محافظ كفرالشيخ يناقش عددا من الملفات ومشاكل الدوائر مع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ    محافظ بورسعيد: هذه إنجازات الدولة المصرية على أرض المحافظة خلال عام    ترامب: الإيرانيون سيحتاجون المال لإعادة البلاد إلى سابق عهدها    بورتو يستقر على إقاله مدربه عقب الإقصاء من المونديال والتعادل مع الأهلي    حكم نهائي بإلغاء سحب أرض الزمالك في مرسى مطروح    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث إنقلاب ميكروباص بطريق أسيوط الغربي    رئيس الوزراء: 53 ألف ممول دخلوا على المنظومة الضريبية الجديدة    محافظ الغربية يتابع سير العمل بمشروع الصرف الصحي في عزبة الناموس بسمنود    الاتحاد العربي للفنادق والسياحة يُكلف محمد العجلان سفيرًا للاتحاد.. ويُشكل الهيئة العليا للمكتب بالسعودية    رئيس الأركان يشهد تخرج دورات من دارسي الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    ترامب: مسؤولون أمريكيون وإيرانيون يجرون مباحثات الأسبوع المقبل    الصين: مستعدون للعمل مع "بريكس" لإحلال السلام في الشرق الأوسط ودعم الأمن الإقليمي    صلاة البراكليسي من أجل شفاء المرضى وتعزية المحزونين    قرار جمهوري بإضافة كلية الطب البشري إلى كليات "جامعة الحياة" الخاصة    مصدر من اتحاد الكرة ل في الجول: إقامة كأس مصر خلال تحضيرات المنتخب لكأس الأمم    الزمالك يستعيد أرض مرسى مطروح بحكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا    مجلس جامعة المنوفية يعلن الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد 2025/2026    مصرع طفل غرقا في بحر يوسف ببني سويف    أبو يطرح أولى أغنيات ألبومه "توبة" بعنوان "أحلى حاجة".. (فيديو)    أيمن سليم: "عبلة كامل حالة استثنائية وهتفضل في القلب"    أجمل عبارات ورسائل التهاني بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة 1447ه    بعد قليل.. الإفتاء تعلن موعد أول أيام العام الهجري 1447    الإفتاء تكشف عن حكم التهنئة بقدوم العام الهجري    رئيس الوزراء يستعرض تعاون "أكسفورد" و500500 في علاج السرطان    شرب الماء أثناء الأكل يزيد الوزن- هل هذا صحيح؟    جيش الاحتلال يعلن اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن قبل دخولها المجال الجوي    الرقابة الإدارية تنفى صدور أى تكليفات لها بضبط عضو نيابة عامة أو ضباط    عاطل يقتل شقيقه السائق بعيار ناري خلال مشاجرة بسبب خلافات بشبرا الخيمة    الرقابة الإدارية توكد عدم صحة ما تداول بشأن ضبط أحد أعضاء الهيئات القضائية    التعامل مع 92 شكوي..محافظ الجيزة يتابع نتائج لقاءات المواطنين بالأحياء والمراكز    الحرية المصرى: 30 يونيو استردت هوية الدولة المصرية.. والاصطفاف الوطني "ضرورة"    «النداهة».. عرض مسرحي في «ثقافة القصر» بالوادي الجديد    «أجهزة لكشف الكذب».. 4 أبراج تستطيع اكتشاف الأشخاص المزيفة من جلسة واحدة    "حماية التراث الثقافى الغارق بالمياه الاقتصادية" ورشة العمل بمكتبة الإسكندرية    «يومين في يوليو».. «المحامين» تعلن موعد الإضراب العام اعتراضًا على الرسوم القضائية    في الذكرى ال12.. مجمع إعلام القليوبية يحيي ثورة 30 يونيو    زد يضع الرتوش النهائية على صفقة ضم خالد عبد الفتاح من الأهلي    منتخبا شباب وشابات الطائرة الشاطئية يتوجهان للمغرب استعدادا للبطولة الأفريقية    سجل سلبي يطارد العين قبل مواجهة الوداد في كأس العالم للأندية    المدير التنفيذي للتأمين الصحي الشامل: التحول الرقمي ضرورة لتحقيق العدالة في إتاحة الخدمات الصحية    محافظ الدقهلية: 1517 مواطنا استفادوا من القافلة الطبية المجانية بميت غمر    في أسبوعين..تامر حسني يكسر حاجز ال 12 مليون مشاهدة ب حلال فيك    التقويم الهجري: من الهجرة إلى الحساب القمري.. قصة زمنية من عهد عمر بن الخطاب حتى اليوم    «حمى القراءة.. دوار الكتابة».. جديد الروائي الأردني جلال برجس    الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران فرصة لتفادي تصعيد كارثي    من البحر إلى الموقد.. كيف تؤمن سفن التغويز احتياجات مصر من الغاز؟    «العربية لحقوق الإنسان»: مراكز المساعدات لمؤسسة غزةتشكل انتهاكاً خطيراً لمبادئ القانون الإنساني    محافظ الجيزة يتابع ميدانياً جهود إطفاء حريق بمخزن دهانات بمنطقة البراجيل بأوسيم    قرار جمهوري بتعيين سلافة جويلي مديرا للأكاديمية الوطنية للتدريب    المشاط تبحث مع المنتدى الاقتصادي العالمي تفعيل خطاب نوايا «محفز النمو الاقتصادي والتنمية»    تطور قضائي بشأن السيدة المتسببة في حادث دهس "النرجس"    خالد عبد الغفار يوجه بضرورة تطوير التقنيات الحديثة في مجال الصحة الرقمية    محافظ القاهرة يبحث مع وزير الثقافة تحويل حديقة الأندلس لمركز فنى وثقافى    وزير الرياضة: منتخب اليد يستحق جهازا فنيا على أعلى مستوى    صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«تحقيقات الأهرام» تفتح ملف المصير الغامض للأموال المنهوبة
مليار و300 مليون دولار مجمدة فى أوروبا منها 700 مليون فرنك سويسرى
نشر في الأهرام اليومي يوم 13 - 07 - 2014

بعد فترة من الصمت عن أموال مصر المنهوبة في عهد نظام مبارك، ظهرت بارقة أمل لإعادة النظر في الأموال المصرية المجمدة لدى سويسرا،
بعد فوز المشير عبد الفتاح السيسي بمنصب رئيس الجمهورية، حيث أعلن فالنتين زيلويجر، مدير إدارة القانون الدولى بوزارة الخارجية السويسرية والمسئول عن ملف الأموال التى جمدتها سويسرا، فى مؤتمر صحفى عقده فى جنيف مؤخراً- ترحيبه بفوز السيسى بمنصب رئيس الجمهورية، معتبرا الانتخابات خطوة مهمة لاستعادة أموال مبارك المجمدة، مؤكداً إن الانتخابات الرئاسية النزيهة التي جرت في مصر، تعتبر خطوة جيدة للغاية، وفى الاتجاه الصحيح ومؤشر مهم سوف يسمح باستمرار العمل مع الجهات المصرية المعنية بملف الأموال التى جمدتها سويسرا للرئيس الأسبق مبارك وبعض أفراد عائلته ، وبعض رموز النظام القديم، لكى تحصل سويسرا على المعلومات المطلوبة، وأن إجمالى هذه المبالغ بلغ 700 مليون فرنك سويسرى، كما أن القانون الجديد الذى انتهى المجلس الفيدرالى السويسرى من إقراره مؤخراً سوف يساعد إلى حد كبير فى الفترة المقبلة فى تسريع وتيرة هذه الإجراءات القانونية التى تحتاج إلى وقت طويل.
نبدأ من وزارة الخارجية التي قامت منذ 13 فبراير 2011 بدور مساعد لجهات الاختصاص الأصيل فى الدولة وهى اللجنة القضائية لتعقب واسترداد الأصول والمنشأة بقرار المجلس الأعلى القوات المسلحة رقم 52 لسنة 2011، والنيابة العامة، وجهاز الكسب غير المشروع بوزارة العدل، وذلك بموافاة سلطات الدول المعنية من خلال البعثات المصرية بالخارج بطلبات المساعدة القضائية، وبموافاة النيابة العامة وجهاز الكسب غير المشروع بالمعلومات والملاحظات التى ترد فى المقابل من تلك الدول رداً على هذه الطلبات، مع استعجال ردود الجهات الأجنبية على طلبات المساعدة القضائية، ومتابعة الأمور بصفة عامة بما فى ذلك السعى للحصول على المساعدات الفنية المطلوبة من جانبنا، وقد بلغ عدد الدول التى تمت مخاطبتها – بناءً على طلب الجهات القضائية المصرية- 80 دولة من بينها دول الاتحاد الأوروبى وسويسرا والولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي.
كما سعت وزارة الخارجية بالتعاون مع الدول المختلفة لاستخدام خبراتها الفنية لمساعدة الجهات المصرية المختصة فى صياغة طلبات المساعدة القضائية بالشكل الذى يجعلها متماشية مع الشروط الإجرائية والقانونية المطلوبة فى الدول المختلفة وفقاً لقوانينها كى تكون مقبولة لدى تلك الدول، وقد نجحت الوزارة فى تحقيق ذلك فى عدد من الحالات أبرزها بريطانيا التى أوفدت لدى سفارتها فى القاهرة محققاً قضائياً وآخر مالياً للتعاون مع الجهات المصرية المعنية فى هذا الصدد كما تحاول الوزارة الوقوف على المشاكل ذات الصلة ومحاولة تذليلها.
ويتمثل الانجاز الكبير الذى تحقق منذ بدء التعامل مع هذا الموضوع فى تجميد سويسرا حوالى 700 مليون فرنك سويسرى تخص 31 من المسئولين المصريين السابقين، وإصدار الاتحاد الأوربى قراراه فى مارس 2011 بتجميد أرصدة 19 شخصاً وردت أسماؤهم فى طلبات المساعدة القضائية يجدد سنوياً.
وللأسف، فقد شهد التعاون مع سويسرا تراجعاً فى ديسمبر 2012 بعد قرار المحكمة الفيدرالية بتعليق العمل بالقرار الذى كانت السلطات السويسرية اتخذته فى مايو 2012 بإدخال مصر كطرف يحق له الإطلاع على المعلومات المتصلة بالتحقيقات التى تجريها سويسرا فى قضايا غسيل أموال متورط فيها بعض الشخصيات المصرية المطلوب رد الأموال التى قاموا بتهريبها إلى سويسرا، و استندت المحكمة فى قرارها إلى القرارات والإجراءات التى اتخذتها السلطات المصرية آنذاك، ومن بينها عزل النائب العام والإعلان الدستورى الصادر فى نوفمبر 2012.
ويمكن القول إن عملية استرداد الأموال المهربة المصرية تعتبر نموذجا لضرورة تعميق العمل والتنسيق الجماعي، ويتعين وجود جهة قانونية واحدة تضم كافة السلطات المعنية فى الدولة تكون مسئولة عن الموضوع بكافة جوانبه، وتتم محاسبتها عن أعمالها فى إدارة الموضوع، وهو الأمر الذى سبق وأن طالبت به وزارة الخارجية.
مبادرة شعبية
تقدر الأموال المصرية المجمدة في أوروبا كما يقول معتز صلاح الدين رئيس المبادرة المصرية لاسترداد الأموال المنهوبة - بنحو مليار و300 مليون دولار، ، والحقيقة أن الأموال المصرية المجمدة في سويسرا هي الأقرب للاسترداد لأسباب عديدة، منها تأييد الرأي العام السويسري لعودة الأموال المصرية، فضلاً عن مساندة الأحزاب السياسية، والبرلمان السويسري، ومنظمات المجتمع المدني الداعمة لموقف مصر، والمطالبة أيضا بالإفراج عن هذه الأموال وتسليمها لمصر، غير أن عودة هذه الأموال لمصر ممكنة من خلال 3 مسارات ، يتعلق المسار الأول بالأموال المصرية المجمدة في سويسرا، وهذا المسار يرتبط بضرورة صدور أحكام قضائية نهائية باتة في مصر، وأخري مماثلة لها في سويسرا، ثم التعاون الدولي من خلال التمسك بتطبيق بنود الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد، ومن ثم الاستفادة أيضاً من اتفاقية التعاون القضائي بين مصر وسويسرا.. وهناك 3 شخصيات مصرية تمثل المبادرة الشعبية لاسترداد الأموال المنهوبة في سويسرا، وهم مرفت ضيف، وأمين مسيحة، ومحمود فضل، وقد قام هؤلاء بجهود كبيرة موازية للجهود القضائية الرسمية، ومن بين هذه الجهود مخاطبات لجميع الشخصيات الرسمية في سويسرا.
أما المسار الثاني، فيتعلق ببقية الدول الأوروبية التي جمدت فقط 44 مليون جنيه استرليني، بينما لم تجمد الأصول والعقارات المملوكة لبعض رموز نظام مبارك، وقد تقدمنا بنحو 7 استجوابات لم يتم الرد سوي علي واحد منها من خلال آندي سلوتر عضو مجلس العموم البريطاني وتلقينا رداً بتجميد 44 مليون دولار فقط، بينما تراوغ بريطانيا التي توفر الحصانة للكثير من الهاربين في لندن ، وتمنحهم حق اللجوء، ولم تتخذ أي خطوات نحو الكشف عن الأموال المصرية الموجودة لديها، والتي تخص رموز نظام مبارك، ومن ثم فإن حسم هذا الأمر يحتاج إلي إرادة سياسية، ونعتقد أن هذه الإرادة متوافرة حالياً أكثر من أي وقت مضي بشرط اتخاذ زمام المبادرة، بينما يظل المسار الأمريكي معطلا تماما، وقد سبق أن طلبت مصر إعادة أموال 103 شخصيات مصرية، ولم تستجب الجهات الأمريكية ولم ترد، وقد خاطبنا الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهيلاري كلينتون، وغيرهما من الشخصيات المؤثرة في الإدارة الأمريكية ولم نتلق أي رد.
إرادة سياسية
وبشكل عام، فقد سلمت المبادرة الشعبية لاسترداد الأموال المنهوبة كما يقول معتز صلاح الدين كل ما لديها من أوراق ومستندات تتعلق بقضة الأأموال المصرية المجمدة أو المنهوبة إلي المستشار كامل جرجس رئيس مكتب التعاون الدولي بمكتب النائب العام، وقد تم في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي تشكيل لجنة برلمانية لتولي هذا الملف لكنها لم تنجز شيئا يذكر علي أرض الواقع، لكننا بحاجة حالياً لتعيين قضاة اتصال مقيمين في سويسرا، وبريطانيا، وأمريكا لمتابعة ملف الأموال المصرية المجمدة والمنهوبة، فضلا عن ضرورة وجود إرادة سياسية لاسترداد هذه الأموال، مؤكداً أن جهود المبادرة نجحت في تشكيل تحالف بريطاني في مجلس العموم البريطاني برئاسة آندي سلوتر عضو المجلس، وهو تحالف متطوع لمساندة المبادرة، وتم تقديم 7 استجوابات في هذا الشأن، ولم يتم الرد إلا علي استجواب واحد، وبموجبه تم تجميد 44 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلي 40 مليون جنيه إسترليني سبق تجميدها، كما تم تشكيل تحالف برلماني آخر متطوع في أمريكا يساند المبادرة، يقوده منذ أكثر من عام ونصف العام ديفيد برايس عضو الكونجرس الشهير، والذي قام أخيرا بتسليم مذكرتين من المبادرة إلي الرئيس الأمريكي »أوباما«، وهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، تتضمن مطالبتهما بالاستجابة لطلب السلطات المصرية المقدم منذ أكثر من عام بتجميد أموال 103 من رموز النظام السابق، والموجودة في بنوك أمريكا ومؤسساتها المالية.. كما تم تجميد مبالغ وصلت إلي 700 مليون دولار من أموال رموز النظام الأسبق في سويسرا ، كان نتيجة مساندة المبادرة للجهود الرسمية المصرية، حيث قدمت ميرفت ضيف، منسقة المبادرة في سويسرا، مذكرات مفصلة لجميع المسئولين السويسريين، بدءا من السيدة ميشلين روي، الرئيسة السابقة، التي ردت إيجابيا بخطاب رسمي في أكتوبر 2011، مؤكدة أن المبادرة تعمل أيضا في الخليج العربي، رغم صعوبة التحرك هناك.
سرية الحسابات
والحال هذه، فإن الدكتورة فوزية عبد الستار أستاذة القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة القاهرة ورئيسة اللجنة التشريعية سابقاً في مجلس الشعب تؤكد أن مبدأ سرية الحسابات يتمتع بالحماية الكاملة، ومن ثم فإن استرداد هذه الأموال إن وجدت يتطلب حكماً قضائياً باتاً بإدانة المودع، وأن هذه الأموال قد دخلت في حوزته بطريق غير مشروع.
سألناها: ولكن لا أحد يعرف حتي الآن حجم هذه الأموال. ولا كيف خرجت.. ولا الدول والجهات التي تم إيداع الأموال فيها.. فكيف يمكن الوصول إلي المبالغ الحقيقية التي تم تهريبها ومن ثم استردادها؟
- د. فوزية عبد الستار: هذه مسئولية سلطات وجهات التحري والتحقيق، وعلي الدولة أن تتخذ زمام المبادرة ومخاطبة الدول والجهات التي تتوافر معلومات أو مستندات بشأن وجود أموال مصريه فيها للشخصيات التي تصدر أحكام نهائية باتة بإدانتها، ويمكن الاستعانة بوزارة
الخارجية عبرالقنوات الدبلوماسية ، لاسترداد هذه الأموال.
مصير غامض
وبالرغم من تكثيف الحديث إعلامياً حول الأموال المنهوبة، خاصة في الفترة التي تلت ثورة يناير 2011، فإن هذا الملف والكلام هنا للدكتور عادل عامر الخبير القانوني والحقوقي لم يعد مطروحاً للنقاش منذ فترة، مع أن كثيرين من أبناء الشعب المصري قد علقوا آمالا علي إمكانية تحسين أوضاعهم المعيشية بعد ثورة 25 يناير بعودة هذه الأموال، خاصة بعد المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة بعد ثورة يناير، حول سهولة استرداد هذه الثروات المنهوبة.. غير أن أحلامهم سرعان ما ذهبت أدراج الرياح.
ولاشك أن أموال مصر المنهوبة تمثل الملف المسكوت عليه الآن، إذ لا يستطيع أحد أن يحصر حجم الأموال المهربة حاليا، لأن الحسابات سرية، ولا مجال لكشفها إلا من خلال تعاون جدي بين حكومات الدول التي توجد بها تلك الحسابات، وهيئة مشكلة بقانون صادر من رئيس الجمهورية لديها الرغبة الجادة في استعادة هذه الأموال، وكل ماتم الحديث عنه في الإعلام هو مجرد توقعات واستنتاجات، ولم يتسن لأحد التأكد منها، وليس صحيحا أن الأموال المهربة خرجت جميعها بعد اندلاع أحداث الثورة، فخلال سنوات حكم مبارك كانت هناك عمليات غسيل أموال عبر مشاريع تتم في الخارج تابعة لرجال أعمال النظام ، وهي أموال من مصادر غير شرعية ، وماتم بعد يوم wwالجمعة 28 يناير هو خروج كميات كبيرة من الأموال السائلة بشكل مباشر، من خلال مؤسسات بنكية وغير بنكية
والمؤكد كما يقول الدكتور عادل عامر أن هناك حسابات سرية في الداخل لم يكشف عنها ولم يتوصل لها أحد ، ووجودها في صورة أموال سائلة أو مشاريع قائمة بأسماء غير معروفة يجعل من الصعب الكشف عنها، ولا مجال لكشفها واسترداد حق الدولة منها إلا بهيئة عامة لها صلاحيات أوسع من اللجنة الحالية ومساحة من الحرية في الحركة والاستقلالية في العمل .
وللحديث عن الأموال المنهوبة، فإن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، التي صدقت عليها مصر في فبراير 2005، تتضمن عددا من جرائم الفساد، أهمها، تدابير منع غسل الأموال، ورشوة الموظفين العموميين، واختلاس الممتلكات أو تبديدها، والمتاجرة بالنقود، والإثراء غير المشروع، وغسل العائدات الإجرامية والملاحقة والمقاضاة والتجميد والحجز والمصادرة واسترداد الأموال. وقد تضمنت المادة (31) من الاتفاقية، الإجراءات الواجب اتخاذها لتجميد وحجز الأموال الناتجة من العائدات الإجرامية المتأتية من أفعال مجرمة، ونصت المادة (51) علي أن استرداد الموجودات هو مبدأ أساسي في هذه الاتفاقية، وطبقا للمادة (57) يكون إرجاع الموجودات استنادا إلي حكم نهائي، بينما قضت المادة (46) بضرورة تقديم الدول الأطراف بعضها إلي بعض أكبر قدر ممكن من المساعدة القانونية المتبادلة في التحقيقات والملاحقات والإجراءات القضائية المتصلة بالجرائم المشمولة بهذه الاتفاقية. فضلا عن ذلك، يجوز، وفقا للاتفاقية الطلب من الدول الموجود بها الأموال تقديم أصول المستندات والسجلات ذات الصلة بما فيها السجلات الحكومية أو المصرفية أو المالية أو سجلات الشركات أو المنشآت التجارية أو نسخ مصدقة منها، ولا يجوز للدول الأطراف أن ترفض تقديم المساعدة القانونية بحجة السرية المصرفية، لأن أحكام الاتفاقية ألزمت الدول الأعضاء بتدعيم التدابير اللازمة لمنع ومكافحة الفساد والتعاون الدولي من أجل منع ومكافحة جريمة الفساد. وبالتالي، فإنه بموجب الاتفاقية يكون من حق مصر طلب تجميد الأموال المهربة للخارج وطلب مصادرتها لمصلحة مصر، وعند صدور حكم نهائي بالإدانة علي المتهم ومصادرة الأموال المتصلة من جريمة الفساد يطلب استرجاع الأموال المجمدة والممتلكات المصادرة لمصلحة مصر.
والحقيقة، - والكلام مازال للدكتور عادل عامر- أن موارد مصر المالية خلال الثلاثة عقود الماضية كان يتم استنزافها في أمور لا تخص الموازنة العامة للدولة، الأمر الذي ترتب عليه إهدار الموارد المالية التي حصلت عليها مصر من دول العالم، والتي تشمل المعونات والمنح ومساعدات وقروضاً ميسرة بأسعار فائدة لا يتجاوز 1% من قيمة القرض، بالإضافة إلي فترات سماح طويلة كانت تبلغ في بعض القروض 10 سنوات.
وقد تفاقمت أزمة الأموال المنهوبة بسبب حالة التباطؤ التي ربما تصل إلي حد التواطؤ خلال الفترة الانتقالية التي أعقبت سقوط مبارك، حيث شهدت تلك الفترة تهريب كميات هائلة من الأموال، مستغلة ما يمكن تسميته نوعا من الفساد المقنن والممنهج، ومستفيدة من حالة الانفلات الأمني التي استمرت أشهرا عديدة، كما أن حكومات ما بعد الثورة لم تبذل جهودا كافية علي صعيد استعادة الأموال المنهوبة والمهربة، حيث غاب التنسيق بين أجهزة الدولة في هذا الشأن، ولم يحدث ما كان واجبا من تضافر الجهود علي الأصعدة القانونية والقضائية والسياسية والشعبية والإعلامية من أجل تحقيق هذه الغاية.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.