جاء قرار الدكتور إبراهيم محلب رئيس الوزراء بنقل المكاتب الإدارية والوزارات من قلب القاهرة ، وإنشاء عاصمة إدارية جديدة لمصر علي طريق السويس الصحراوي ردود أفعال إيجابية لقدرته علي تقليل الازدحام داخل المحاور الرئيسية في شوارع العاصمة. في البداية تقول د. عليا عبد المنعم المهدي عميد كلية الإقتصاد والعلوم السياسية السابق إن قرار إنشاء عاصمة إدارية للقاهرة سيقضي علي مشاكل كثيرة منها التكدس المروري في قلب العاصمة ، كما أنه يساعد علي تخفيف توافد المواطنين علي الوزارات والهيئات الحكومية الأمر الذي يعمل علي دينامكية العمل وتسهيل حركة الجمهور. وأضافت أن الفكرة إيجابية وتخدم المواطنين علي مستوي العاصمة ، لأن ازدحام العاصمة بكل شيء يحرم المواطنين من الإستفادة بجمالها ، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن معظم موظفي الدولة لا يمتلكون وحدات سكنية في المكان الجديد الذي سيتم النقل إليه لذلك لا بد من توفير أماكن إقامة للموظفين مع أسرهم .وأوضحت العميدة السابقة لكلية الإقتصاد والعلوم السياسية أن الوضع الحالي للعاصمة خطير جدا ، من حيث تكدسها بالمواطنين والسيارات والمصانع والمصالح والمؤسسات التعليمية، بما يستوجب ضرورة البدء في إنشاء قطب عمراني عملاق ليكون عاصمة جديدة للوطن لكي تسحب كل هذا التكدس خارج القاهرةوأشارت إلي أن وجود المؤسسات الحكومية والعامة والخاصة بداخل العاصمة أسهم في حالة من عدم التوازن بين السكان والمساحة حيث أدي إلي ظهور مشاكل عديدة تستدعي حلولا جذرية لها ومن بينها إنشاء عاصمة إدارية أخري للبلاد.وشددت علي ضرورة البدء من الآن لحل مشاكل العاصمة أهمها المرور والتكدس والتلوث والتشوه المعماري والعشوائيات . ويري اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والإستراتيجي أن هذه الفكرة طرحت في العقود الماضية ، وأثير هذا الموضوع منذ فترة طويلة من خلال حكومات متعاقبة ، وللأسف لم تستطع أي حكومة تنفيذ هذا المشروع علي أرض الواقع . وأبدي سيف الليزل استغرابه من توقيت طرح الفكرة في ظل حالة التقشف وقلة موارد الدولة ، خاصة أن المشروع سيحتاج إلي مبالغ مالية ضخمة وإمكانيات هائلة ، ومؤكدا أن هناك أولويات أكثر أهمية من إنشاء عاصمة جديدة . وأضاف هذا المشروع مكلف جدا ، في الوقت الذي تحتاج الدولة إلي مواجهة مشاكل أكثر أولوية وأهمية من إنشاء العاصمة الجديدة ، فإذا كانت هناك موارد للدولة فتضعها في مشروعات أكثر أهمية تسهم في حل مشاكل حيوية للمواطن مثل انقطاع الكهرباء، الإهتمام بالعشوائيات ، تطوير شبكات الصرف الصحي ، تحسين الخدمات الطبية في المستشفيات ، والإرتقاء بمنظومة التأمين الصحي وتوفير الدواء لكل مواطن . ويعلق د. أسامة عقيل أستاذ الطرق بهندسة عين شمس علي الفكرة بأنها إيجابية ولكنها لن تسهم في حل الأزمة المرورية بشكل نهائي ، لأن المشروع عبارة عن نقل مبان حكومية تضم بعض الوزارات والدواوين علي طريق السويس الصحراوي، وهذا سيكون له تأثير علي تخفيف حدة الزحام ويسهل على الجهات الحكومية أن تتحرك بعيدا عن قلب العاصمة . وعلق أحمد موافي الخبير الأمني أن إنشاء عاصمة جديدة علي أطراف العاصمة سيعمل علي الاستفادة من الامتداد العمراني والصحراء المترامية ، حيث يتوقع مساهمة ذلك في تقليل الحركة من قلب العاصمة ، واستغلال النواحي التجارية والاستثمارية في جذب مستثمرين جدد إلي جانب تخفيف الضغط علي المحاور الرئيسية التي يتركز فيها العمران كما تسهم في تقليل الزحف علي الأراضي الزراعية بالمحافظات الملاصقة للقاهرة التي فقدت أكثر من 20 ألف فدان خلال العشرين عاما الماضية .