شهر رمضان في غزة يختلف عن باقى الأقطار العربية والإسلامية فلم يعد شهر الأمان والسكينة بفعل المجازر الإسرائيلية المستمرة خلال الشهر الكريم على مدى سنوات عديدة فالاحتلال يستهدف منازل الغزاوية بالصواريخ والطيران الحربى خاصة عندما تجتمع الاسر على موائد السحور والافطار و حتى اثناء أدائهم لصلاة الفجر والقيام لتسقط بيوت الله على رؤوس المصليين ليقتل اهل غزة وهم ساجدون لله ورغم الاستهدافات المتكررة للمواطنين، إلا أن ذلك لم يمنعهم من أداء صلواتهم الخمس في المسجد. وهناك المئات من القصص الإنسانية التي كتبت بدم الشهداء منها .. عروس غزة الشهيدة "أسيل المصري".. التي كانت تنتظر انتهاء شهر رمضان الكريم لتحتفل بزواجها، لكن مسار حياتها سرعان ما تغير، بفعل العدوان الإسرائيلي فبدلا من ان تزف الى عريسها زفت إلى قبرها لتُوارى الثرى وتتبدد أحلامها في الحياة الكريمة والأسرة السعيدة. هذه ليست الأولى التي تشن فيها إسرائيل حربها على الأراضي الفلسطينية في شهر رمضان المبارك فهو مسلسل سنوي يبدأ بقيام حركة حماس بألقاء الصواريخ و القذائف البدائية نحو إسرائيل والتي بلغت 800 صاروخ دون ان تصيب إسرائيلي واحد بأذى وترد إسرائيل بالإبادة الجماعية لألاف المدنيين الأمنيين من الفلسطينيين في غزة بترساناتها الضخمة فقد شنت المقاتلات الإسرائيلية 1400 غارة جوية على أهداف مدنية وقتلت عائلات بأكملها ودمرت 171 منزلا لترتفع حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة إلى 172 شهيدا،70 في المائة منهم من المدنيين بينهم 36 طفلا، و26 امرأة، وهو ما يشكل ثلث القتلى، بالإضافة إلى 9 مسنين أما عدد جرحى الغارات الإسرائيلية فقد تجاوز 1200 جريح، من بينهم 300 طفل، و200 امرأة وفتاة. فضلا عن تضرر مئات المنازل الأخرى يشكل جزئي وتشريد المئات منهم بعد ان تهدمت منازلهم ليعيشوا في العراء وهذه الأرقام السابقة تعنى ان حماس تمنح الشرعية للمذابح الإسرائيلية وتعطى المبرر لقوات الاحتلال بأفعالها غير المسئولة لتساهم بذلك في عملية إبادة شعبها لتصبح هى القاتل الحقيقي هو من امر بأطلاق الصواريخ نحو إسرائيل ؟ رغم انه يعلم تماما ان القاء هذه الصواريخ على إسرائيل لن يكون له اى مكاسب سياسية للشعب الفلسطيني وانما وراءها مكاسب شخصية لبارونات حماس و خدمة لإسرائيل التي يصورها الاعلام الغربى بانها تدافع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطينى لمزيد من مقالات نبيل السجينى