مزيج من المشاعر عبر عنها الشارع الارجنتينى بعد انهيار حلم الفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثالثة بعد الخسارة أمام ألمانيا صفر/1 فى الوقت الاضافى من المباراة النهائية لمونديال البرازيل، جمع بين الحزن على لقب مهدور والفرحة بمركز ثان والغضب الذى ترجم أعمال شغب. وكان عشرات الآلاف من المشجعين تدفقوا الى ساحة «بلازا دى لا ريبوبليكا» حيث مسلة بوينس آيرس التاريخية، وهو المكان الرمزى للاحتفالات الكبرى فى الارجنتين، ملوحين بعلم البلاد ومطلقين الألعاب النارية وهتافات تشيد بالنجم ليونيل ميسى ورفاقه، وعلى رغم الخسارة أمام ألمانيا وفقدان الحلم بلقب ثالث، استمر الشبان الأرجنتينيون بالاحتفال، وتسلق بعضهم أعمدة الإشارات الضوئية فى الشوارع ورقص البعض الآخر على وقع الطبول. غير أن ساعات الفرح ومظاهر الاحتفال لم تمر على خير، بعدما قام عشرات المشجعين المتشددين المعروفين بتسمية "بارا برافاس" برمى الحجارة على شرطة مكافحة الشغب التى ردت بإطلاق أعيرة مطاطية والغاز المسيل للدموع ولجأت الى خراطيم المياه لتفريقهم. واضطرت أسر برفقتها أولاد الى اتخاذ مأوى فى بعض المطاعم وردهات الفنادق المجاورة هربا من المواجهات ومن الغاز المسيل للدموع الذى ملأ المنطقة. وقد عمد المشاغبون الى تكسير واجهات المحال التجارية ومحطات انتظار الحافلات، إضافة الى إشعالهم النيران فى مستوعبات النفايات ومحاولاتهم المتكررة لاستفزاز الشرطة. واستغل عدد من اللصوص الفوضى العارمة لسرقة ما فى وسعهم من ممتلكات تجارية شملت كراسى وطاولات من بعض المطاعم. وقد أدت المواجهات الى جرح ثمانية عناصر من الشرطة فى مقابل توقيف 50 شخصا. وبحلول منتصف الليل بالتوقيت المحلى كانت الشرطة قد أخلت الطرق ليعود الهدوء الى وسط المدينة. جاءت أعمال الشغب مناقضة للأجواء الاحتفالية بمركز الوصافة فى مختلف أنحاء البلاد على رغم مرارة عدم الفوز بلقب عالمى ثالث. هذه المرارة عكستها آراء جزء من الشارع الأرجنتيني، بين من اعتبر أن "المنتخب أضاع فرصة الثأر (بعدما كانت الأرجنتين خسرت أمام ألمانياالغربية صفر/1 فى نهائى 1990)"، بحسب ليوناردو باريديس ابن ال27 عاما. أما مارتن راميريز (20 عاما)، فلم يكن حتى قد ولد يوم خسارة الأرجنتين نهائى 1990، أو يوم أحرزت لقبها العالمى الثانى فى العام 1986 بقيادة دييجو مارادونا، وهو وصف نتيجة المباراة النهائية لمونديال البرازيل ب"القاسية"، وقال: ظننت أنى سأشهد للمرة الأولى فوزنا بلقب أبطال العالم. وعند إطلاق صفارة النهاية التى أعلنت فوز ألمانيا بلقبها العالمى الرابع، حيا 50 ألف مشجع كانوا محتشدين فى ساحة سان مارتين فى العاصمة لمتابعة المباراة على شاشة عملاقة، ميسى ولاعبى الفريق، ووجدوا عزاء بواقعة أنهم قدموا أداء أفضل من خصمهم التقليدى البرازيل الذى خسر فى مواجهة الألمان 1/7.