن العدالة التاريخية والتعويضات    وصفة الزبادي المنزلي بالنكهات الشتوية، بديل صحي للحلويات    محافظ أسيوط يفتتح المؤتمر السنوي الثالث لمستشفى الإيمان العام بنادي الاطباء    طلعات جوية أميركية مكثفة فوق ساحل فنزويلا    فيديو.. الأرصاد: عودة لسقوط الأمطار بشكل مؤثر على المناطق الساحلية غدا    إخلاء سبيل والدة المتهم بالاعتداء على معلم ب"مقص" في الإسماعيلية    محافظ أسيوط يقود مفاوضات استثمارية في الهند لتوطين صناعة خيوط التللي بالمحافظة    القضاء الإداري يؤجل دعوى الإفراج عن هدير عبد الرازق وفق العفو الرئاسي إلى 28 مارس    الأهلي يواجه الجيش الرواندي في نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة السلة للسيدات    مدرب الكاميرون المُقال: طالما لم يصدر قرارا من الرئاسة فأنا مستمر في منصبي.. وإيتو نرجسي    وزيرة التضامن الاجتماعي تلتقي رئيس الطائفة الإنجيلية ووفد من التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : ولازالت مصطبة عم السيد شاهدة ?!    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 13-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيد حجاب ل «الأهرام»:
رجال الأعمال الفاسدون يجب ان يدفعوا فاتورة فسادهم
نشر في الأهرام اليومي يوم 18 - 07 - 2014

سيد حجاب ، احد أكبر شعراء العامية فى مصر، و يعتبر بمثابة وجدان حقيقى للشعب المصري..بدأ فى كتابة وإلقاء الشعر منذ سنوات الطفولة المبكرة ، اهتم سيد حجاب بالمواطن البسيط ومشاكله وبقضايا الانسانية مثل الحق والعدالة فضلا على القضايا السياسية والوطنية
فهو من قال عن القاهرة .. الآسرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة ..
هنا القاهرة .. الزاهرة العاطرة الشاعرة النيرة الخيرة الطاهرة ..
هنا القاهرة .. الصابرة الساخرة القادرة المنذرة الثائرة الظافرة ..
هنا القاهرة .. صدى الهمس فى الزحمة والشوشرة ..
واقترن اسم سيد حجاب بكلاسيكيات الدراما المصرية وشكل ثنائيا تاريخيا مع الرائع اسامة أنور عكاشة من خلال العديد من الاعمال الدرامية التى مازالت فى ذاكرة من شاهدها بكل تفاصيلها مثل: ارابيسك وليالى الحلمية والعائلة وبوابة الحلوانى وغيرها كثير..
ومن منا ينسى كلماته الرائعة فى مقدمة مسلسل الوسية عندما تساءل: مين اللى قال الدنيا دى وسية ..فيها عبيد مناكيد وفيها السيد ؟ّ سوانا رب الناس سواسية ما حد فينا يزيد ولا يخس إيد.
شارك سيد حجاب فى العديد من الانشطة السياسية منذ شبابه حتى تبلورت خبرته ليكون احد اعضاء لجنة كتابة دستور جمهورية مصر العربية بعد ثورة 30 يونيه حيث كان عضوا بلجنة الحقوق والحريات، و فى حوار شيق وملهم تناولنا مع الشاعر الكبير سيد حجاب العديد من المحاور والقضايا التى تخص الشأن العام المصرى مثل، ارتفاع اسعار الوقود، وتقييمه للمرحلة الانتقالية، ورؤيته للمستقبل، ورأيه فى المصالحة والانتخابات البرلمانية المقبلة، وعن عزوفه عن المشاركة فى الدراما منذ عدة اعوام ورأيه فى الاعمال المطروحة على الساحة بالاضافة الى رايه فى قضية الإبداع... وإلى نص الحوار:

فى الذكرى الاولى لثورة 30 يونيه ما تقييمك لذلك العام الذى عقبها ؟
ارى ان هذا العام كان حلقة من حلقات الصراع بين قوى التغيير وقوى ما يسمى بالاستقرار او العودة للاستقرار، بالاضافة الى ذلك نشعر بالقلق كثيرا تجاه شكل العلاقة بين السلطة وبين رجال الاعمال فى المستقبل، فرجال الاعمال يحاولون دائما تطويع السلطة لمطالبهم ورغباتهم، وبدا ذلك اثناء معركة انتخابات الرئاسة ثم بدا مرة أخرى فى تلاعبهم فى البورصة وضغوطهم بعد صدور قرار الارباح الرأسمالية ومازال هذا واضحا فى تمرير مسألة الفحم بالشكل المطروح حاليا وذلك كاستخدامه فى الصناعات بديلا عن الطاقة الكهربية.
وبأمانة شديدة ادرك شرف ونبل مقاصد السيد رئيس الجمهورية ، لكن الطريق الى الجحيم مفروش بالنوايا الحسنة والطريق الى الجنة مفروش ايضا بالنوايا الحسنة،لذا فأنا أرجو ان يدعو السيد الرئيس الى مؤتمر اقتصادى عام يشارك فيه المصريون جميعا للتخطيط للمستقبل والا يترك التخطيط للمستقبل لرغبات رجال الاعمال.
بعد عام من رحيل الاخوان لماذا لاتزال هناك حالة من الانقسام فى الشارع السياسى المصرى ؟
اذا كان المقصود بالانقسام، هو الانقسام بين قوى الاسلام السياسى وبقية المجتمع فأظن ان هذا الانقسام ليست صحيحة تسميته بانقسام، فالأغلبية الكاسحة من الشعب المصرى ترفض اتجاهات الاسلام السياسي، لكن الانقسام الحقيقى الذى نعيشه الان هو انقسام بين قوى رجعية يمينية رأسمالية تسعى لاستعادة النظام القديم بتحسينات وبين قوى التغيير فى المجتمع المصرى وهى ايضا القوى الاكبر والكاسحة بالفعل، لكن حتى الآن لم تحسم المعركة لصالحها، ويمكن ان نسمى ذلك تناقضا بين صفوف من شاركوا فى الموجه الثانية فى 30 يونيه، ففى الموجة الاولى فى 25 يناير كانت كاسحة فى رفض النظام القديم ، واثناء حكم الاخوان اعلن الاخوان الحرب على المجتمع بكامله وعلى هيئات الدولة وفى عدائها تجاه تلك الهيئات انتفضت بعض قوى الدولة العميقة وشاركت فى 30 يونيه، وهى الان تطالب بنصيبها فى الكعكة على اساس مشاركتها بنفى صفة الثورية عن 25 يناير واتهام الثوار بأنهم متآمرون وان ثورة 25 يناير كانت كلها مؤامرة، وهذا يعنى عدم ادراك الحقيقة الواضحة والجلية ان الشعب المصرى بكامله هو الذى انتفض وثار فى 25 يناير.
هل ترى ان هناك مجالا لعمل مصالحة شاملة بين كل الاطراف المختلفة فى الوقت الحالى ؟
علمتنا تجارب الشعوب القريبة جدا، أن المصالحة لا تتم الا عبر المصارحة والاعتراف بإجراءات العدالة الاجتماعية ومادامت لم تحدث هذه الخطوات فالمصالحة هى مناورة لاستعادة المواقع القديمة للقوى القديمة ، ومن المؤكد انه مطلوب جدا ان يتصالح المجتمع مع نفسه وهذه المصالحة تأتى بعد ان يتصارح بالأخطاء وان يحاسب من أخطأ وان يصالح اهل المصابين او الضحايا والجانى يعاقب وبعد كل ذلك يمكن ان تكون هناك مصالحة وغير ذلك يكون تضميداً للجراح على غير طهارة.
متى تتوقع أن تنتهى ظاهرة الاستهداف المستمرة لرجال الأمن ؟
لا شك ان الشعب المصرى كله متعاطف مع كل الشهداء وكل المصابين من كل ابنائه ، سواء من الاهالى او من اجهزة الشرطة والجيش لكن أعتقد ان جزءا اساسيا فى هذه الاخطاء التى تحدث نابع من اننا مازلنا نتصور ان حل مشكلة الامن ينبغى ان يكون على حساب الحقوق والحريات، وهذا يعنى ان الشرطة مازالت تدار بعقل قديم.،
ما تقييمك للدستور الحالى لمصر وماذا كنت تتمنى ان تضيف اليه ؟
الدولة لا تعمل بهذا الدستور بعد، والمطلوب تفعيل هذا الدستور من خلال مجلس النواب المقبل ،والذى حدث ان الشعب المصرى ارتضى وصوت وهذا اول دستور يتأسس على توافق مجتمعى فى مصر،فكل الدساتير منذ عام 1982 وحتى دستور 2014 كانت دساتير تعبر عن ارادة الحاكم ، اما دستور 2014 فكان اول دستور يتحقق فيه توافق مجتمعى ، صحيح ان التمثيل المجتمعى كان منقوصا الى حد ما من حيث نسبة تمثيل المرأة والشباب والاقباط وفى المقابل نسبة تمثيل القوى السياسية كانت اكثر مما تستحق ، وبرغم هذا كانت تعكس قدرا عاليا من التوافق المجتمعى واظنها وصلت الى النقاط التى ترضى جميع فئات المجتمع ، واهم ما فى هذا الدستور من وجهة نظرى ان مواد الحقوق والحريات والتى تشرفت بصياغتها اردنا ان نوصل رسالة اننا مهمومون بحقوق المرأة وحقوق الشباب وحقوق كل المهمشين، واظن مواد الحقوق والحريات التى صدرت عن اللجنة التى شاركت فيها هى من ارقى المواد فى دستورنا.
يبقى الان ان نتوافق على اختيار مجلس شعب يمثل بالفعل الشعب المصرى بحيث يحول منظومة او ترسانة القوانين المتهالكة المرتبكة ويعاد النظر فيها لكى تتسق مع مواد الدستور ، وهناك مواد مبتكرة فى دستورنا وانا ارى انها بنت ثورتى 25 يناير و30 يونيه مثل المادة التى تجيزلرئيس الجمهورية حل مجلس الشعب بالعودة الى الاستفتاء الشعبى او تجيز لمجلس الشعب سحب الثقة من رئيس الجمهورية بالعودة الى الاستفتاء الشعبي، هذا تقنين لنوع من الديموقراطية المباشرة التى اكتسح بها الشعب فى 25 يناير و30 يونيه ديموقراطية التمثيل الزائفة السابقة.
وهناك مواد انا شخصيا كنت غير موافق عليها وحاولنا تغييرها مثل مادة محاكمة المدنيين امام المحاكم العسكرية ، فكان يجب ان تكون هذه المادة انتقالية وان تكون المادة الدائمة ان يحاكم المدنيون فى القضايا التى تخص القوات المسلحة امام محاكم خاصة خاضعة لولاية القضاء المصرى لا للقضاء العسكرى لكن نتيجة المواءمات القائمة تم اقرار هذه المادة بهذا الشكل ، لكن بداخل الدستور امكانية التغيير اذا تغير الواقع الاجتماعى .
هل لديك مخاوف من أن تدار الانتخابات البرلمانية المقبلة كيفما كان يحدث قبل 25 يناير ؟
انا فى الحقيقة مع معظم الاحزاب المصرية التى تطالب بتغيير قانون الانتخاب بصيغته القائمة ، لكن للاسف الشديد الحجة التى تقال دائما ان الشعب اعتاد على ذلك، هذه العادة اسفرت دائما عن مجالس تمثيلها للشعب المصرى زائف جدا ومزور وبالتالى كان يجب ان نجد طريقا مختلفا للتأسيس لحياة نيابية مختلفة .
وحتى فى اطار هذا القانون اظن ان الشعب المصرى دخل مدرسة تعلم السياسة والديموقراطية خلال الثلاثة اعوام الماضية ، فنجد انه فى جميع الانتخابات الماضية لم ينجح احد من الحزب الوطنى ، بمعنى ان الشعب المصرى عزلهم حتى دون ان يصدر قرار بالعزل السياسي، واظن ان هذا الفرز متجه الان الى ممثلى قوى الاسلام السياسى وان نسبة ال20% التى حصل عليها السلفيون فى الانتخابات الماضية لن تتكرر من جديد .
واظن من الصعب انتاج مجالس الشعب القديمة فى الانتخابات القادمة ويكاد يكون مستحيلا، ولكن قد يفلت عنصر من عناصر الجماعات الاسلامية تحت اسم اخر او عنصر من النظام السابق ، لكن انا شديد الثقة فى قدرة هذا الشعب فى الفرز واختيار نوابه.
ما تعليقك على الارتفاع الأخير فى اسعار الوقود والطاقة ؟
من المؤكد اننا نمر بضغط اقتصادى شديد، لكننى اندهشت بشدة لصدور هذه القرارات بهذه الصيغة فى هذا التوقيت بشكل كفيل برفع الاسعار وضياع اى زيادة محتملة فى المرتبات، فهناك بلاد اخرى قامت بحل هذه المشكلة باستبدال الدعم النقدي بالدعم العيني مثل البرازيل ويصل الى الفقراء بالفعل.
كان ينبغى ان تسبق هذا القرار قرارات تؤكد للشعب الحرص على العدالة الاجتماعية وقرارات متعلقة بترشيد الإنفاق على صناعات كثيفة الطاقة قبل ان نلجأ الى مثل هذا الإجراء، أظن اننا نمر بمرحلة صعبة الان هذه المرحلة أجمع خلالها الشعب المصرى على ضرورة استعادة الدولة فى 30 يونيه وفى 3 يوليو، وهذه هى المعركة الاساسية التى نخوضها الان.
هل ترى ان على رجال الأعمال القيام بدور أكثر جدية فى هذه الظروف ؟
منذ اعوام طويلة قال الدكتور اسماعيل صبرى عبدالله -الخبير الاقتصادي-: إن من يطلق عليهم رجال اعمال عندنا ليسوا رجال اعمال هم رجال مال فى الاساس، هم لا يضيفون للمنتج القومى شيئا لكنهم يستثمرون العمل الاجتماعى فى اكتناز ثروات خاصة، ينبغى ان يدفعوا فاتورة الفساد الذى اثروا من خلاله ، وينبغى ان يدركوا جيدا ان العودة لنظام مبارك كفيلة بنهاية مصر وخروجها من الجغرافيا والتاريخ معا، قام الشعب المصرى بثورة فى موجتين عظيمتين 25 يناير و30 يونيه ، وكانتا ثورتين على النظام الذى جرف مصر وحول اقتصادها المنتج، ذلك الاقتصاد الذى كان فى السنوات الاربعين الاخيرة اقتصاداً انتاجيا فى الزراعة والصناعة حتى تحول الاقتصاد المصرى الى اقتصاد ريعى يعتمد اساسا على العائدات القادمة من تحويلات المصريين بالخارج وعلى ايرادات قناة السويس وعلى مشاريع التنمية التى قامت بعمل نوع من النمو الرأسمالى لكنها لم تقم بعمل تنمية اجتماعية فى المقابل، اظن ان هؤلاء رجال الاعمال الذين اثروا من الفساد والذين وصلوا بمصر الى اعلى معدل بطالة والى اعلى معدل عنوسة، عليهم ان يفهموا ان فهمهم ونظامهم وطريقتهم فى الحياة هى التى اوصلتنا الى هذه الحالة من الانحدار والتى ثار عليها الشعب فى 25 ينايرو30 يونيه .
بعيدا عن السياسة لماذا لا نرى سيد حجاب فى الدراما التليفزيونية منذ فترة ؟
اولا بسبب انشغالى بالسياسة الى حد كبير منذ قيام ثورة 25 يناير، ومن ناحية اخرى فقد فقدت كثيرا من رفاقى الذين كنا نتزامل معاً فى الحلم فى الدراما التليفزيونية مثل اسامة انور عكاشة وعمار الشريعى واسماعيل عبد الحافظ وابراهيم الصحن وبالتالى نحن الان فى مرحلة انتقالية وانا اعتقد ان الاجهزة الحكومية لم تعد قادرة ان تنتج كالسابق حيث تعانى من ازمة حقيقية والمنتج الخاص مرتبك وغير مدرك ان المزاج متغير فى اتجاه وبالتالى نرى هذا الشكل من الكوتشينة فى محاولات مختلفة فى الدراما ، وهذا التردى الشديد فى الدراما التليفزيونية فى السنوات الثلاث الاخيرة، فالمنتج لا يدرك اتجاه المزاج العام ولا يعرف كيف يرضيه ، فى الوقت نفسه هناك جيل جديد وصل الى الساحة من المبدعين من كتاب ومخرجين وكثير من نجوم الصدفة ،ففعلا الحال الانتاجى مرتبك بشكل عام وانا بشكل شخصى افتقد كثيرا أبناء جيلى ربما اعود بشكل مختلف فى زمن قادم ، لكنى حتى الان انا بعيد عن هذا المجال .
كيف ترى حرية الإبداع وما تعليقك على القرار الخاص برفع فيلم حلاوة روح من قاعات العرض؟
فى الدستور الجديد ، حرية الابداع والخلق والابتكار والبحث العلمى مكفولة للجميع ، حيث ان كل الحريات مطلقة لا ينبغى ان يتحكم فيها جهاز تنفيذى ، وانما ينبغى ان يتم نوع من المراقبة المجتمعية من خلال منظمات المجتمع المدنى مثل النقابات والهيئات وهذه هى الجهات المنوط بها فعلا ، واظن ما حدث يعكس ارتباكاً للجهاز التنفيذى حيث لا يحسن النظر فى الاعمال وهى مقدمة اليه على الورق وبالتالى يحاول تدارك هذا الخطأ بخطأ اكثر فداحة وهو المنع والذى يؤدى بالضرورة الى الشيوع والرواج والانتشار اكثر.
بشكل عام اظن اننا فى مرحلة انتقالية بها فكر قديم ومزاج قديم ينسحب من الساحة ومزاج ورغبات جديدة تولد بما يوحى اننا فى الطريق الى ثورة ثقافية حقيقية تغير العقل العام المصرى وتوفق بين حريات وحقوق المبدعين وحقوق المجتمع.
وهناك نموذج بالغ السوء عن مسلسل سراى عابدين، هذا المسلسل المشبوه عن سراى عابدين ، يدهشنى جدا اهتمام بعض الدول بتشويه الاسرة العلوية المصرية ولا ادرك ولا اعرف هل هذه تصفية حسابات قديمة ضد محمد على فى ابنائه ام هو عداء للدولة المصرية الحديثة التى اسسها محمد على ، ان هذا المسلسل الذى يسئ ابلغ الاساءة الى التاريخ المصرى والى الخديوى اسماعيل المفترى عليه منذ زمن بعيد، فمن المدهش جدا ان يهتم بإنتاج من دول اخرى غير مصر تعبث بتاريخنا وشخصياتنا التى مهما كان لنا من انتقادات لها الا انها والخديوى اسماعيل بالتحديد احد البناة العظام لتاريخنا الحديث ، وهو ليس له علاقة بالتاريخ هو عبارة عن استلهام باهت و سخيف لمسلسل انجليزى اسمه «داونتون آبي» بالاضافة الى المسلسل التركى الشهير «حريم السلطان» ، هناك شخصيات مسروقة من المسلسل الانجليزى مثل الطباخ الأعمى وقصص المناورات الحريمية كلها مأخوذة من حريم السلطان وهكذا ، فهذا مسلسل ملفق لا يقصد به دراما او حق او خير ولا انصاف من يستحق الانصاف من شخصياتنا التاريخية.
قد يبدو سؤالا بديهيا ولكن مع اختلاف المعايير وتضارب المنطق ..قد يكون مهما أن أسألك:ما هدف الدراما الحقيقى الذى تاه هذه الايام ؟
ببساطة:هدف الدراما بدءا من الاغريق عند ارسطو هو التطهير ، ان يعايش الانسان العواطف والمشاعر لشخصيات العمل الدرامى ومن خلال توحده مع هذه الشخصيات يتخلص من فائض المشاعر والعواطف التى بداخله، كان هذا هو الهدف من ايام ارسطو .
فى الازمنة الحديثة وصل الامر الى التحييد البريختى لاكتشاف الاستثناء داخل القاعدة وتحكيم العقل ووصل اليوم الهدف من الدراما المشاركة والتنوير من خلال المشاركة الفعالة...وبشكل عام ، المبدع الحقيقى يستهدف إعلاء قيم الحق والخير والجمال ، ونحن فى عالم لا تكتمل فيه الاشياء.. عالم ينقصه الحق والخير والجمال، وبالتالى المبدع الحقيقى يرى الجنة فى المقبل لا فى الماضى ، يرى الراحة والرضا فى المستقبل، والمستقبل هناك حتمية تحكمه، ان التقدم مؤكد مهما تعرجت المسارات فالتقدم الانسانى يقينى ، هذا هو القضاء الانساني، والقضاء تغير مفهومه منذ زمن فكان زمان يسمى القضاء والقدر ومنذ العصر الحديث ظهرت فكرة السببية وان الانسان خيّر وحر بطبيعته وقادر على تقرير مصيره بنفسه، فالحياة الانسانية عبارة عن خليط بين المقدر لنا وما نفعله بعقولنا وحياتنا ، فالقضاء هنا هو الحق والعدالة والخير.
كيف ترى مستقبل مصر القريب ؟
ارى ان مستقبل الشعب المصرى ومصر أن هناك مصرجديدة قادمة لا محالة سيؤسسها هذا الشعب الذى طرح سؤال التاريخ فى 25 يناير وخدع فثار من جديد فى 30 يونيه ولن يخدع مرة اخرى .
أنا اخشى على المرحلة القريبة من ان ينجح من يسمون برجال المال والاعمال فى الالتفاف على مكاسب هذه الثورة واعادة النظام القديم وادرك ان شعبنا المصرى واع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.