إذا كان هناك هاجس من قطع الكهرباء وتأثيره أمنيا على حياة الناس والمنطقة المنقطعة عنها، فإن هاجس الخوف لدى الناس من الانقطاع فاق هذا الهاجس الأمني، فكيف يتصرف الشخص إذا انقطعت الكهرباء وهو فى المصعد مثلا؟ الكل فى مصر بات يحلم بعدم انقطاع الكهرباء، وإذا لم يكن هناك حل قريب لها، فعلى الأقل أن تعرف الناس مواعيد هذا الانقطاع كما يحدث فى بعض البلدان0 من جانبه قام المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية برفع دعوى إلى مجلس الدولة يطالب فيها بإلزام الدولة بوضع توقيتات محددة لانقطاع الكهرباء حيث وجد المركز أنه مع بداية دخول فصل الصيف تنتاب المواطن حالة من الهلع والقلق الشديد بسبب الانقطاع المتكرر والمفاجئ للكهرباء ولأوقات طويلة , وقد لاقت الدعوى استجابة من مجلس الدولة، تمثلت فى تقرير مهم صادر عن هيئة المفوضين بمحكمة القضاء الإدارى أوصت فيه بأحقية المستهلك فى معرفة أماكن وتوقيتات قطع التيار الكهربائى ، وإعلان جدول يوضح سياسة تخفيف الأحمال بالمواعيد والأماكن المتطلبة لذلك وإلزام جهة الإدارة بالمصروفات . بدورها قامت «تحقيقات الأهرام» بسؤال وزير الكهرباء د. محمد شاكر، للرد على هذا التقرير، فقال: إن هناك صعوبة فى تحديد توقيتات انقطاع الكهرباء، لسببين : الأول: هو الهاجس الأمني، حيث يمثل وجود توقيتات فى أماكن بعينها فرصة لحدوث اختراقات أمنية، وفرصة للنهب والسرقة، بينما السبب الثانى مرتبط بارتفاع الأحمال إلى حدودها القصوي، وليس هوى الوزارة فى أن تقطع، فيكون القرار هو تخفيف الأحمال، بقطع الكهرباء فترة من الوقت، وأشار الوزير إلى أنه حتى نتغلب على مشكلة الانقطاعات، فدائما ما تناشد الوزارة المواطنين أن يقوموا بترشيد استهلاكهم، فالانقطاع الآن لا يفرق بين منطقة غنية أو فقيرة، حتى بيت وزير الكهرباء لم يسلم من الانقطاع نتيجة وصول الأحمال إلى ذروتها. ويرجع الوزير الانقطاعات المتكررة إلى الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة يقابله نقص فى الغاز كل ذلك يؤثر فى أداء المحطات، إضافة إلى وجود نقص حاد فى الإمكانات. ويرى أننا من الممكن أن نعرف ما هى المناطق التى زادت فيها الأحمال وتخطت الحدود القصوي، ومن هنا نستطيع أن نؤكد أن هذه المنطقة سوف يتم تخفيف الأحمال فيها ، وأننا لو استطعنا أن نقوم بترشيد الاستهلاك بنسبة 20% فلن نجد انقطاعا للكهرباء. فكرة غير منطقية المهندس حسنى أحمد من ائتلاف مهندسى الكهرباء يرفض تماما فكرة تحديد توقيتات لانقطاع الكهرباء، مؤكدا أن المختص فى مركز التحكم حينما يرى وصول منطقة ما إلى الحدود القصوى فيضطر الى أن يبلغ المسئولين عن محطة تلك المنطقة بقطع التيار،فتحديد توقيت يعنى ظلما للسكان، إذ من الممكن أن تتحسن الشبكة بعد نصف ساعة، والمحدد سلفا كان ساعتين، إذن والكلام للمهندس حسنى ، فإن فكرة التحديد أو الإلزام بالتحديد هى فكرة غير عملية وغير منطقية، والأزمة نحن نعيشها منذ سنوات، ولكن هى أفضل هذا الصيف من فصول الصيف الماضية.