فيما تتواصل الضغوط السياسية العربية ضد النظام السوري, استمر الجيش النظامي في حملته العسكرية علي مدينة حمص وسط البلاد مما أسفر عن مقتل مالا يقل عن10 أشخاص بينهم سيدة في العقد الخامس من عمرها. وقال نشطاء سوريون ان القوات السورية قصفت بشكل مكثف بالدبابات والصواريخ احياء المدينة لإخماد انتفاضة شعبية تطالب برحيله. وقال النشطاء إن من بين القتلي امرأة تبلغ من العمر55 عاما, قتلت جراء القصف الذي اصاب مبني تعيش فيه بحي بابا عمرو. ويشهد مقرالامانة العامة للجامعة العربية اليوم اجتماعين وزاريين متتاليين لحسم المواقف العربية تجاه الازمة السورية في ضوء تصاعد عمليات العنف من قبل قوات الجيش والأمن ضد المتظاهرين ولتحديد الخطوات المقبلة. وتعقد اللجنة العربية الوزارية المعنية بالأزمة السورية برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيةالقطريالاجتماع الثاني والذي سيتم خلاله اجراء تقييم شامل لأداء بعثة مراقبي الجامعة العربية, وتداعيات الفيتو الروسي والصيني الذي أجهض مشروع القرار العربي أمام مجلس الامن مؤخرا ثم بلورة قرارات محددة سيتم إحالتها الي الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية وهو الاجتماع الثالث والذي سيعقد في الساعة الخامسة من مساء اليوم بحضور الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية. ووفق مصادر ديبلوماسية عربية تحدثت ل الاهرام: فإن هذا المقترح أصبح يحظي بدعم دولي في ضوء الرسالة الايجابية التي تلقاها العربي من بان كي مون الامين العام للامم المتحدة في هذا الشأن وأشارت المصادر ذاتها الي أن الوزاري العربي سيدفع باتجاه المزيد الضغوط السياسية علي النظام السوري لدفعه للقبول بالمبادرة العربية ووقف العنف ضد المحتجين. وألمحت في هذا السياق الي امكانية تبني قرار بسحب السفراء العرب من دمشق وإبعاد سفراء سوريا من العواصم العربية علي غرار الخطوة التي قررها مجلس التعاون الخليجي وهوما تدفع باتجاهه دول مجلس التعاون لكن هناك تحفظات من كل من الجزائر ولبنان علي أساس أن اتخاذ مثل هذه الخطوة تخضع بالدرجة الاولي لسيادة كل دولة وليست في حاجة الي قرار عربي جماعي, مشيرة الي أنه لن يصدر قرار عربي بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض في هذه المرحلة وان كانت بعض الاطراف الخليجية تدعو بقوة الي تبني هذه الخطوة وتوقعت المصادر اتخاذ سلسلة من القرارات التي من شأنها تفعيل العقوبات الاقتصادية ضد دمشق وذكرت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي لالأهرام أن دول المجلس ستتخذ مواقف أكثر تصعيدا ضد النظام السوري من بينها الاعتراف بالمجلس الانتقالي السوري المعارض وتحريك المقاطعة العربية للنظام السوري وسبل تنفيذ الدعوة التي أصدرتها الامانة العامة لمجلس التعاون بالرياض الثلاثاء الماضي لوزراء الخارجية العرب باتخاذ كافة الاجراءات الحاسمة بعد مرور11 شهرا علي حملة مستمرة ضد ضد الشعب السوري دون اي بارقة أمل للحل. واضافت المصادر نفسها أن الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض يلقي قبولا خليجيا وسيكون أحد الموضوعات المطروحة واذا تمت التوصية به في اجتماع مجلس التعاون سيطرح علي الاجتماع الوزاري الموسع مشددا علي ان دول مجلس التعاون ملتزمة بما يصدر عن اجتماع جامعة الدول العربية ولاتفرض توصيات معينة وانما الهدف التوصل الي وسائل ضغط تسعي لمنع النظام السوري من استمرار ممارسة العنف, وأشارت الي أن قرار سحب السفراء من دمشق قرار سيادي يرجع لتقييم كل دولة. وكشفت عن أن هناك خلافات قد تظهر علي السطح خلال الاجتماع الوزاري العربي الموسع بالقاهرة حول فرض مزيد من العقوبات علي النظام السوري والعمل علي عزله. و عقب فشل مجلس الأمن في تبني مشروع القرار العربي- الأوروبي, تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة مناقشة غدا حول الموقف في سورية حيث تلقي مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي كلمة خلال الجلسة. وفي أنقرة, أكد السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطي( ناتو) اندرس فوج راسموسن, أن الحلف لا ينوي التدخل عسكريا في سوريا. وقال راسموسن في حديث بثته فضائية( إن تي في) التركية, إن نصب الدرع الصاروخي علي الأراضي التركية جاء بناء علي طلب أنقرة.