فإذا تصاعد عند الناس,الظن بأن»لافائدة»,وصارت الشائعات التى تؤكد أن شلة اليسار ستحل محل شلة اليمين,حقيقة مؤكدة,تفسرها مصالح نخبة ضد مطامع نخبة أخرى – ما يدل على فساد النخبة كلها- ,فاعلم أن الثورات كالدنيا ..»يوم لك ويوم عليك».. وكالدنيا ,,» لا تدوم لأحد».. وكالدنيا ..» المتغطى بها عريان».. وكالدنيا «لن تخلو من الرمم».. وإذا تصاعد عند الناس الظن أن الظلم ليس فى الكبير,فكبيرهم يتنازل عن ماله من أجلهم,فيستب شرون بذلك عهدا من إحقاق الحق,إنما القضية في الصغار,الذين يتحدون أيديولوجية واتجاها وفصيلا,فلا يرون من بلد باكملها,إلا من «خرم إبرتهم»,حتى إذا حكموا واختاروا,أساؤوا لمن اختاروا من أهل الكفاءة,لأنهم ما اختاروهم,إلا ليداروا جريمتهم فيما اختاروا من أهل الثقة.. فاعلم أن الثورات مثل حكم الدنيا:.. «حشو مصران»..و«اتهان الورد واتبدر.. لما بقى مخاول البقر»و..«واربط البغل جنب الحمار.. ان ما تعلم شهيقه يتعلم نهيقه»..و«اللى كواها البين .. تطبخ محشى» فإذا رأيت ذلك ..وسمعت كل ذلك,وتيقنت أن المجالس تصدر أحكامها,بما تمليه المقاهى,فاعلم أن الثورات «فض مجالس».. فإذا انفض مجلس الثورة هكذا.. حتى أننا لم نستطع العودة لمساوئ «مجلس الشريف» فأمامك 3 خيارات:ان تاخذ «قهرتك» – التى سيسميها البعض حقدا وغيرة نظاما لو كنا اخترناه كان ح يقول علينا اشرف ناس وشيوخ المهنة والحكمة والفطنة- خذ قهرتك ..واقعد على جنب.. وابدأ فى التأمل,والتأمل قد يدفعك إلى الحكمة,او يدفعك للمساهمة الجادة والفاعلة فى تنظيم المرور.. الخيار الثانى: أن تغير مبادءك.. ولا يعنى هذا الاقتداء بنماذج مثل محفوظ عجب,أومحجوب عبد الدايم ,فهذه نماج قد «عفا عليها الدهر» كما أنها كانت تمعن فى «المصطلح إياه»..فالأمر لا يحتاج لكثير من التضحية واحتقار الذات,إنما غير مبدأك فى نفس الاتجاه .. يعنى مثلا من الإخوان إلى السلفية,أو من السلفية إلى الاعتدال.. ومن الماركسية إلى التروتيسكية.. ومن الاشتراكية إلى الناصرية.. ومع التغييرات الطفيفة,ستحصل على نتائج عظيمة.. قد تبدل مصيرك القادم,من التأمل و تنظيم المرور,إلى التأمل و تنظيم الرأى العام. أما الخيار الثالث فهو»على الزيبق» .. الذى يمثل لنا ماكان يمثله «روبن هود»و»وليم تل» و»أرسين لوبين» و»زورو»فى البلد التى نجحت فيها الثورات..ف»على» كان المحتال الظريف الذى احتال على كل ممثلى السلطة قبل الثورات وبعدها.. كان اللص الشريف الذى يسرق من الأغنياء ليعطى الفقراء..كان الذكى الذى أفحم كل المنظرين,وبتوع طبيعة المرحلة.. على الزيبق سيرة عظيمة .. تحكى قصة فرد أمام فساد أنظمة.. وكما تقول كلمات على موقع ويكبيديا -لا أعرف صاحبها: «احتلال «الزيبق» لهذه المكانة المتميزة في عقول المصريين وقلوبهم جاء نتيجة ما يمثله هذا اللص الشريف من تحقيق قيمة العدل، المبنى على أساس أن الجزاء من جنس العمل، فكما تسرق السلطة أقوات الناس وأحلامهم، يسرق الزيبق ممثل الناس السلطة التي استولت على الثروات بالبطش والطغيان، وما «الزيبق» إلا مندوب لإعادة توزيع هذه الثروة المنهوبة». أهم ما يميز قصة علي الزيبق هى علاقته بأمه التي كانت على قدر كبير من الحساسية والجمال، فاطمة الملقبة ب«أنثى الأسد»، لا تلقى بابنها إلى التهلكة، لكنها أيضاً لا تحرمه من الأخذ بحقه، والاعتراض على الظالمين، وإذا اشتد الكرب، ونفدت حيل «الشاطر» وبات على بعد خطوات من الموت تظهر فاطمة لتنقذ ابنها من الموت، بشجاعة واستبسال، فإذا غرر به أحد وأرسله إلى الصحراء ليموت من الجوع والعطش، جاءت إليه لتطعمه وتسقيه، وإذا التف حول رقبته حبل المشنقة جاءت إليه لتنقذه بشجاعة ألف فارس، وإذا فشل في حبه واكتشف غدر حبيبته ضمته إلى صدرها الدافئ لتعوضه عن حنانه المفتقد، وهذه هى الأم التي تتصدر مشهد البطولة دائما، والتي يقول عنها ناقدو الأدب ودارسوه إنها ترمز للأرض أو الوطن، والتي لا تطالب أبناءها بما لا يستطيعون، لكن إذا اكتشفت أنهم على قدر المسئولية ساعدتهم، ووقفت بجانبهم، حتى لو كانوا لصوصاً، في زمن لا يقدر فيه المرء أن يأخذ حقوقه المسلوبة إلا بالسرقة لكن كيف تصبح«على الزيبق» وهم يزعمون أن «على» ابنهم وابن فصيلهم.. وزهرة مجلسهم.