سؤال بسيط.. حين تسيطر جماعة مسلحة مثل «داعش» على قطعة أرض .. هل يكفى ذلك لإقامة دولة؟ والإجابة هى لا. هذه الدولة لن تكتمل أركانها إلا باعتراف دولى وبالتالى فإن الكرة فى ملعب القوى الدولية والإقليمية لتحدد ما إذا كانت ترغب فى وجود هذه الدولة ضمن الأسرة الدولية أم لا. سؤال ثان.. هل يكفى الحديث عن إقامة خلافة إسلامية وتطبيق شرع الله لإقامة دولة؟ والإجابة أيضا لا. لأن الدولة تحتاج لرؤية وكوادر ومؤسسات وللأسف فإن ما تطرحه الجماعات الإسلامية الجهادية حتى الآن مقصور على هدم ما هو قائم دون وجود رؤية متكاملة لإعادة البناء وإقامة مجتمعات حديثة قادرة على البقاء والنماء. سؤال ثالث.. هل تستطيع دولة تقيمها جماعة مسلحة مثل داعش أن تعيش بمعزل عن العالم الذى يرفض الاعتراف بوجودها؟ طبعا لا، لأن هذه الدولة تحتاج لشراء السلاح والغذاء والحصول على التكنولوجيا وقطع الغيار من الخارج وتحتاج لتبادل تجارى يحقق لها عائدات تساعدها على إدارة الدولة. سؤال رابع.. هل وصلت قوة «داعش» العسكرية لما وصل إليه نظام صدام حسين فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي؟ الإجابة هى لا.. وبالتالى إذا كانت الولاياتالمتحدة قد تمكنت من القضاء على نظام صدام القوى المسيطر على طول البلاد وعرضها فى عدة أسابيع فلماذا يتحدث الجميع، خاصة فى الغرب، عن داعش باعتبارها قوة جبارة قادرة على إقامة دولة من إسرائيل للكويت بل وتهديد الأمن القومى الأمريكى والأوروبى فى الصميم. سؤال خامس وأخير وأتركه دون إجابة.. هل ما يحدث فى العراق هو البداية لتنفيذ خطة تقسيم الشرق الأوسط التى ظهرت فى خريطة أعدها ضابط أمريكى فى كلية الحرب الأمريكية يدعى رالف بيترز عام 2006 وتستخدم فى تدريبات كلية الدفاع التابعة لحلف الأطلنطي؟ ملحوظة: الخطة وفقا للخريطة تشمل إقامة دولة شيعية جنوبالعراق وتمتد على الساحل الشرقى للسعودية (مناطق البترول) وصولا لقطر ودولة كردية تضم جزءا من تركيا ودولة سنية تضم المناطق الخاضعة لداعش حاليا وتعديلات أخرى فى حدود الأردن واليمن والسعودية. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله