اتفقت القوي السياسية جميعها أمس, علي رفض دعاوي العصيان المدني, بينما تباينت المواقف فيما يتعلق بالإضراب عن العمل. وفي الوقت نفسه, تباري خطباء الجمعة في المساجد علي رفض الإضراب والعصيان معا. وبينما جددت القوي الإسلامية رفضها الإضراب لخطورته علي كيان الدولة واصلت القوي العمالية المستقلة حشد أعضائها للمشاركة في الإضراب العام, وذلك في ظل رفض اتحاد العمال الرسمي له. وقد أعلنت جماعة الإخوان المسلمين, أنها وجهت أعضاءها وشبابها لبذل قصاري جهدهم لتوضيح خطورة الإضراب والعصيان المدني علي البلاد. وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام للإخوان, إن الجماعة تعتبر اليوم يوما طبيعيا, يمارس فيه كل شخص عمله دون احتفال. وأوضح الدكتور عبدالخالق الشريف مسئول قسم نشر الدعوة بالإخوان, أن الجماعة وجهت شبابها, خاصة في خطب الجمعة أمس, لتوضيح حقيقة ماسماه بالدعاوي الهدامة, وأن هناك فرقا بين الدولة والنظام, ومثل هذه الدعوات للإضراب ستؤدي إلي هدم الدولة, وهو ما لا يريده أحد. وفي السياق ذاته, جدد الأزهر الشريف من خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بالجامع الأزهر الدكتور محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية رفضه دعاوي العصيان المدني, وأكد حرمة تعطيل مصالح البلاد والعباد. وعلي الجانب الآخر, أعلن تحالف الثورة مستمرة وائتلاف شباب الثورة تأييدهما الإضراب, وليس العصيان المدني, وأن ذلك سيكون علي مدي يوم السبت فقط ليس أكثر. وقال عبدالرحمن فارس المتحدث الإعلامي باسم حزب التيار المصري إنه لن تكون هناك مسيرات ولا مظاهرات في الشوارع, بل سيكون الإضراب مجرد البقاء في البيوت وعدم التوجه للعمل. ومن ناحية أخري, استمرت القوي العمالية المستقلة في حشد أعضائها للمشاركة في الإضراب العام اليوم. وأكد كمال أبوعيطة رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة, أن الإضراب طريقة سلمية لتحقيق أهداف الثورة, وطالب المجلس العسكري بسرعة تسليم السلطة والقصاص من قتلة الثوار وسرعة تطبيق العدالة الاجتماعية. غير أن اتحاد عمال مصر الرسمي برئاسة الدكتور أحمد عبدالظاهر, أكد رفضه المشاركة في الإضراب لأن الوقت غير مناسب, وعلينا جميعا عدم تعطيل الانتاج حتي يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية. وبينما شارك المئات أمس, في جمعة الرحيل بميدان التحرير, وأعلن بعضهم الاستمرار في الاعتصام, أغلقت قوات الجيش والشرطة الشوارع الجانبية في العباسية, وشهد ميدان العباسية مصادمات بين الأهالي والمسيرات الرافضة للمجلس العسكري.