تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى ظهر أمس اتصالا هاتفياً من رئيس الوزراء العراقى نورى المالكي. وصرح السفير إيهاب بدوى، المتحدث الرسمى باِسم الرئاسة، بأن المالكى استعرض خلال الاتصال التطورات السياسية والأمنية الأخيرة فى بلاده. وأضاف أن الرئيس أعرب عن قلق مصر العميق إزاء تلك التطورات، على خلفية ما تنبئ به من مخاطر جسيمة تهدد وحدة واستقرار هذا البلد الشقيق، مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية وسلامتها وعدم تقسيمها على أسس طائفية، وهو ما يتطلب تكاتف كافة المكونات الوطنية العراقية والاصطفاف لحل الخلافات فيما بينها لبناء دولة قوية جامعة لكل أبنائها بعيدة عن النعرات الطائفية والمذهبية، وحتى تتسنى مواجهة قوى التطرف والإرهاب، وبما يصون مفهوم الدولة الوطنية فى ظل الهجمة الشرسة التى تواجهها العديد من الدول العربية ومن بينها العراق للتقسيم على أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية. وعاود الرئيس تأكيد احترام مصر الكامل لإرادة الشعب العراقى واختياراته وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، مع ضرورة السعى للتوصل إلى حلول سياسية تحول دون تفاقم الأزمة الراهنة. كما أكد الرئيس استعداد مصر الكامل، بما لها من مكانة عربية وإسلامية؛ لبذل الجهود وتقديم كل الدعم والمساعدة الممكنة للخروج من الوضع الراهن، ومعرباً عن إدانة مصر الشديدة كافة أعمال العنف والإرهاب والقتل العشوائى فى العراق، ورفضها هذه الأعمال الهمجية التى تستهدف المدنيين. من ناحية أخرى، التقى الرئيس مع أحمد ولد تكدى وزير الشئون الخارجية والتعاون بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، وبحثا تعزيزالتعاون لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية فى المنطقة العربية. وأشار الرئيس إلى أن التعاون الأمنى لمكافحة الإرهاب والتطرف يظل ضرورة فى ضوء ما تتعرض له فكرة الدولة الوطنية من تهديدات فى منطقتنا، مشيدا بالتعاون البنّاء بين البلدين فى هذا المجال، والذى يتعين تعزيزه وتقويته خلال المرحلة المقبلة. وصرح السفير إيهاب بدوى، بأن وزير الخارجية الموريتاني، الذى جاء حاملا دعوة للرئيس للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس الموريتاني، نقل تحيات وتقدير رئيس بلاده إلى الرئيس، معربا عن تأييدها ودعمها لمصر.