ينبغي علينا ألا نلقي اللوم علي ميسي إذا لم ننجح في التتويج بلقب المونديال ، تلك الكلمات اطلقها النجم الاسطوري، مارادونا قبل مشاركة منتخب بلاده بمونديال البرازيل. وقد كانت توقعات مارادونا قريبة للغاية لمحبي راقصي التانجو بعدما تأهلت الأرجنتين بشق الانفس إلي الدور قبل النهائي... واليوم تواجه الطاحونة الهولندية في لقاء من العيار الثقيل... ولا أحد يستطيع التكهن بنتيجة المباراة رغم مشاركة النجم الكبير ميسي، فالارجنتين مازالت مقتنعة حتي الآن بأن المنتخب يحتاج إلي 11 ميسي، ليس فقط من أجل الإطاحة بهولندا، بل من أجل تحقيق اللقب الغالي والفوز بأغلي الكئوس في ظل أنها شاركت 15 مرة في النهائيات، وتمكنت من احراز اللقب في بطولتي 1978 علي ارضها و1986 بالمكسيك، كما بلغت المباراة النهائية في بطولة 1930 بأورجواي و1990 بإيطاليا ولهذا تبحث عن اللقب المفقود منذ 28 عاما عندما قاد مارادونا دور البطل في تتويج بلاده.. ولهذا فإن الحلم سيكون ثقيلا للغاية علي ميسي، فكانت تصريحات مارادونا بعدم إلقاء اللوم علي ميسي أو المدير الفني اليخاندرو ساميلا الذي تعاقد معه الاتحاد الارجنتيني في شهر يوليو من عام 2011. ميسي عليه عبء كبير اليوم في ظل غياب النجم دي ماريا للاصابة، وهو الآمر الذي يجعل اللاعب يخوض لقاء اليوم تحت ضغوط نفسية كبيرة لأنه مطالب أولا بتخطي عقبة الطاحونة ثم التفكير في النهائي الحلم يوم الاحد المقبل، وهذا هو بداية الحلم للنجم الكبير ميسي الفائز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم 3مرات كان آخرها العام قبل الماضي، بالإضافة إلي ارقامه القياسية مع برشلونة وشهرته التي لم يسبقه إليها أي من نجوم الكرة في العالم، ورغم كل تلك الشهرة فإن الحلم الكبير هو أن يحرز كأس العالم مع منتخب بلاده ليسطر تاريخا جديدا له مع الساحرة المستديرة بأن تتوج الارجنتين بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها. ورغم تلك الشهرة الواسعة لنجم النجوم ميسي، فإنه عاني من مشكلات عديدة منذ صغره، ولم يكن الطبيب الارجنتيني دييجو شوارز ستاين يحلم بان الطفل الذي يعالجه من مشكلات في النمو سيصبح يوما أحد اساطير كرة القدم، ولهذا يدين ليونيل ميسي بالفضل الكبير لهذا الطبيب كونه ساعده علي التخلص من مشكلات النمو التي كان يعاني منها في صغره، والتي كادت تتسبب في عدم إكماله مشواره الرياضى، وكان وقتها يلعب في نبولز الارجنتيني، وتكاليف العلاج أرهقت والد ميسي، ولم يتجاوز وقتها سن العاشرة، بعدها قررت عائلة ميسي التوجه لأوروبا بعدما عرض أحد كشافي برشلونة بالارجنتين الانضمام للنادي الاسباني بعدما شاهدوا موهبته وتكفلوا بعلاجه من نقص هرمونات النمو، وكان ذلك عام 2000 بعدها بدأت قصة ميسي الحقيقية مع برشلونة إلي أن وصل إلي قمة المجد الكروي، ويكفي أنه اللاعب الوحيد علي مستوي العالم الذي يحرز لقب أفضل لاعب في العالم ثلاث مرات علي التوالي. ميسي فرض نفسه ليؤكد أنه واحد من مواليد منطقة ضربات الجزاء، ويشكل كابوسا مزعجا لمنافسيه، بل وأذهل العالم بامكاناته الساحرة، ولكن يبقي الحلم الكبير بأن يعود إلي الارجنتين، وهو حاملا كأس البطولة من أرض الغريم التقليدي أبناء السامية.