فى مستهل مهمة شاقة للتوسط بين طرفى الأزمة السياسية فى أفغانستان الناجمة عن إعلان النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة، وسط شكوك داخلية بحدوث عمليات تزوير واسعة، وصل جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى صباح أمس إلى كابول من أجل التوصل إلى حل يرضى الجميع وضمان استقرار أوضاع البلاد، خاصة فى ظل الانسحاب الوشيك لقوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» نهاية العام. وقال كيرى، عقب لقائه يان كوبيس رئيس بعثة الأممالمتحدة لمساعدة أفغانستان فى السفارة الأمريكية فى كابول، «من الواضح أننا فى لحظة حرجة للغاية بالنسبة لأفغانستان، شرعية الانتخابات ومستقبل العملية الانتقالية على المحك، وبالتالى لدينا الكثير من العمل الذى ينبغى إنجازه». وأضاف كيرى «ليس بوسعنا القول فى هذه المرحلة إن الحل سيتحقق بصورة تلقائية»، معربا عن أمله فى إمكانية ايجاد حل سريع للأزمة، وقال: أملنا كبير فى إيجاد حل يعطينا القدرة على تبديد شكوك الناس فى تزوير العملية الانتخابية». من جانبه، عبر أشرف عبدالغنى الفائز بالانتخابات الرئاسية الأفغانية - حسب النتائج الأولية - عن تأييده لإجراء تحقيق واسع من أجل تبديد كافة الشكوك المثارة حول تزوير الانتخابات. وقال عبدالغنى، بعد لقائه كيرى فى السفارة الأمريكية فى كابول، «نؤمن بضرورة إجراء أوسع تحقيق ممكن من أجل إعادة الثقة فى الانتخابات». وأضاف: «أتعهد بتشكيل حكومة منفتحة تمثل جميع الأفغان وتخدم جميع المواطنين بموجب أحكام الدستور». وكانت مفوضية الانتخابات المستقلة فى أفغانستان قد أعلنت الإثنين الماضى فوز عبدالغنى بجولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التى جرت فى 14 يونيو الماضى بحصوله على 56.44٪ من الأصوات وفقا للنتائج الأولية، مقابل 34.56 ٪ لمنافسه عبدالله عبدالله، الذى رفض الاعتراف بالنتائج، وهدد بتشكيل حكومة موازية، مطالبا باعادة فرز الأصوات فى 11 ألف مركز تصويت، فيما وافق عبدالغنى على فرز أصوات 7100 مركز فقط، فى الوقت الذى أعلنت فيه المفوضية العليا مراجعة نتائج 1930 مركز تصويت حتى الآن من أصل 23 ألف مكتب جرت فيهم الانتخابات.